بقرادوني: الحريري غير مستعجل للتأليف وكأنه يراهن على شيء خارجي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: لم يتوقّع الرئيس الأسبق لحزب "الكتائب" كريم بقرادوني أن "تبصر الحكومة النور في الوقت القريب"، مشيراً الى ان "المشاكل المعلنة هي أقل من المشاكل غير المعلنة، والمعالجات مجمدة وبالتالي الحكومة ليست غدا"ً. بقرادوني وفي حديث الى صحيفة "البناء" تمنى أن "يذهب لبنان إلى الأمم المتحدة ومعه رئيس جمهورية توافقي وحكومة توافقية، لأن هذه هي صورة لبنان ولا يمكن للبنان، الذي يقدم ذاته كنموذج للتعايش الإسلامي المسيحي أن يقدم ذاته كعضو في مجلس الأمن لحل مشاكل الآخرين، ولا يستطيع تشكيل حكومة وحدة وطنية". ورأى ان "من مصلحة لبنان أن يشكل حكومته قبل موعد 23 أيلول، لكن هذا الاحتمال لسوء الحظ ضئيل".
واعتبر انه "من الطبيعي أن يطالب الرئيس ميشال سليمان بوزارة الداخلية والدفاع، لأن الأمن يتعلق بهاتين الوزارتين"، لكنه لفت إلى أن "كل المطالب والردود هي في مرحلة المناورات وبالتالي الحكومة لم تدخل في مرحلة التشكيل بعد". وعن طرح حكومة الأقطاب، لفت بقرادوني الى ان "هذه الحكومة هي حكومة الأزمات، وبالتالي يمكن أن تنجح شرط أن يتفق عليها، لكن من الصعب الاتفاق وبالتالي لن تستطيع إدارة شؤون البلاد"، مؤكدا وجود مشكلة لدى حكومة الأقطاب"، لافتا الى انها "ليست بالصيغة العملية وليس من السهل تشكيلها".
وأشار بقرادوني الى ان "أفضل صيغة هي ما طرح في الاتفاق الثلاثي أي الإتيان بحكومة يكون فيها لكل وزارة وزير زائد ست وزراء دولة هم أقطاب، فالوزراء يديرون شؤون وزارتهم والأقطاب يشاركون بالقرارات السياسية"، مقترحا العودة الى هذه الفكرة في تشكيل الحكومات. وفيما يتعلق بتجزئة الوزارات، لفت إلى أن "حل هذه المشكلة هو حل اصطناعي، لأن المشكلة ليست بتجزئة الوزارات بل في توازن داخلي"، معتبراً أن "لا حل ولا مجال للحل إلا بحكومة وحدة وطنية، ولا مجال لهذه الحكومة إلا بالاتفاق مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الذي هو الممر الإلزامي لقيام حكومة وحدة وطنية"، مشيرا في هذا الإطار الى ان "حزب الله" لن يدخل الى الحكومة بدون رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد عون.
ولفت بقرادوني إلى أن كلام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والأكثرية انهم يستطيعون تشكيل حكومة أكثرية هو "تربيح جميل". وأوضح ان "الأكثرية لا تستطيع أن تؤلف حكومة أكثرية لأنها ستصطدم بالتمثيل الشيعي والتمثيل المسيحي الأكثري، وبالتالي تكون حكومة بلا تمثيل شيعي وبتمثيل مسيحي ناقص كثيراً. لذلك، الأكثرية لن تؤلف حكومة لوحدها لأنها خرجت من الانتخابات غير مؤهلة نظراً لطبيعة النظام الطائفي لحكم البلاد، إضافة إلى أن لبنان لا يقوم على حكومة أكثرية بل على حكومات توافقية وخصوصا بعد الطائف".
ودعا بقرادوني الحريري، لأن "يلبي مطالب المعارضة وخصوصا مطالب العماد عون التي ليست بالمستحيلة"، موضحا انه "لأول مرة نسمع ان رئيس حكومة مكلف يقبل ويرفض توزير شخص مرشح من قبل حزب. عادة، رئيس الحكومة يقترح على الأحزاب ان تشارك، لكنه لا يتدخل بأسماء الذين ترشحهم الأحزاب". وأشار الى أن "نظرية عدم توزير الراسبين صحيحة لو لم يكن لها سوابق"، لافتاً الى آخر سابقة لها في الحكومة الأخيرة عندما وزر نسيب لحود الذي سقط في الانتخابات. ورأى أن "المشكلة ظاهرها جبران باسيل أما واقعها فهو عدم وجود قرار تشكيل حكومة فهم ينتظرون طارئا عربيا يأذن بتشكيل حكومة الاتحاد الوطني".
وحول العلاقات العربية وتأثيرها على تشكيل الحكومة أوضح بقرادوني أن "هذه العلاقات ليست جامدة فقط بل متوترة، فليس من مصالحة سورية ـ سعودية حتى الآن ، وهناك خلاف معلن بين سوريا ومصر. وبالتالي العلاقات العربية بحالة توتر عالية وهذه نقطة سلبية لا تساعد على تشكيل الحكومة". وأشار الى ان "النقطة الثانية هي ان بعض الأكثرية يراهن على نتائج المحكمة اعتقادا ًمنه انه كما قالت مجلة دير شبيغل بأن الاتهام سيوجه الى حزب الله، وبعدئذ يصبح بإمكانهم تشكيل حكومة من دون حزب الله وميشال عون".
وأردف، "هناك رهانات كثيرة ولكنها لن تنجح، فهؤلاء راهنوا على سقوط النظام السوري لكنهم أخطأوا والذي فهم الخطأ هو وليد جنبلاط فصححه، والآن يراهنون على صدور قرار من المحكمة، إلا أنهم مخطئون وسيدفعون ثمن هذا الخطأ". ورداً عن سؤال عن أن مصر تريد عودة فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة، اعتبر أن "لا فرق بين الحريري والسنيورة. ولا خلاف حقيقي بين السعودية ومصر"، مشيرا الى ان "تقديم الحريري أنه مرشح السعودية والسنيورة مرشح مصر فذلكات لبنانية أكثر منها هي واقع عربي، لأن هذا الواقع العربي أي التفاهم السعودي ـ المصري والخلاف الكبير مع سوريا حول مجمل القضايا من العراق الى فلسطين وصولاً الى لبنان، وبالتالي الرهان أو الاتكال على توافق عربي لتشكيل الحكومة هو عدم الرغبة في التأليف".
وأوضح بقرادوني أن "المحور السعودي المصري قائم بوجه المحور السوري الإيراني، ومحاولات سحب سوريا من إيران فاشلة، وستفشل لأن العلاقة بين البلدين علاقة استراتيجية فعمرها ثلاثون سنة وتتقدم ولا تتراجع إلى الوراء".
وعن العودة الجنبلاطية لحظ الرئيس الاسبق لحزب "الكتائب" أن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "يقرأ السياسة جيداً، فهو اكتشف أن الخطأ الذي ارتكبه بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري لم يؤد إلى نتيجة، إضافة إلى التحول في السياسة الأميركية تجاه سوريا". ولفت إلى ان "اتفاق الطائف ينص على علاقة مميزة مع سوريا، فالتفاهم اللبناني السوري يكون أولاً وبعدها يبدأ الكلام بالتفاهم السعودي اللبناني أو المصري اللبناني". وأشار الى ان "إذا أرادوا الخروج من بنود اتفاق الطائف ويريدون السعودية مثل سوريا فيجب تعديل الطائف، لكن إذا أرادوا تطبيق الطائف فيجب على سعد الحريري أن يذهب إلى سوريا وبعد ذلك يذهب إلى السعودية".
وتوقع ألا يذهب الحريري إلى سوريا قبل تشكيل الحكومة، لأن "لا أحد يقرأ اتفاق الطائف جيداً. ولا أحد يقرأ كيف كان رفيق الحريري يشكل الحكومات فالأخير كان يذهب إلى سوريا ويتفق أولاً معها حتى قبل اتفاقه مع رئيس الجمهورية، ومن ثم يقوم بتشكيل الحكومة". وتابع،"فن تشكيل الحكومة الذي كان يمارسه رفيق الحريري لا أحد يطبقه".
ونصح بقرادوني الحريري أن يفعل ما كان يفعله والده "فكيف كان يشكل حكوماته شكل حكومتك".
وعن اللقاء بين جنبلاط والعماد عون، كشف بقرادوني أن "لا لقاء قريب لأن جنبلاط لن يلتقي أحداً من المعارضة قبل زيارته إلى سوريا، ففي هذه الفترة تركيزه ينصب على هذه الزيارة، والباقي عنده نتائج". واعرب عن اعتقاده أنه "سيزور سوريا قبل تشكيل الحكومة وزيارة الحريري، لأنه ربط هذه الزيارة بالحريري اعتقاداً منه أن التشكيل سيكون بسرعة. وتابع: "لكن أعتقد أن جنبلاط قد يعيد حساباته ويمكن أن يتخذ قراراً جديداً".
وحول علاقة حزب "الكتائب" بالأمانة العامة لقوى 14 آذار، أشار بقرادوني إلى أن "هذه العلاقة اعتراها الجدل، فحزب الكتائب الذي أتحاشى الكلام عنه، أصبح لديه شعور باهتمام رئيس الحكومة المكلف برئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع، وبالتالي شعر أنه مهمش في اتخاذ القرار. والذي حصل في الأمانة العامة كان ردة فعل ليس للخروج من هذه الأمانة بل لتعزيز موقعه داخلها".
ورأى أن زيارة الوزير الأسبق وئام وهاب للجميل، كانت ذات إشارات بعثها الجميل إلى الحريري لعدم رضاه عن كيفية معاملته الكتائب داخل 14 آذار وبذات المعنى كانت زيارة سامي الجميل لبنشعي". ورداً عن ما يطرح في الإعلام عن دعوة سيوجهها "الكتائب" إلى سوريا للمشاركة في احتفاله الذي يقيمه في أيلول، أوضح بقرادوني، انه إذا وجه "الكتائب" الرسالة فهذه خطوة مهمة لكن لا أعتقد ،فالأمور لم تنضج بعد. الاتصالات قائمة لتقريب وجهات النظر بين سوريا والكتائب، وأتمنى أن ينجح وهاب في كسر الجليد، لكن حتى الآن لم تسفر الاتصالات عن نتائج ملموسة".
وحول كلام البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير الأخير، اعتبر بقرادوني أن "البطريرك صفير أخطأ في طرح موضوع حكومة أكثرية، والدليل أن بيان المطارنة الموارنة لم يتبن هذا الطرح وأكد أن مصلحة المسيحيين ليست بحكومة أكثرية، والمطالبة والقبول بهكذا حكومة، بل بحكومة تقوم على المناصفة والتوافق بمعزل عن العدد. أعتقد أن البطريرك قد ارتكب هفوة ويحاول أن يرجع عنها".
وإذ أشار إلى أن "البطريرك صفير هو فريق لأنه يقف إلى جانب 14 آذار، أكد أن المصالحة المسيحية المسيحية مستبعدة، لأن المكان الطبيعي للمصالحة هو بكركي، وبكركي هي فريق وبالتالي لا يمكن لبكركي كفريق أن تجمع المسيحيين إلا إذا عادت لأن تكون حكما بين المسيحيين وأن يصبح دورها جامعا وأن تكون فوق كل الأفرقاء".
وعن المؤتمر الصحافي للواء جميل السيد رأى أن "كلام اللواء السيد نابع من حرقة مظلوم". ولفت بقرادوني إلى الوقائع التي قدمها السيد لا يجوز تجاهلها بمعزل عن اللهجة التي كانت قاسية. لقد قدم وقائع وينتظر جواباً عليها من خلال محاكمة شهود الزور ولماذا شهدوا زوراً ومن كان وراءهم ووراء تضليل التحقيق". ودعا بقرادوني القضاء اللبناني إلى "عدم تجاهل هذه الوقائع لأن الصمت حول هذا الموضوع مريب. فليس من مصلحة القضاء أن يبقى صامتا"ً. ورداً على الحريري أعلن بقرادوني انه "يجب دق باب القضاء اللبناني، قبل دق باب لاهاي لتصويب مسار التحقيق"، مشيرا إلى أن "معرفة من اغتال رفيق الحريري ضرورة لاستقامة الوضع اللبناني، وإلا سيبقى هذا الوضع رازحاً تحت عبء هذا المجهول".