إسرائيل تهدد لبنان مجددا بحرب شاملة...وتشكيل الحكومة مؤجل رغم كل الجهود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت، وكالات: رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية تعليقا على اتهام أحد فلسطينيي 48، راوي سلطاني، بالتعامل مع حزب الله وجمع معلومات عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، ان "قرار حزب الله باستهداف أشكينازي، هو رد طبيعي على اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية"، مشيرة إلى أن "مغنية كان القائد العسكري لقوات حزب الله في لبنان وفي الخارج على حد سواء. وأشكينازي هو الإسرائيلي الموازي له". لكنها حذرت من أنّ "لاغتيال أشكينازي تداعيات ونتائج لا يمكن تصوّرها".
وفيما أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل اجتاحت في حزيران 1982، لبنان بعد ثلاثة أيام من محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أغروف، وأنها شنت في عام 2006، حرباً على لبنان بعد أسر جنديين إسرائيليين، لفتت إلى أنه إذا تمكّن الحزب من اغتيال أشكينازي، أو كانت هناك محاولة لفعل ذلك من ناحية تنفيذية، "فمن المحتمل أن نشهد النتائج نفسها".
ونقلت الصحيفة عن محافل إسرائيلية قولها إن "التقدير السائد في إسرائيل يشير إلى أنه ليس في نية حزب الله أو إسرائيل فتح جولة أخرى من المواجهات في الوقت الحاضر". ومع ذلك، تنقل الصحيفة عن مصادر أخرى في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قولها إن "عامل مغنية"، وهي التسمية التي يطلقها الإسرائيليون على إمكان تنفيذ عمل انتقامي من جانب حزب الله رداً على اغتيال مغنية "قد يغيّر الحسابات، إذ إن اغتيال أحد المسؤولين الإسرائيليين الرفيعي المستوى كأشكينازي، أو أي شخصية أخرى في هيئة الأركان، قد لا يترك خياراً لإسرائيل سوى الرد". ورغم ذلك أضافت المصادر: "التقدير في إسرائيل يرى أن حزب الله يجمع المعلومات الاستخبارية في شأن المسؤولين الرفيعي المستوى في إسرائيل، لكن الحزب يفضل، في المقابل، أن يتوجه نحو شنّ هجوم على هدف إسرائيلي في الخارج، والأماكن المحتملة هي أميركا الجنوبية وأفريقيا".
تشكيل الحكومة اللبنانية مؤجل رغم كل الجهود
وفي الداخل اللبنانياكدت صحف الاربعاء ان تشكيل الحكومة التي مضى اكثر من شهرين على تكليف سعد الحريري احد ابرز قادة الاكثرية النيابية بها، مؤجل الى امد غير منظور بسبب تداخل العوامل الاقليمية مع الجهود المحلية ورغم تمني رئيس الجمهورية انجازها قبل منتصف الشهر الجاري. وكتب رفيق خوري في صحيفة "الانوار" المستقلة "من المفارقات ان يبدو تاليف الحكومة عملية بالغة الصعوبة تتجمع في عقدتها خيوط الازمة الداخلية والازمات الاقليمية والدولية" مشبها عملية التاليف ب "عقدة +غورديان+ الاسطورية التي لا مجال لقطعها بالسيف ولا سبيل لحلها حتى الان بالعقل والحكمة" ورأت "الانوار" ان "اخطر ما آلت اليه الامور ان كل طرف يعتقد انه قدم اقصى التنازلات ولم يعد بامكانه تقديم الزيد منها" واضافت "في المحصلة لا حكومة في المدى المنظور".
وكتب المحلل السياسي ابراهيم بيرم في صحيفة "النهار" المقربة من الاكثرية ان "العنوان العريض الذي يقر به الجميع ان لا حكومة في المدى الزمني المنظور لان الامر تجاوز قدرة اللاعبين المحليين الاكثريين والاقلويين". واضاف ان "الازمة الحكومية برمتها صارت معلقة على شماعة الصراعات والحسابات الاقليمية والدولية". وراى بيرم ان التحركات الاخيرة ومن ابرزها اللقاء الاثنين بين الحريري وزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان واجتماع نواب الاكثرية في اليوم نفسه للمرة الاولى منذ الانتخابات التي جرت في السابع من حزيران/يونيو تم "تحت سقف واحد عنوانه العريض البحث عن السبيل الاقل ثمنا لجعل فترة انتظار الولادة المؤجلة للحكومة".
وشهدت الفترة الاخيرة تصعيدا كلاميا بين عون وفريق الحريري حال دون جمعمها بسبب تمسك الاول بشروط يرفضها الحريري الذي ينص الدستور على ان يشكل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية ويوقعان مراسيمها.
وكتبت صحيفة "البلد" ان "كل المؤشرات توحي ان الحكومة معلقة الى اجل ليس قريب" فيما اشارت صحيفة "السفير" المقربة من الاقلية الى "لا احد من اهل السياسة في لبنان يملك حتى الان رواية مقنعة ودقيقة لتعثر التاليف الحكومي".
ولم تبصر الحكومة النور رغم دخول مساعي تاليفها الشهر الثالث بسبب خلافات ظاهرة على توزيع الحقائب والاسماء بين الاقلية النيابية والاكثرية، فيما تتحدث مصادر الطرفين عن عوامل خارجية مستترة تؤخر التشكيل.
سليمان يدعو الى تسهيل تأليف الحكومة
الرئيس سليمان وفي الافطار الرئاسي الجامع الذي أقامه في القصر الجمهوري في بعبدا امس على شرف القيادات السياسية والروحية والدبلوماسية والعسكرية وغيرها، سأل: "هل ترانا عاجزين عن تشكيل حكومة وحدة وطنيّة بعد ثلاثة أشهر من إجراء انتخابات نيابيّة ديمقراطيّة وشفافة؟ أم أنّ الاستحقاقات الدوليّة وهموم الناس وأوضاعهم الاقتصاديّة والاجتماعيّة لا تستأهل التضحية والتعاون للخروج بتشكيلة حكوميّة ترعى شؤون الوطن؟".
رئيس الجمهورية أضاف: " نعم، إنّ الاستحقاقات تدهمنا ويقتضي الاستعداد لها، للتخفيف من الأضرار التي قد تتأتى عن السيء منها وللإفادة من إيجابيات فرص الانفتاح والحوار السائدين، لقد آن الأوان لكي يمنح كل واحد منا جزءاً من عنفوان شخصه ومصلحة فريقه لتعزيز عنفوان لبنان ووحدته وعزّته واستقراره، فنتصدّى مجتمعين لمخططات العدو الإسرائيلي واعتداءاته المتمادية، ونضافر قدراتنا القوميّة في سبيل ذلك، كما نكافح الإرهاب ونحمي أهلنا والإنسانيّة جمعاء من غضبه وحقده، ونقطع أصابع الفتنة التي قد تمتد لتعبث بأمن عائلاتنا".
وتابع سليمان: "إضافةً إلى ذلك، فإنّ واجبنا القومي والوطني يفرض أن يكون لدينا حكومة تواكب مسعانا عشيّة انعقاد الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة في منتصف هذا الشهر بالذات، كي نشهد لحقّنا وموقعنا، خصوصاً أننا نتأهّب للانضمام إلى عضوية مجلس الأمن الدولي لعامي 2010-2011 مع ما تحمل هذه المشاركة من أهميّة كبرى في الحفاظ على حقّ لبنان وعدم تجاوزه في أيّ حلّ قد يطرح ومنعاً للسير بأيّ تسوية قد تأتي على حسابه أو ضدّ مصالحه الوطنيّة"، سائلاً: "كيف نكون مدعوين إلى لعب دور فاعل في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وقد عجزنا لغاية الآن عن تأليف حكومة وحدة وطنيّة ينتظرها المواطنون"، ومؤكدًا أنّ "تقاذف تهم التعطيل والمماطلة في أجواء التشنّج السائدة لن يجدي نفعاً، بل سيزيد من حدّة الانقسام ولن يخدم مصلحة أيّ طرف من الأطراف".
إجتماع بين جعجع وسليمان بعد إفطار بعبدا مساء أمس
وذكرت صحيفة "النهار" ان رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع شارك في افطار بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية بصفته احد اركان طاولة الحوار. وبعد الافطار توجه سليمان ومعه جعجع وزوجته النائبة ستريدا الى جناح الرئيس حيث عقدوا اجتماعا استمر الى ما بعد انصراف المدعوين.
السفير السوري: تشكيل حكومة الوحدة يرتد ايجابًا
بدوره، أشار سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي الى أن "سوريا حريصة على أن تصل الحوارات الداخلية في لبنان الى نتائج وحلول"، مشيرًا بعد لقائه الرئيس سليم الحص في عائشة بكار الى أن "تشكيل الحكومة الوطنية يُحصّن ويعمل على معالجة كل القضايا في لبنان، ما يرتد ايجابًا على الوضع في هذا البلد وبالتالي على سوريا".
وعن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن معادلة "س.س"، أجاب علي: "سوريا حريصة على كل ما ينعكس إيجابًا في هذا الشأن"، مضيفا: "أنا مع الدعوة التي أطلقها الجميع الى الصيام عن الكلام، وأتمنى ألا يطول ويكون لمصلحة لبنان واستقراره". وأضاف: "نأمل أيضًا أن تُعطي العلاقات العربية - العربية نتائج ايجابية".
مجلس القضاء الأعلى: القضاء يترفع عن الرد وهو القادر
في غضون ذلك، وفي معرض رده على المؤتمر الصحافي الأخير للواء جميل السيد، أكد مجلس القضاء الأعلى أن "أي تعرض للقضاء من شأنه أن يمس سلطة من السلطات الدستورية وأن يرتدّ ارتداداً سلبياً على كيان الدولة وعلى ثقة المجتمع بمسار العدالة"، مستنكراً ورافضاً "الاستباحة والتهجم على هذه السلطة وأعضائها، خصوصاً وأن القضاء هو المرجع المناسب لحماية الحقوق والحريات والكرامات سواء أتعلق ذلك بأعضائه أو بشرائح المجتمع كلّها، وتزداد هذه الاستباحة خطورة عندما ترمي الى تقويض ثقة المجتمع بقضائه على العموم"، مشيراً الى أن "القضاء يترفّع، وهو سلطة، عن الردّ على ما يصيبه من تجريح وتهجم وهو القادر.. وذلك من منطلق المسؤولية وصوناً للمؤسسات".
مجلس القضاء الأعلى، وبعد الإجتماع الذي عقده بدعوة من رئيسه، الرئيس الأول لمحكمة التمييز القاضي غالب غانم وبحضور جميع أعضائه، أعرب عن "إصراره التامّ على فصل الشأن القضائي عن الشأن السياسي لدى مقاربته المسائل المطروحة عليه"، مؤكداً أن "مواقفه لا تنبثق الا من قناعاته ولا تعكس أي وجهة نظر بعيدة عن اهتماماته المهنية وعن حرية تحرك وتميز السلطة القضائية التي يمثلها".
وفي بيان صادر عن الإجتماع، شدّد المجلس على أنه "وفي هذا الاطار سيعمل جاهداً لبلورة مفهوم استقلال القضاء وترسيخه وتطبيق مبادئه وتعميم ثقافته التي تشكل جسر تواصل وعلامة من علامات الثقة المتبادلة بين القضاء والمجتمع، وهو من هذا المنطلق ينأى بنفسه عن ألوان التجاذبات ذات الأهداف غير القضائية وعن ضروب السجالات التي تحاول أن تقوده الى مواقع لا شأن له بها".
وتابع: "يود المجلس التعبير عن معاناته من جراء التعامل مع السلطة القضائية وتناولها السهل، كلما هبت عاصفة أو نشأت ازمة لا يد فعلية للقضاء فيها، وهو ومن موقع مسؤولية يتوجه الى المسؤولين والى الرأي العام طالباً اقصاء القضاء عن كل شقاق او مصلحة او منزع خاص والحفاظ على مهابته التي هي صمام امان لاستقلاله ولدوره الفاعل"، مؤكداً أنه "سيحافظ على هذه المهابة لأن تفسّخها يعود بالوبال على كيان المجتمع وعلى علاقات الافراد وعلى حقوق الناس".
وشدّد المجلس على أن "مقتضيات دولة الحق وحكم القانون تحتّم أن تمرّ كل مطالبة عبر المؤسسات القانونية المختصة لتجد طريقها الى الحل"، معتبراً أن "للقضاء طرقه القانونية المألوفة في دراسة وتقييم الأمور المطروحة وفق معايير قضائية معتمدة".
الجراح: ليس كل من أطلق من السجن بريئا
بدوره رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح ان موقف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون كان من أبرز العراقيل امام الحكومة، مشيرا الى ان لقاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعون سيستكمل بخطوات لاحقة، آملا ان يتم التوصل الى حكومة سريعا قبل الوصول الى التحديات. ولفت في حديث الى "صوت لبنان" الى ان العراقيل لا تزال على حالها ولكنها وضعت على سكة الحل، مشيرا الى ان الخلاف كان حول الوزارة السيادية.
وعن الحملة على المحكمة الدولية، رأى الجراح انه كلما تقدمت المحكمة باتجاه كشف الحقيقة سنرى ازدياد الحملة من المتضررين، معتبرا ان الجوقة التابعة للمخابرات السورية بدأت هجومها على المحكمة. ولفت الى انهم يعرفون ان المحكمة بعيدة عن التسييس ويعرفون ان المحكمة تتقدم ومن هنا نرى الصراخ الذي يعبر عن قلقهم، قائلا انه "ليس كل من اطلق من السجن بريئا".