لبنان

الحكومة على نار هادئة والإستقرار السياسي ينذر بصيف واعد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جنبلاط: التأليف خارج بيروت... وبري واثق من التشكيل قريبًا
الحكومة على نار هادئة والإستقرار السياسي ينذر بصيف واعد

بيروت، مصادر مختلفة: ثلاثة أسابيع على إنتخاب سعد الحريري رئيسًا للحكومة اللبنانية ولم يصعد الدخان الأبيض من ناحية إعلان تشكيل حكومة جديدة لا من قريب ولا من بعيد، والمشاورات التي جرت خلال الفترة الماضية لم تتمخض عنّا سوى تصريحات متناقضة منها ما هو متفائل بقرب التشكيل ومنها ما يستبعد الأمر على الأقل خلال الفترة القصيرة المقبلة. ولكن ما يبدو واضحًا أن حكومة تصريف الأعمال ما زالت تنتظر التسليم في ظل هدوء سياسي، إن من خلال التصريحات الإعلامية أو من خلال اللقاءات المتعددة بين رموز وأفرقاء من الموالاة والمعارضة، مما إنعكس إيجابًا على حركة السياحة التي تشهد موسمًا مميّزًا في صيف لبنان هذا العام.

وبينما أعطى السعوديون والسوريون اشارات واضحة الى حلفائهم من اللبنانيين، بوجوب صياغة حكومتهم لبنانيًا، لتسريع موعد زيارة العاهل السعودي إلى دمشق، ظلّ بعض الداخل اللبناني، مشدوداً حتى الآن، الى ما يمكن أن يمارس من ضغوط خارجية، من أجل فرض معادلات داخلية، ذلك أن الرئيس المكلف يأمل أن يقنع السعوديون الجانب السوري بتفادي "الثلث المعطل"، بينما تأمل المعارضة أن يحاول السعوديون جعل الرئيس المكلف يتقبل تدريجيًا صيغة "الثلث الضامن".

لقاء في عين التينة بين بري وجنبلاط

ونقل قريبون من رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله ان "جو النائب وليد جنبلاط بالنسبة الى الموضوع الحكومي كان ايجابيًا". واضاف: "ان الحكي الجدي عن تأليف حكومة الوحدة الوطنية بدأ من امس وبناء عليه، فإن الرئيس بري بات يمكنه القول بثقة اكبر من اي وقت ان ايام ولادة الحكومة لن تتأخر كثيرًا". وفي معلومات "النهار" ان رئيس المجلس ضاعف في الساعات الـ24 الاخيرة تحركه في اتجاه تسهيل مهمة الرئيس المكلف، وإن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب جنبلاط ليسا بعيدين عما يقوم به في هذا المجال. وبعدما ادلى جنبلاط اثر اجتماع عين التينة بتصريح قال فيه: "وجدنا كل الجو الايجابي في موضوع تشكيل الحكومة (...) وكما يقول الرئيس بري ان تشكيل الحكومة يفتح المجال بشكل عريض امام التضامن والمصالحة العربية او اللقاء السعودي - السوري الذي سينعكس وسيزداد انعكاسه ايجابًا على لبنان"، نقل عن الرئيس بري ان تصريح جنبلاط "هو مئة في المئة محور اللقاء ويعبر عن ايجابية".

وعلمت صحيفة "السفير" أن جنبلاط يعمل على خط استئناف التشاور بين الحريري وبري، مستفيداً من مناخ سعودي يشجع الرئيس المكلف على المضي في هذا الاتجاه، ومن المتوقع أن تترجم حركة جنبلاط بزيارة يقوم بها الحريري إلى عين التينة، من أجل "بدء العمل الجدي" على خط التأليف الحكومي. وقال جنبلاط لـ"السفير" إن بري أبلغه أنه مستعد لعقد أي لقاء مع الحريري لمساعدته في مهمته.

وردًا على سؤال عما اذا كان يمكن أن يشكل هو الضامن لكل من الأكثرية والمعارضة، أجاب جنبلاط "أنا مع تشكيل الحكومة وفق صيغة تؤمن الضمانات لكل الفرقاء، علمًا أن اللقاء السوري السعودي يظل هو الضمانة الأوسع والأكبر للحكومة كلها ومن شأنه أن يفسح المجال أمام انطلاق الحوار العربي الإيراني". وحول إمكان عقد لقاء بينه وبين العماد عون قال جنبلاط لـ"السفير" "لا مانع من اللقاء بيني وبين "الجنرال".. وربما هذا الأمر يحتاج الى درس بعض التفاصيل، علمًا أن الحوار يبقى هو البديل عن هذا التشنج".

جعجع: "حزب الله" يحاول استبدال الثلث المعطل بضمانات

بدوره اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أن "الانتخابات النيابية الأخيرة كانت حدثًا مهمًّا جدًا في الظروف والشكل الذي حصلت فيه، في منطقة تغلي بالانقسامات، وبعد الانتخابات ذهبنا عن سابق تصوّر وتصميم في خطاب هادئ جدًا دون أن ننسى الانتصار في الانتخابات"، وأضاف: "غير صحيح أن حلفاءنا في 14 آذار كالرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط خرجوا عن الثوابت، بل هناك أدبيات مختلفة في السياسة، ويجب أن لا ننسى ما حصل في 7 أيار ثم تكرر في عائشة بكار أخيرًا، وأكبر دليل على أن 14 آذار ثابتة على مبادئها هو عدم تشكيل الحكومة حتى الآن، ولو كان هناك تخلٍّ عن المبادئ لكانت الحكومة تشكلت بسرعة".

جعجع، وفي حديث إلى قناة "MTV"، قال: "لقد رأيت المسيحيين في الانتخابات في غاية الحيوية، لكن للأسف إن فريقي مسيحيي 14 آذار ومسيحيي 8 آذار غير متفقين على الثوابت الوطنية العريضة، وفي أي لحظة يقترب العماد ميشال عون من قناعاتنا، نحن مستعدون للتقرب منه، فلقد أظهرت الانتخابات أن غالبية الشارع المسيحي مؤيد لقناعاتنا، فهل نقوم بالتخلّي عن هذه القناعات؟ على كل حال هناك إجماع على تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، ولا بد من بتّ هذا الموضوع، والانطلاق من هذه النقطة، وفي الواقع لم تنقطع طرق الاتصال مع "التيار الوطني الحر"، وهناك تواصل قائم".

ورأى جعجع أن "هناك البعض الذين لا يريدون أن يكون لـ"القوات اللبنانية" تكتل نيابي كبير، لذا سمعنا الحملة على انضمام نواب من زحلة إلى تكتل نواب القوات، وأنا أتأسف لخروج بعض النواب من اتفاقات سبقت الانتخابات، وآسف لكونهم لا يحترمون أنفسهم"، واعتبر جعجع ان "الحديث عن أكثرية شعبية وأكثرية نيابية هو أكبر خرق لاتفاق الطائف، وإن كان أصحاب هذا الطرح مصرّين عليه، فليقولوا لنا أي نظام جديد يريدون وسنتعاطى معهم على هذا الأساس، فتبعًا لاتفاق الطائف والدستور اللبناني الحالي هناك أكثرية واحدة هي الأكثرية النيابية، وقانون الانتخاب الذي جرى هم الذين أرادوه، أفلم يرفعوا شعارات بعد إقرار قانون الانتخابات تقول: "عون رجّع الحق لأصحابو"؟ الآن لم يعد يعجبهم هذا الحق. نعم قانون الانتخاب كان ظالمًا للعديد من الأفرقاء، والسيد حسن نصرالله تحدث عن المقعد الشيعي في زحلة، فلنتفق إذًا على قانون انتخابي جديد يأتي لكل طائفة بنوابها".

باسيل: المشاورات لتأليف الحكومة لا تزال في بداياتها

هذا وأكد وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن إجتماعه الذي حصل مع الحريري بالأمس في دارة آل الحريري كان "طبيعياً"، لافتا الى أن "المهم شعور الجميع بأن كل الطبخة الحكومية لبنانية"، وأضاف :"ما دام الهواء مفتوحًا أمامنا، فلا بد من أن تتكثف اللقاءات لبلورة الصورة النهائية".

باسيل، وفي حديث إلى صحيفة "النهار"، أوضح أنه "شرح للحريري مفهوم "تكتل التغيير والإصلاح" للنسبية التي تعني توزيع الحصص بحسب الأحجام التمثيلية الشعبية النيابية"، مؤكدًا أن "النسبية ليست هرطقة ولا تستوجب تعديلاً للدستور، خصوصاً أننا إذا كنا نتكلم على الديمقراطية التوافقية، فذلك يعني الائتلاف بين القوى بحسب حجمها، علمًا أن الجميع ينادون بحكومة وحدة وطنية تستوجب بدورها الائتلاف بين كل الأطراف، وبما أننا في نظام الديمقراطية التوافقية، فلا بد من أن يكون هذا الإئتلاف وفق حجم كل القوى".

باسيل لفت إلى أنه "لا يسمع أي اعتراض من الحريري على هذا الشرح، بل على العكس أبدى كل انفتاح على كل الأفكار واستعداداً للبحث لاحقاً في الصيغ والتفاصيل"، وفي هذا السياق رفض باسيل "مقولة أن المعارضة باعتمادها مبدأ النسبية تكون قد تخطت نتائج الإنتخابات"، قائلا إن "تولي سعد الحريري رئاسة الحكومة هو قبول بهذه النتائج وبإعطاء الأكثرية داخل مجلس الوزراء نتيجة لما أفرزته الإنتخابات الأخيرة"، وأشار إلى أن "المناداة بالنسبية لا تعني الخروج عن هذه الانتخابات، بل على العكس تمامًا هي قبول بمبدأ الإئتلاف والديمقراطية التوافقية"، معتبرًا أن "المشاورات لتأليف الحكومة لا تزال في بداياتها". وفي حديث إلى صحيفة "السفير" أكد باسيل أن "الجو الإيجابي الذي عكسه بعد لقاء الحريري بالأمس، يعكس تمامًا طبيعة الكلام الإيجابي الذي سمعه من الرئيس المكلف وليس محاولة لافتعال جو سياسي ما".

الجميل: نفضل ان تكون هناك حكومة لتفاوض سوريا

وقال الرئيس امين الجميل في حديث الى قناة "اخبار المستقبل" التلفزيونية، مساء امس: "نفضل ان تكون هناك حكومة لتفاوض سوريا على ملفات مهمة، لا ان تكون هناك زيارة قبل تأليف الحكومة لتبويس اللحى. نحن لنا ملء الثقة بالشيخ سعد الحريري، لكننا نريد ان يذهب الى سوريا محصنا بحكومة قائمة، ولسنا مستعدين لاعطاء سوريا صك براءة عن كل المرحلة السابقة، ودماء الشهداء لن نفرط بها. ولاحظ "ان من يدفع في اتجاه الكونفيديرالية هو فريق 8 آذار. وما يحصل من خلال التمسك بالثلث المعطل هو كونفيديرالية الطوائف. واكد الاستعداد "للبحث في الضمانات والتطمينات اللازمة لحزب الله، في مقابل تنازله عن سلاحه".

الحكام الخارجيون الاقليميون خارج اللعبة

وبثت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" في نشرتها المسائية امس ان المعارضة "نجحت في اعادة التشكيل الى الملعب اللبناني، وبات الحكام الخارجيون الاقليميون منهم والابعدون خارج اللعبة على الاقل وفق الظاهر من متابعات واتصالات وفي الظرف الزمني الراهن". وقالت: "قطار المفاوضات او المشاورات وضع على سكته الصحيحة. فالاستحقاق لبناني بامتياز، والجهد يجب ان يكون لبنانياً، عبارات ذات دلالة اطلقها صباحًا من الرابية المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل واكمل حديثه بمكاشفة وصراحة تسهّل تحرك القطار. فالمعارضة لا تضع شروطًا تعجيزية ومطلبها واضح لا لبس فيه: "سقف اعلى عنوانه المشاركة الفاعلة والمقررة، وحد ادنى عنوانه الا يكون وزراؤها شهود زور او زيادة عدد".

وخلصت الى القول: المعارضة تمنح كل التسهيلات، لكن العقد تظهر في مكان آخر، فلا سيناريو واضح لحضور رئيس الجمهورية، ولا خريطة لفك طلاسم شيطان التفاصيل الذي يكمن في تقاسم مقاعد الرابع عشر من آذار وكوتا الاحزاب المسيحية حصرًا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف