الحكومة اللبنانية بين التأليف والإعتذار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت، وكالات: بعد أن رفضت المعارضة تشكيلة الحكومة التي اقترحها الرئيس المكلف الحريري وتضم ثلاثين حقيبة وزارية وزعت بين ائتلاف الأغلبية الذي يقوده وتحالف المعارضة الذي يضم حزب الله القوي وتكتل ثالث اختاره الرئيس أفادت أوساط في الأكثرية إلى إن الحريري بدا كأنه اتخذ قرار الاعتذار ولكن مع تعليق تنفيذه قليلاً من الوقت نزولاً عند رغبات رئيس المجلس ورئيس "اللقاء الديموقراطي" لاعطاء فرصة أخيرة للحوار مع ممثلي المعارضة واستطلاع السقف الأقصى والسقف الادنى من موقفها، وابلاغها موقفه الذي يمكن ان يقبل بتعديلات طفيفة ومنطقية على التشكيلة ولكن من دون المسّ بالثوابت التي يعتبرها جوهرية ومن صلب صلاحياته الدستورية.
واضافت هذه المصادر ان الحريري ليس مستعداً للمساومة على توزير باسيل ولا على وزارة الاتصالات. واشارت الى ان فريق الغالبية يعتبر بدوره انه مني بظلم كبير في التوزيعة الحكومية ولم يعد ممكناً التسليم بتنازلات أخرى. واكدت ان الحريري قد يكون مقبلاً على الاعتذار في الساعات المقبلة.
وقد لمح الحريري علناً في افطار اقامه مساء امس لفاعليات عكار في قريطم الى انه سيقوم "بخطوات عدة في اليومين او الايام الثلاثة المقبلة لمصلحة البلد". وقال: "لدي صلاحيات وسأمارسها واؤكد انني في ما يتعلق بالثوابت عنيد ولا اتزحزح عن الأمور الاساسية التي تخص لبنان وسيادته واستقلاله، ولا عن الصلاحيات التي اعطاها الدستور الى الرئيس المكلف".
هذا وأبلغت مصادر لبنانية مطلعة صحيفة "الشرق الأوسط" أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان تحرك لدى طرفي "الاكثرية والاقلية" طالبا منهما "عدم اتخاذ خطوات دراماتيكية" ، مشددا على ضرورة عدم التسرع على الرغم من فشل اجتماعه الثاني مع وفد المعارضة في التوصل إلى حلول، وقالت مصادر في الأكثرية البرلمانية لـ"الشرق الأوسط": "إن الرئيس المكلف سعد الحريري قد يقبل بإجراء "تعديلات طفيفة" على تشكيلته الحكومية، لكنه لن يقبل بالتأكيد "تعديلات جوهرية تمس رؤيته لهذه الحكومة التي سيعمل معها، والتي يريد لها الحد الأدنى من الانسجام والإنتاج".
وأشارت إلى أنه "إذا وصلت الأمور إلى هذا الحد، فإن الاعتذار عن تأليف الحكومة سيصبح واقعا، خالصة إلى القول: "إن الحريري لن يقدم على أية خطوة قبل استدعائه من قبل رئيس الجمهورية وإبلاغه ما تم التوصل إليه".
من جانيه أوضح وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لـ"الحياة"، أن اجواء اجتماع المعارضة مع الرئيس سليمان "كانت ايجابية وهناك تفهم متبادل، وفي النهاية المشكلة ليست مع رئيس الجمهورية بل مع سعد الحريري، وإنشاء الله تنعكس الإيجابية القائمة مع رئيس الجمهورية على الحريري، وأضاف "نتمنى ان تنعكس التنازلات التي قدمناها تباعاً تنازلات في المقابل، وإلا يكون القرار متخذاً من قبله (الحريري) إما بالتعطيل أو بتأخير التأليف وبالتالي الاعتذار لأسباب خارجة عن فهمنا".
ورداً على سؤال "الحياة" حول الخطوة العملية المقبلة بعد اللقاء مع سليمان وإذا كان الأخير سيعطي المعارضة جواباً عن الأفكار التي قدمتها، قال باسيل: "هناك اشياء يمكن ان تحصل لاستكمال البحث إذا كانت هناك ايجابيات في المقابل. وإذا لم يكن هناك إيجابيات من قبل الحريري، وقوبلنا بالتصلب، عندها يكون قد أخذ قراره بالاعتذار ولا نصل الى أي نتيجة".
وأضاف باسيل: "الموضوع عند سعد الحريري، وكل الأطراف تسعى لتقديم ما يلزم، الرئيس سليمان والرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط، ويسعى الجميع الى المساعدة ونحن من جهتنا ساعدنا، والرئيس دخل على الخط معنا في جولتين من البحث ونقل الموضوع الى عند سعد الحريري".