جنوب لبنان يشهد استنفارا امنيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترا الثلاثاء اثر تقدم دبابات إسرائيلية إلى نقطة متنازع عليها بين تل أبيب وبيروت، ما دفع الجيش اللبناني إلى الانتقال لحالة الاستنفار وتوزيع عناصره وآلياته مقابل القوات الإسرائيلية.
وأعلنت مصادر أمنية لبنانية ان اربع دبابات اسرائيلية من نوع ميركافا تقدمت قبل ظهر اليوم من موقعها في رويسة السماقة في اعالي العرقوب في القطاع الشرقي الى محيط الخرق الذي احدثه الاسرائيليون مطلع هذا الشهر داخل الاراضي اللبنانية قرب بوابة " حسن قصب" في كفرشوبا وانتشرت على بعد مئة متر من هذه البوابة.
من جهته استنفر الجيش اللبناني على هذا المحور وأعلن حالة من الاستعداد والجهوزية ووزع عناصره والياته في مواجهة قوات الجيش الاسرائيلي كما وضعت قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوبي لبنان "اليونيفيل " على هذا المحور في حالة من الحذر والترقب.
وتزامناً مع هذه الحركة على الارض حلقت ست طائرات حربية اسرائيلية بشكل مكثف فوق هذه المنطقة ومن ثم توغلت شمالا لتحلق فوق مناطق حاصبيا والبقاع الغربي واقليم التفاح ومرجعيون.
واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها ان طائرة إستطلاع حربية إسرائيلية اخترقت الاجواء اللبنانية من فوق الناقورة حيث نفذت طيرانا دائريا فوق منطقتي الجنوب وبيروت ثم غادرت بتاريخ اليوم بعد منتصف الليل من فوق بلدة رميش بإتجاه الاراضي المحتلة.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية أن هذه الخروقات ترافقت مع اجتماع عُقد في مقر تابع لقوات الطوارئ الدولية بين ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي برعاية دولية، مشيرة إلى أنه قد جرى التباحث في "مجمل الخروق المتعلقة بالخط الأزرق،" الذي يحدد مؤقتاً الحدود بين البلدين.
وكان رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي حذر في وقت لاحق الثلاثاء من "خطورة كبيرة جدا" تنطوي على قيام حزب الله بتخزين الاسلحة جنوب نهر (الليطاني) مستبعدا في الوقت نفسه حدوث تصعيد عسكري مع لبنان، ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن اشكنازي قوله خلال زيارة قام بها الى احدى القواعد العسكرية اليوم "في الوقت الحاضر يعم الهدوء على طول الحدود مع لبنان .. ولا تتوقع اسرائيل ان يخرق لهذا الهدوء".
وكانت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية ذكرت في عدد الثلاثاء ان اسرائيل وجهت في الايام الماضية تحذيرا "شديد اللهجة" الى الحكومة اللبنانية عبر الامم المتحدة تحملها فيها مسؤولية شن أي هجوم من الاراضي اللبنانية على أثر انفجار وقع منتصف يوليو الجاري في بلدة (خربة سلم) اللبنانية القريبة من الحدود الاسرائيلية.
وقالت اسرائيل ان الانفجار المذكور وقع في مخزن أسلحة وصواريخ تابع لحزب الله الامر الذي نفاه الحزب والحكومة اللبنانية مؤكدين ان المخزن يحوي أسلحة وقذائف اسرائيلية لم تنفجر خلال الحروب السابقة. وكانت تقارير صحافية اسرائيلية تحدثت قبل يومين عن ان الجيش الاسرائيلي وضع قواته في الشمال على أهبة الاستعداد تحسبا لأي تصعيد مع حزب الله بعد التهديدات الاخيرة التي صدرت عن قادة الحزب.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار أزمة تشكيل الحكومة في لبنان، وتلويح حزب الله بقدراته على مواجهة الجيش الإسرائيلي.
فقد نقلت صحف لبنانية مقربة من حزب الله أن الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، تحدث إلى وفد من المغتربين اللبنانيين زاره قبل أيام، فقال إن إسرائيل "تبحث عن أسباب لشن حرب على لبنان، لفرض معادلة جديدة تمحو من خلالها آثار هزيمة يوليو/تموز 2006."
وأضاف نصر الله أن البعض يتوقع أن تقوم إسرائيل بـ"مغامرتها" في الفترة الممتدة بين آخر العام الحالي وربيع العام المقبل، مؤكدا في المقابل أن "المقاومة مستعدة لأي مغامرة إسرائيلية".
ولوح نصرالله بأن حزبه قادر على ضرب تل أبيب إذا ما قام الجيش الإسرائيلي بضرب معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، محذراً من خطوات أكبر من ذلك إذا ما جرى ضرب العاصمة اللبنانية نفسها.