الحريري يحاول الإبتعاد عن تسميته مجددا وكلام عن عودة للسنيورة

بيروت، وكالات: قد يقرر النائب سعد الحريري ولأسبابه الخاصة الإبتعاد عن جو تسميته مجددا لتأليف الحكومة اللبنانية فيما علمت مصادر صحافية لبنانية ان ثمة من يدعو داخل الأكثرية الى تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، علماً أن هناك أكثر من شخصية مطروحة لتولي هذه المهمة، لكن القرار الأخير يبقى في يد زعيم الأكثرية، الذي يفترض أن يتخذ قراره في غضون اليومين المقبلين، في ضوء الاتصالات التي يجريها، سواء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري أو مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي دخل على خط التهدئة، داعياً الى استمرار الالتزام بالصيغة السياسية للحكومة القائمة على معادلة 15-10-5 واستمرار الحوار بين الأطراف المعنية.

هذا وعاود جنبلاط التأكيد على ضرورة قيام حكومة شراكة وطنية، في رفض واضح لمبدأ قيام حكومة أكثرية، كما نادى بعض قيادات "14 آذار". وأوضح جنبلاط لصحيفة "الشرق الأوسط" أنه "لا بديل عن قيام حكومة شراكة وطنية في المرحلة المقبلة"، مشددا على "ضرورة فتح حوار عربي مع إيران حول القضايا الخلافية".

الاكثرية: تشكيل الحكومة بات رهن المعالجة الإقليمية

في السياق عينه نقلت صحيفة "اللواء" عن مصدر مطلع في الأكثرية قوله "إن مسألة تشكيل الحكومة تعدت الاطار اللبناني لتصبح قضية اقليمية"، مشيرا الى ان هذه المسألة "باتت رهن المعالجة الإقليمية". وأضاف المصدر أنه لا يمكن معرفة حقيقة الوضع وكيف ستسير الأمور قبل ظهور حدثين كبيرين هما: "الأول: طبيعة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران، ومن ضمنها قطع النفط عنها، وهو ما سيعلنه الرئيس اوباما أمام مجلس الأمن الذي سيرأس إجتماعه"، و"الثاني: مفاوضات السلام وطبيعة المبادرة الدولية المتعلقة بحل النزاع العربي الإسرائيلي". وتخوف مصدر دبلوماسي من أن يكون لبنان في ظل الفراغ السياسي والحكومي ساحة السخونة المطلوبة لمقاربة هذين الملفين.

الى ذلك، نقلت "اللواء" أنه إذا أصرّ فريق المعارضة على الاستمرار في المواجهة والتصعيد وعدم التعاون، فإن ثمة من يدعو داخل الأكثرية الى تسمية الرئيس فؤاد السنيورة، علماً أن هناك أكثر من شخصية مطروحة لتولي هذه المهمة.

واشارت الصحيفة الى ان القرار الأخير يبقى في يد زعيم الأكثرية سعد الحريري، الذي يفترض أن يتخذ قراره في غضون اليومين المقبلين، في ضوء الاتصالات التي يجريها، سواء مع الرئيس نبيه بري أو مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي دخل على خط التهدئة، داعياً الى استمرار الالتزام بالصيغة السياسية للحكومة القائمة على معادلة 15-10-5 واستمرار الحوار بين الأطراف المعنية.

باسيل: سنعود إلى طرح النسبية

في المقابل أوضح وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لصحيفة "السفير" أن "الطروحات التي يطرحونها من تغيير صيغ وما الى ذلك، أمر يعنيهم هم، اما بالنسبة الينا، فمهما حصل لا يمكن الا تشكيل حكومة تستطيع ان تحكم وتحافظ على الوحدة الوطنية، وبالتالي في أي صيغة حكومية لا يمكن ان تقبل المعارضة بأن تكون مشاركتها صورية، بل مشاركة فاعلة، وفي أي حال اذا هم أرادوا نسف معادلة 15-10-5، فالامر بسيط جدا أي نعود الى النسبية".

فنيش: لا تراجع ولا تخفيض لسقف المشاركة

كما أبدى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش حرص المعارضة على إبقاء المناخات هادئة وعدم دفع الامور الى التأزيم، وصرّح لصحيفة "السفير": "لا تراجع ولا تخفيض لسقف المشاركة، الذي تمّ رسمه من خلال معادلة 15-10-5، بما هي صيغة الحد الادنى المتوافق عليها بين الفرقاء المعنيين بدءاً من رئيس الجمهورية الى كل الكتل والجهات السياسية، وقد دلت التجربة ان لغة التفرد أثبتت فشلها، ولا يمكن بالتالي ان تنجح لا في تشكيل الحكومة او في غيرها، ولا سيما انهم محكومون في النهاية بالتوازنات الداخلية، وبالتالي لا يستطيعون تجاوز المعارضة لما تمثل من ثقل سياسي". واوضح أن "المعارضة تنتظر الآليات الدستورية ونتائجها، وستسعى لأن توفر الظروف الملائمة لتوافق وشراكة حقيقية".

أميركا: واشنطن تراقب الوضع في لبنان عن كثب

الى ذلك لفت مسؤول أميركي لصحيفة "النهار" عن اعتذار الحريري عن تأليف الحكومة، الى ان القرار جاء بعد "اشهر خصصها للمفاوضات بين الاكثرية والمعارضة لتأليف حكومة وحدة وطنية. ونحن نشعر بالخيبة لتعطيل جهود الحريري لتأليف الحكومة (...) ونأمل في ان يحل هذا المأزق بسرعة وان يواصل جميع الافرقاء احترام نتائج الانتخابات النيابية في حزيران والتي افرزت اكثرية برلمانية واضحة ملتزمة استقلال لبنان".

وأكد مواصلة واشنطن لمراقبة الوضع "عن كثب"، موضحا أن "تأليف الحكومة اللبنانية عملية متروكة للبنانيين وفقا لدستورهم ومن دون أي تدخل خارجي... ونحن نتطلع الى العمل مع الحكومة اللبنانية المقبلة، ونتوقع ان تبقى على طريق بناء لبنان سيد ومستقر وملتزم السلام والتطبيق الكامل لكل قرارات مجلس الامن".

ميتشيل في لبنان الأربعاء المقبل

هذا وأوضحت مصادر أميركية مطلعة لصحيفة "النهار" ان "المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط السناتور السابق جورج ميتشل الذي سيصل اليوم الى المنطقة في جولة جديدة ضمن مساعيه لإحياء المفاوضات العربية - الاسرائيلية، سيتوقف في بيروت الاربعاء المقبل. وتشمل جولته محطات أخرى أطولها في اسرائيل، الى مصر والاردن وربما السعودية". وأشارت الى أن "نائبه المكلف الملفين اللبناني والسوري فريد هوف سيسبقه الى بيروت للتحضير للاجتماع الوحيد، الذي سيعقده ميتشل مع الرئيس ميشال سليمان.