لبنان

نصرالله يرحّب بالشراكة الوطنية ولقاء للرئيس المكلّف وموفد عون

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


بيروت، وكالات: ما زال موضوع تأليف الحكومة اللبنانية الحدث الأبرز في الصحف اللبنانية وتناولت معظمها اليوم تضاءل إحتمالات تأليفها قبل عيد الجيش الى حدود كبيرة حيث بلغت حركة الاتصالات ذروتها أمس مع انطلاق التسميات والتوزيعات ليرسو المشهد عند عقدتين: عقدة مسيحية يتوزعها المستوزرون من فريق 14 آذار و"تكتل التغيير والاصلاح"، وعقدة درزية محصورة ظاهرًا برئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، لكنه اتجه هذه المرة نحو ترجمة تعهده عبر جريدة "النهار" امس عدم اعتماد التسمية " الآحادية " للوزراء الدروز.

في المقابل انتفت أي ظواهر لأي عقبة لدى فريقي " أمل " و" حزب الله "، فيما تركزت الاهتمامات على حصة العماد ميشال عون حقائب وأشخاصا وسط استمرار اللغط حول ما سمي مشكلة توزير خاسرين في الانتخابات. وفهم أن الاجتماعات المتلاحقة لممثلي المعارضة في الرابية وعين التينة، وكان آخرها اجتماعًا عقد أمس في الرابية، اعتمد توافقًا على توزيع الحقائب على المعارضة كالآتي: ثلاثة وزراء شيعة لـ"أمل"، ووزيران شيعيان لـ"حزب الله"، وخمسة وزراء لـ"تكتل التغيير والاصلاح" بينهم وزير للنائب سليمان فرنجية ووزير لحزب الطاشناق وثلاثة لـ"التيار الوطني الحر".

وفيما كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يواصل، أمس، عملية تذليل العقد يواصل اليوم مشاوراته مع المعارضة وتحديدًا مع العماد ميشال عون، حيث سيستقبل مسؤول الصلات السياسية في "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، موفدًا من العماد ميشال عون للبحث تفصيلاً في الحقائب.

يذكر أن المقاعد المارونية موزعة مبدئيًا كالآتي: اثنان للعماد عون، اثنان للكتائب و"القوات"، واحد لمستقلي 14 آذار يختاره الحريري وواحد لرئيس الجمهورية، بينما المطالب تتجاوز هذا السقف، خاصة أن العماد عون، ما زال متمسكًا بطرحه باعتماد النسبية في التوزيع، وهو أمر سيعيد تأكيده، اليوم، الوزير جبران باسيل، ويعني عمليًا أن تكون حصة "تكتل التغيير" ثلاثة مقاعد مارونية.

وعلى صعيد المقاعد غير المارونية، فإن المقاعد الأرثوذكسية الأربعة، ستتوزع كالآتي: واحد لرئيس الجمهورية (الياس المر)، واحد للمعارضة(على الأرجح د. وسام عيسى وهو عضو مكتب سياسي في "المردة")، اثنان لقوى 14 آذار، أحدهما هو "القواتي" عماد واكيم الذي يطالب له جعجع بوزارة الأشغال، والثاني هو طارق متري، على الأرجح، بعدما كان قد ألمح الى اسمه مواربة بطريرك انطاكية وسائر المشرق أغناطيوس هزيم خلال لقائه الأخير بالرئيس المكلف.

وعلى صعيد المقاعد الكاثوليكية، فإن المقاعد الثلاثة موزعة مثالثة بين رئيس الجمهورية (يرشح روجيه نسناس أو طلال المقدسي) و"تكتل التغيير" (يرشح أولا ايلي سكاف وثانيا ادغار معلوف) وفريق 14 آذار، الذي يواجه تخمة مستوزرين كاثوليك، أبرزهم ميشال فرعون عدا عن مطالبة الكتائب بمقعد كاثوليكي لسليم الصايغ، فيما كان يراهن نقولا فتوش على مقعد وزاري وتبين له أن ذلك غير مدرج في حسابات الرئيس المكلف!

وبالنسبة إلى المقاعد الأرمنية، فإنها ستكون مناصفة بين وزير معارض يختاره حزب "الطاشناق" (آلان طابوريان على الأرجح) ووزير يختاره "تيار المستقبل"(جان أوغاسبيان). واللافت للانتباه، على صعيد "تيار المستقبل"، هو ما تحدثت عنه أوساط مقربة من النائب سعد الحريري عن توجه لديه يقضي بعدم توزير أحد من نواب "كتلة المستقبل"، ما يعني أن الأسماء السنية الأربعة التي تم تداولها كلها مرشحة للتغيير، حيث بدأت تتردد اسماء ثلاثة وزراء ينتمون الى منطقة الشمال، أحدهم سيدة من آل الحفار ورابع ينتمي الى البقاع، فيما سيكون الخامس من حصة رئيس الجمهورية (غالب المحمصاني أو عدنان القصار)، والسادس بطبيعة الحال هو رئيس الحكومة المكلف.

من جانبه أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الحكومة اللبنانية قد أُنجزت بالمعنى السياسي، متوقعا ولادتها خلال ساعات أو أيام، مشددًا على أن لا ثلث معطل فيها ولا وزير ملكا. ورأى الرئيس بري في حديث مع "الشرق الأوسط" أن لبنان "تجاوز ما حصل في الدوحة من اتفاق على وجود "ثلث ضامن" للمعارضة ودخلنا في حكومة شراكة وطنية قائمة على الثقة بين أطرافها وعلى الثقة بأن رئيس الجمهورية ليس طرفا". معتبرا أن "هناك قناعة لدى الطرفين بالمشاركة الحقيقية وبأن الرئيس يكون الحكم".

ورد بري بعض الفضل في التطورات الإيجابية إلى التفاهم السعودي ـ السوري، مستعيدا نظرية "س.س" التي ابتكرها للإشارة إلى أهمية تفاهم الدولتين وتأثيره الإيجابي على لبنان. لكنه نفى أي ارتباط بين ولادة الحكومة اللبنانية وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق، كما نفى علمه بوجود "استقبال لبناني" للملك عبد الله في دمشق، ناقلا عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن "لا مشكلة لديه في زيارة سورية قبل التأليف أو بعده وأن الزيارة ستتم عندما يحين موعدها". وأشار إلى أن المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية تحتاج إلى بناء يقوم على أساس مصري ـ سوري ينهي "التعقيدات" القائمة.

بدورها اكدت اوساط "حزب الله" لـ"النهار" ان الامور تسير بشكل ايجابي وليس ما يحمل على الاعتقاد ان الحكومة ستتأخر ولا اشارات الى امكان اطاحة ما تحقق. وفهم في هذا السياق ان الحزب يرشح مبدئيا الوزير محمد فنيش والنائب حسين الحاج حسن. وكان طرح اسم المعاون السياسي للامين العام للحزب حسين خليل، لكن الامر استبعد نظرا الى خصوصية الدور الذي يضطلع به الاخير.

ووزع الحزب بيانا امس تضمن موقفا للامين العام السيد حسن نصرالله في احتفال طالبي اكد فيه ان "الحكومة العتيدة هي حكومة شراكة حقيقية". وقال: "انجزنا خطوة مهمة جدًا وانا لا اريد ان اقف عند الشكليات ولكن اؤكد لقواعد المعارضة وقواها جميعا ان الحكومة التي ستشكل هي حكومة شراكة وطنية حقيقية". ووصف "المسار العام" بانه "ايجابي ويمكن ان نصل في وقت قريب الى تشكيل الحكومة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف