لبنان

لقاء الحريري - عون: إتّفاق على تنظيم الخلاف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إبراهيم عوض من بيروت: ثمّة من يرى في لقاء رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أمس مع الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري في القصر الجمهوري برعاية سيده الرئيس العماد ميشال سليمان تراجعً في موقفه السابق القائل بأنّ على من يريد الاجتماع به للبحث في عملية تأليف الحكومة أن يأتي إلى منزله في الرابية مقترحًا إحدى شرفاته الجميلة مكانًا للاجتماع ومشترطاً قبل أن يتمّ ذلك توقّف الحملات التي يشنّها تيّار المستقبل ضدّه، فيما المقرّبون من الجنرال يرفضون هذا الطرح ويشيرون إلى أنّ الأخير لم يستجب لاقتراح الحريري إجراء اللقاء في مجلس النواب بل آثر حصوله في القصر الجمهوري ليس تلبية لدعوة الرئيس المكلّف فحسب بل نزولاً عند رغبة رئيس الجمهورية الذي تمنّى عليه الحضور إلى بعبدا، كما أنّ الحملات التي استهدفت عون شهدت تراجعًَا ملحوظًا في الفترة الأخيرة.

ومهما يكن من أمر، تبدي الأوساط المتابعة لعمليّة تأليف الحكومة ارتياحًا للاجتماع الثلاثي الذي عُقد في القصر الجمهوري أمس وتعتبره خطوة أولى على طريق "فك الإشتباك" بين الرجلين، لافتة إلى أنّ حصيلته عبّر عنها الطرفان اللذان خرجا بعد الاجتماع ليتحدّثا إلى الصحافيين بلغة واحدة - ربّما للمرّة الأولى - تقرّ بوجود صعوبات أمام تشكيل الحكومة، واصفة اللقاء بكسر الجليد وبدء مرحلة الحوار. كما لوحظ أنّ كلاًّ من الحريري وعون اعتمد الأسلوب نفسه في التخلّص من الأسئلة إذ خاطب الأول صحافية قائلاً لها ألاّ تتعب نفسها في طرح أيّ سؤال عليه، ورفع الثاني يديه رافضًا الإجابة عن الأسئلة ومكرّرًا القول بوجود صعوبات ومعلنًا أنه سيغادر لبنان لبضعة أيام حيث سيكون هناك من يتابع الحوار في غيابه عند الضرورة.

وكان عون قد استهلّ تصريحه المقتضب مستعينًا بكلمات للأديب الفرنسي الراحل لابرويير في ردّه على سؤال إذا ما كان حزينًا فقال: "هناك أشياء كثيرة في الحياة تحزن ويجب أن نعرف كيف نبتسم قبل أن نكون سعداء مخافةً منأن نموت من دون أن نكون قد ضحكنا". كما علّق على وصف أحدهم للقصر الجمهوري بـ"المكان المحايد" في معرض استفساره عن إمكان عقد لقاء آخر بينه وبين الحريري إذ قال ضاحكًا: "لا يهمّ... لقد كانت رغبة فخامة الرئيس في أن يكون اللقاء عنده فحصل ومشي الحال. أمّا القول بمكان محايد فيعني أنّنا سنطالب باللّقاء على الحدود".

وبناءً على ما تقدّم، تقول الأوساط المتابعة لعمليّة تشكيل الحكومة إنّ معرفة ما دار بين الحريري وعون في حضور سليمان لا يحتاج إلى الكثير من العناء باعتبار أن "المكتوب يقرأ من عنوانه" والعنوان الواضح هنا حدّد بكلمة "صعوبات" على الرّغم من محاولة راعي اللقاء الرئيس سليمان التخفيف من وطأتها بحثّ ضيفيه على وجوب التلاقي واعتماد الحوار المباشر لأنّهما السبيل الأفضل لحلّ كلّ العقد والإشكاليات التي تحول دون ولادة حكومة وحدة وطنية اتّفق جميع الأطراف على صيغتها المبنية على قاعدة 15- 10 - 5.

وتفيد هذه الأوساط بأنّ كلاًّ من عون والحريري تمسّك بمواقفه المعروفة من عمليّة تشكيل الحكومة. فالأول كرّر مطالبته بوزارة سياديّة وإبقاء وزارة الاتصالات بيد من يتولّى أمرها حاليًّا أيصهره الوزير جبران باسيل، كما أخذ على الرئيس المكلّف إعتماده أسلوب "صيف وشتاء تحت سقف واحد" بحيث يتحدّث عن سياسة اليد الممدودة للجميع فيما فريقه والمقرّبون منه يشنّون حربًا شعواء ضدّه، وأكّد عون حرصه على السّلم الأهلي ورفض كلّ ما من شأنه أن يمسّ بالاستقرار والأمن في البلد.

من جهته، شرح الحريري أسباب تمسّكه بعدم توزير الراسبين في الانتخابات ورفضه التفريط بالنتائج التي حقّقتها، مشدّدًا على ضرورة الأخذ بما يمليه الدستور في مسألة تشكيل الحكومة، كما لفت محدّثه إلى أنّ وسائل الإعلام التابعة له ونوّاب التيّار الوطني الحرّ ما برحوا يتناولونه بالنقد والتجريح. وتوقّف الحريري عند ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة لمواجهة الأمور والمشاكل الداخليّة التي يعاني منها لبنان واللبنانيّون، وكذلك التحسّب لرياح المتغيّرات الإقليميّة التي تشهد اضطرابًا في الوقت الراهن.

هذا وخلصت الأوساط المذكورة إلى القول بأنّ المعلومات التي توافرت لديها بعد محادثات "كسر الجليد" في بعبدا أفادت باتّفاق الحريري وعون على وقف الحملات المتبادلة بينهما، وإبقاء الحوار فاعلاً على خطّ قريطم والرابية، الأمر الذي يؤذن باستئناف لقاءات الممثلين عنهما، في محاولة للبحث عن حلول لا تتوقّف عند نقطة "تنظيم الخلاف" التي طلع بها اجتماع طال انتظاره.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سخافات لبنان
امير الحكمه -

والله لبنان بلد غريب عجيب شيء مضحك فعلا يعني أنا اريد أن أفهم هل يجب على كل مجموعه في لبنان ان يكون لها ممثل في الحكومه كل طائفه وكل عائله لها وزير لقد وصل لبنان بطائفيته وعنصرية وتحزب وتعصب ابنائه الى درجه مقرفه من الاخذ والرد والصراعات وتغيير الولاءات والمواقف والكلام الكثير والمهاترات الفارغه التافهه (( أكبر مثل على ذلك وليد جنبلاط )) حتى اصبح لبنان مثلا سيئا للديمقراطيه والتي أصبحت تشكل فوضى وتخريب للبلد واصبحت عبئا وعقبه في طريق التقدم والرقي ان تجربة الديمقراطيه اللبنانيه في وضعها الحالي هي خير مثال على الطائفيه البغيضه والفوضى والتفكك والانحلال والظلم للمواطنيين وتكريس نظام الزعامات التي عفى عليها الزمن بديكتاتورية فاقت التصور وحسب نظام التوريث للزعامه من الاب للابن اما بقية ابناء الشعب فهم مهمشون ضائعون يسيرون خلف قيادات طائفيه بغيضه تبحث عن مصالحها الشخصيه وفي احسن الاحوال مصالح طائفتها الضيقه ( أكبر مثل على ذلك وليد جنبلاط وأمين الجميل ) اعتقد ان العالم العربي تعب من لبنان وتفاهات لبنان وسخافات لبنان واليوم لايوجد في لبنان شيء جميل ولايوجد حقيقه واحده سوى حقيقة المقاومه والتحرير التي اعادت للشعب العربي الثقة بالنفس واعادت للشعب العربي القدرة على الاحساس بالانتصار والكرامه

فتش عن سوريا ..
سرور ... -

كانت اليد الطولى في لبنان بعد الاستقلال ... للمسيحيين ...ثم انتقلت هذه اليد الى السنة بعد مؤتمر الطائف ...والآن يرى حزب الله بعد انتصاره في حرب حزيران .. او بالاحرى تمكنه من صد وافشال هجوم اسرائيل ومن ورائها ... يرى هذا الحزب انه الاحق بقيادة دفة السفينة هناك ... لكنه يقر بصعوبة الامر نظرا لعدة اسباب منها ... الرفض الامريكي لتوسيع نفوذه المعادي لاسرائيل .. وتبعا لذلك فهناك رفضا تابع للموقف الامريكي في المنطقة بقيادة مصرية .. ويعمل على فرملة طموح حزب الله ... حزب الله يرى اولا انه يجب قصقصة اجنحة السنة قبل المواجهة الفعلية معهم .. لذا فانه اعتمد على جزء من المسيحيين كمقص لتقليم نفوذهم الذي لاقى دعما متواليا من قوى الاعتدال بالمنطقة ... هناك في المقابل ســـــــــوريا التي ترى ان السنة في لبنان يشكلون خطرا على الحكم العلوي فيها ... لا سيما وان 80 % من الشعب السوري سنة ... لذا فانها عملت ومنذ اتفاق الطائف على تقليم اظافر السنة في لبنان ... اما في سوريا فهم بالتأكيد في الدرك الاسفل من النار العلوية ..لذا فتش عن حزب الله ... بعد بروزه كقوة هائلة ... وسوريا بما اوتيت من خبث .. تغض الطرف عن معاناة الحريري لتشكيل الحكومة ... تشفيا فيه ومنه على مواقف سابقة .. المشكلة ان سوريا تتعامل مع قضية تشكيل الحكومة في لبنان ... من منطلق حياة او موت ... بينما مصر في المقابل ... دولة كسيحة عاجزة تتوسل البقاء والهوان تحت مطرقة الذل الاسرائيلي ...

رد على رقم 2
امير الحكمه -

أنا لا افهم ماهو المطلوب من سوريا بالضبط اذا تدخلت سوريا في لبنان قيل ان سوريا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني ويجب ان ترفع يدها عن لبنان واذا لم تتدخل في لبنان قيل ان سوريا تقف متفرجه ومتشفيه فماذا تريدون بالضبط من سوريا وهي قلعة الصمود العربي واخر معاقل القوميه وهي السد الواقف في وجه الاطماع الصهيونيه الامريكيه ومخططاتهم لتدمير العالم العربي واقتسام خيراته واستعباد شعوبه الى متى تبقى المؤامرات تحاك ضد سوريا والى متى تبقى سوريا مستهدفة ومهدده يبدو انه طالما بقيت مواقف سوريا قوميه ووطنيه فانها ستبقى مستهدفه ومهدده من الصهاينه وعملائهم

كافأة نهاية الخدمة
د.طلال نيكرو -

بسم الله الرجمن الرحيممكافأة نهاية الخدمةكدأب أي موظظف يعمل في أي مكان حين ينتهي عمله في الشركة التي يعمل فيها , يحصل هذا الموظف على مكافأة نهاية الخدمة كذلك كان حال فؤاد السنيورة الموظف عند آل الحريري بمنصب رئيس الوزراء اللبناني. وعندما إنتهت فترة ولايته منحوه كرسيا نيابيا في مجلس النوااب اللبناني عن أحد المقاعد السنية في مدينة صيداكمكافأة نهاية الخدمة ولكن هذا المقعد كان على حساب آل سعد أي أبناء الشهيد الأول في لبنان عام 1975 وهذه هي الغلطة الأولى التي قد تكلف آل الحريري كثيرا ولو بعد حين لأن دم الشهيد من أغلى الدماء ثم كانت الغلطة الثانية للشيخ سعدالحريري في مدينة طرابلس حين تم ترشيح الكتائبي سامر سعادة كمكافأة نهاية الخدمة لروح والده النائب الراحل جورج سعادة بدلا من صاحب الحق في هذا المقعد الماروني في مدينة الشهيد الرئيس رشيد كرامى كما يروي النواب الذين كانوا في الطائف ومازالواأحياء من أن هذا المركزأنشأ خصيصا لأجل النائب السابق جان عبيد . وهذه الغلطة الثانية قد تكلف سعد الحريري أكثر من الغلطة الأولىوتلك الأيام نداولها بين الناسواليم ونحن على أعتاب تشكيل الحكومة اللبنانية إن أكثر ما نخشاه هو إرتكاب الشيخ سعد للغلطة الثالثة فيصدق عندئذ المثل القائل الثالثة ثابتة فتكون النهاية السياسية لسعد الحريري وهذا ما لا نتمناه على الإطلاق..لأن في ذلك سيكون نهايةاللإرث السياسي لآل الحريري وهذا ما لا نتمناه بيد أنا نتوقعه نظرا لتصرفات الشيخ سعد الحريري....د. طلال نيكرو كاتب إسلامي وباحث معاصر