شاهد عيان: " حزب الله " منع " اليونيفيل " من التقدم

إنفجار مخزن أسلحة لـ"حزب الله" في لبنان

لبنان في الذكرى الثالثة لحرب 12 تموز 2006
التهديدات الإسرائيلية يومية لكن ترجمتها عملياً مستبعدة

علي حلاوي من جنوب لبنان: هل يشكل ما حدث في بلدة خربة سلم جنوب لبنان انتهاكاً واضحاً من " حزب الله " للقرار الدولي 1701 ؟ وما موقف القوة الدولية " اليونيفيل " مما حصل؟ وهل ستتوصل اللجنة المشتركة التي تضم اليونيفيل والجيش اللبناني الى كشف حقيقة ما جرى بالضبط؟ ومن لديه المصلحة في تسويق فكرة ان ما حصل ناتج من اعتداء اسرائيلي بصاروخ من احدى طائرات التجسس استهدف المبنى المهجور إستناداً إلى " إخبارية " من احد عملائها الذين لا يزالون ناشطين " على الأرض "؟

وكانت المعلومات قد تضاربت عن حادث حي الدبشة في بلدة خربة سلم، إذ اشارت تقارير صحافية الى ان سلسلة الانفجارات التي سُمعت في تمام الساعة السابعة والدقيقة العشرين صباح الثلاثاء ناتجة من انفجار مخزن للذخائر تابع لـ "حزب الله" في المنطقة، غير ان الحزب لم يشأ التعليق على الخبر والتزم مسؤولوه وقياداته السياسية والميدانية الصمت التام، علماً أن بلدة خربة سلم تقع شمال نهر الليطاني، أي في منطقة يشملها قرار مجلس الامن الدولي 1701 الذي وضع حداً للعمليات العسكرية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي التي اندلعت في 12 تموز/ يوليو 2006 واستمرت حتى 14آب / أغسطس، ويحظر القرار اي وجود عسكري مباشر او غير مباشر لـ "حزب الله" في هذه البقعة، من ناحية الانتشار الميداني او القواعد العسكرية كما يحظر اقامة المعسكرات.

يذكر أن المتحدثة باسم قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان أكدت اليوم الاربعاء ان انفجارات الثلاثاء في منطقة تعتبر معقلا لحزب الله وضمن نطاق "يونيفيل" تعتبر "انتهاكا" للقرار 1701 الذي امر بوقف المواجهات بين اسرائيل وحزب الله صيف 2006. قالت ياسمينة بوزيان "تعتبر اليونفيل هذا الحادث انتهاكا حقيقيا للقرار 1701، خصوصا (وانه بموجب هذا القرار) لا يجب ان يوجد سلاح غير شرعي بين نهر الليطاني والخط الازرق". والخط الازرق رسمته الامم المتحدة ليقوم مقام الحدود بين اسرائيل ولبنان اثر انسحاب الدولة العبرية من جنوب لبنان عام 2000.

وفي حين حاول بعض وسائل الاعلام القريبة من قوى المعارضة ولا سيما من "حزب الله" الايحاء أن ما سمع صداه في بلدة خربة سلم، ناتج من تفجير ذخائر من مخلفات الحرب الاخيرة وليس انفجاراً لمخزن ذخيرة تابع للحزب، فإن ما عبّر عنه بعض الشهود العيان وسكان البلدة لـ " ايلاف" يناقض تلك الرواية. فقد ذكر احدهم، وهو من سكان البلدة ان " الانفجارات استمرت نصف ساعة، إلى بعد الثامنة صباحاً، وهي لا تدل على انها تعود لتفجير مخلفات من الحرب، باعتبار أن سكان البلدة اعتادوا في السنوات الثلاث الماضية سماع دوي تفجير تلك المخلفات، كما جرت العادة أن يبلغ عناصر القوة الدولية المنتشرة في المنطقة وعناصر الجيش اللبناني السكان مسبقاً بوجود نية في التفجير، وهذا ما لم يحصل الثلاثاء".

وقال شاهد عيان آخر ان الامر أن أهل البلدة فوجئوا بالإنفجارات، ولاحظ أن عناصر من حزب الله" حضروا إلى المكان وطوقوا الحي بمجرد سماع الانفجارات ومنعوا السكان من التقدم الى المبنى المهجور. وفي حين جرى تنسيق واضح لاحقاً بينهم وبين الجيش اللبناني اكتفى عناصر اليونيفيل الذين حضروا إلى محيط مكان الانفجارات بالبقاء على مسافة لا تقل عن كيلومتر عنه.
وذكر بعض الشهود ان عناصر "حزب الله " منعوا جنود اليونيفيل من التقدم نحو مصدر الانفجار. كما لوحظ أن نائب المتحدثة باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي لم يذكر في البيان الذي أصدره عن الحادث اي تفاصيل عما حصل مكتفياً بالقول:" لم تسجّل أي إصابات من جراء الانفجارات"وإن "وحدات متخصصة تعمل على الاقتراب من مكان الانفجار من أجل ضمان السلامة والامن في المنطقة، وتُحقق اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية في أسباب الحادث وطبيعته".