أبو الغيط دعا الخارج لعدم التدخل بتشكيل حكومة لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن موضوع زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري دمشق بعد تشكيل الحكومة يعود للحريري، معتبرا أنه فور تشكيل حكومته يستطيع السفر إلى أي مكان ويتحرك في العالم باعتباره رئيس حكومة لبنان المنتخب بشكل قانوني وشرعي. وعما إذا كان سيتمكن من إدارة الشؤون الحكومية مع المعارضة، قال في تصريحات صحافية: "أعتقد بأن إذا كان هناك توافق في العمل الداخلي فستسير الأمور وتتحرك إلى الأمام، ولدينا مثال الحكومة الحالية، مضيفا: "يجب أن يرفع الجميع أيديهم عن لبنان، فهناك قوى خارجية كثيراً ما تحاول الغوص في المجال اللبناني، وأنصح الجميع أن يتوقف عن النظر إلى الخارج".
وعن تطورات إيران وتأثيرها المحتمل على الوضع في لبنان، اعتبر أن مسألة إيران معقدة للغاية ويصعب الإجابة في شكل مباشر لى هذا السؤال، لافتا الى أن الوضع الإيراني يكشف عن انقسام داخلي ولكن لا نعرف إذا كان هذا الانقسام سيدوم أو سينتهي بحزم، وبالتالي الاحتمالات كلها مطروحة. وعن احتمال التوصل الى تسوية على طريقة لوكربي بالنسبة إلى المحكمة الدولية، قال أبو الغيط: "من قتل أحداً يجب أن يكون هناك عقاب للقاتل، فلا يعقل أن تكون الروح العربية والدم العربي أمراً مباحاً". وأضاف: "هذا عمل إجرامي تم ضد رئيس حكومة في لبنان، ويجب أن تكون محاكمة، ولكن يجب أن تكون هناك أيضاً شروط بعدم تسييس هذه القضية، وأن تعامل باعتبارها تكشف الحقائق".
وقال إن "البعد الآخر أن تتم بالشكل الذي يؤمن الاستقرار والتوافق اللبناني بقدر الإمكان. هاتان الضمانتان هما الفيصل في تجاوز أي أوضاع في لبنان يمكن أن تترتب على بدء المحاكمة. وعلى كل حال يجب أن نرى قرار الاتهام لنرى إذا كان لهذا القرار عواقب سياسية أو داخلية".
من جهة ثانية، وصف الغيط العلاقة المصرية-السورية بأنها هادئة، مضيفا: "هناك هدوء في الوضع المصري-السوري وتجري اتصالات بين الأطراف ونلتقي بين حين وآخر بالمسؤولين السوريين على مستويات مختلفة، ولكن لا توجد صدامات حادة بين الجانبين. كل يسعى لبناء مواقف وتحقيق مصالح هي في النهاية مصالح عربية، ولكن ليس بالضرورة أن يحصل تنسيق كامل بين الطرفين". وأضاف: "معروف أن مصر لها رؤيتها وتأثيرها، وسوريا لها أيضاً رؤيتها وتأثيرها. لا نصطدم. ولكن أقول إننا يجب أن نسعى في الإطار العربي إلى أن نوحّد الجهود ونكثّف الاتصالات وأن نرفع مستواها للمصالح العربية التي تمر حالياً بفترة حساسة للغاية".
واشار الى أن الطرح الأميركي القادم سيأتينا قريباً، ويجب أن نعدّ للموقف العربي والموقف الفلسطيني عندما تطرح الولايات المتحدة رؤيتها، أملا أن لا يقتصر الطرح الأميركي فقط على تنشيط المسار الإسرائيلي-الفلسطيني، ولكن أيضاً أن يغطي بشكل ما عودة سوريا ولبنان إلى المفاوضات مع إسرائيل، مشيرا الى أن هناك طرحا روسيا لعقد مؤتمر لوزراء الخارجية في نهاية السنة أو في النصف الثاني من العام المقبل، والطرح الروسي يتحدث عن المسار المتعدد، وبالتالي لكي تتحرك المسائل نحو المسار المتعدد يجب أن تكون تحركت على المستوى الثنائي للمفاوضات السورية-الإسرائيلية والفلسطينية-الإسرائيلية واللبنانية-الإسرائيلية.
وعما يتردد في لبنان عن أن مصر نصحت حليفتها السعودية بانتظار تشكيل الحكومة اللبنانية قبل عقد قمة في دمشق، قال أبو الغيط: "الحديث في هذا الموضوع له حساسياته لأننا لا نطرح مواقف تقول لا تتقاربوا. هذه دول عربية كبيرة، وأنا لا أتدخل بتعليق على هذا الموضوع ولكن أقول إن هناك تنسيقاً مصرياً-سعودياً عالي المستوى وهو مستمر، وبالتالي الجانبان يعملان سوياً في تنسيق المواقف وتقويم الأوضاع، وقد تتم زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز قريباً الى دمشق. قد نرى تكثيفاً في الاتصالات، ولا يجب أن يفوتنا أن الفترة فترة صيف والأمور قد ينتابها قدر من الخمول".
وعن عدم تمكن الحريري حتى الآن من تشكيل حكومته، أكد أبو الغيط أن تشكيل الحكومة اللبنانية سيتم، والتجربة علّمتنا أن تشكيل الحكومة يأخذ وقتاً، معتبرا أن هناك غالبية نجحت ولديها الحق في تشكيل حكومة وهناك وضع خاص في مجتمع لبنان يفرض أهمية التوافق اللبناني، أملا أن المصلحة العليا للشعب اللبناني تفرض ثقلها وتأثيرها في رؤية كل الأطراف. ولكن في نهاية المطاف أثق أن اللبنانيين سيصلون الى تشكيل الحكومة المرضية للجميع.
وعما إذا كان متفائلاً في شأن العلاقة السورية-اللبنانية وهل تغيرت الآن عما كانت عليه في السابق، أكد أن العلاقة السورية-اللبنانية تغيّرت عما كانت عليه في 2005 و2006، لافتا الى أن اليوم لا توجد قوات سورية على الأراضي اللبنانية، وهناك سفير لسوريا وسفير للبنان في كلا الدولتين، مضيفا أن "العلاقة الهيكلية قد تغيّرت. ويبقى الزمن هو الكفيل في تعميق هذا الوضع الجيّد".
وعما إذا كان هناك قمة مرتقبة بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد، قال: "في المستقبل القريب لا أرى هذا الاحتمال وارداً لأن يجب أن يسبقه تكثيف الاتصالات والاتفاق على مناهج، ولكن العلاقة بين الرئيسين هادئة، تتسم بالاحترام وقدر من الرغبة في التهدئة لهدف المصلحة العربية العليا"، وأضاف: "التقينا مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع خلال مشاركته في مؤتمر عدم الانحياز. كان اجتماعاً هادئاً لم يتطرق إلى المسائل الجوهرية في العلاقات. نحن نتحدث مع الأشقاء في دمشق بقدر كبير من الصراحة وهم أيضاً يردون بصراحة مقابلة".
وعن مشكلة مصر مع "حزب الله"، اعتبر أبو الغيط أن "حزب الله" لديه مشكلة مع الدولة المصرية وهناك خلية قُبض عليها كانت تعمل على الأرض المصرية ضد القانون المصري وستقدم هذه القضية في اللحظة المناسبة قريباً على القضاء المصري، مؤكدا أن الدولة المصرية لم تتراجع عن توجيه اتهام إلى هذه الخلية، لافتا الى أن التأخير مرده إلى أن مسألة سيناء لها حساسية. فسيناء منطقة عسكرية مصرية والدولة تعطيها وضعاً خاصاً، وبالتالي عندما تكون هناك تحركات غير شرعية على أرض سيناء، فهي تحتاج إلى وضعية خاصة لكي نؤمن المصالح المصرية بشكل قضية تكون كاملة.
وعما إذا كان يوافق على طلب الأسد من وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أن تتحاور فرنسا مع حركة "حماس"، قال: "لا أوافق اطلاقاً على ذلك لأن هذا سيؤدي إلى المزيد من الانقسام بين السلطة، من ناحية، وسلطة حماس من ناحية أخرى".
وعن تحاور مصر مع "حماس"، قال: "نحن نتكلم مع حماس باعتبارها تنظيماً وفصيلاً وليس سلطة موازية، نحن لا نعترف بحكومة إسماعيل هنية". وعما إذا كانت سوريا تساعد على المصالحة الفلسطينية، قال: "الأخوة في سورية يرددون أنهم يسعون إلى المساعدة، الأيام كفيلة أن تكشف نجاح أو فشل أي جهد سوري للمساعدة في تحقيق هذا الهدف المصري".