لايف ستايل

جهود مكثفة لمعرفة سر الفيروس الشبيه بـ "سارس"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أعلن باحثون ان الفيروس الذي أدى الى حالتي وفاة في السعودية واصابة مواطن قطري مشابه لسلالات تحملها وطاويط، داعين الى الاطمئنان لعدم بلوغ مرحلة الوباء.المعروف ان غالبية السلالات التي تحملها الوطاويط لا تصيب البشر. واللغز الذي يسعى باحثون في أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة الى حله هو لماذا تنتقل السلالة الجديدة الى البشر وكيف أصاب الفيروس المكتشف حديثا أشخاصا ليسوا على اتصال أو احتكاك ببعضهم البعض لكنهم من منطقة واحدة. وينتمي الفيروس الجديد الى عائلة الفيروسات الكورونية التي تشمل فيروس الالتهاب التنفسي الحاد أو "سارس". وكان فيروس سارس تسبب في أكثر من 8000 اصابة و900 وفاة في عام 2003. وتحمل الوطايط فيروس سارس الكوروني أيضا. وقال الخبير بعلم الوبائيات في وكالة الوقاية الصحية البريطانية نك فن "ان الأمر محير" ولكن جهود العلماء لمعرفة طبيعة الفيروس الجديد ما زالت في بدايتها.ويسعى الباحثون الى ان يعرفوا بأسرع وقت ممكن ما إذا كان الفيروس الجديد يشكل تهديدا للصحة العامة أم أنه حالة طارئة ربما كانت ستمر دون ان تُرصد لولا يقظة الأجهزة الصحية هذه الأيام. وحتى الآن لا توجد أدلة على وقوع إصابات غامضة أخرى بالتهاب رئوي حاد مصحوب بعجز كلوي على غرار الاصابات الثلاث التي سُجلت حتى الآن. ودعا رون فوشيير الخبير بعلم الفيروسات في مركز ايراسموس الطبي في روتردام في هولندا الى الهدوء وعدم إثارة الذعر قائلا ان ظهور طائرين لا يعني حلول الصيف وان ثلاث اصابات لا تشكل وباء. وكان فوشيير حدد التسلسل الجيني للفيروس الجديد ونشره على الانترنت لتمكين العلماء الآخرين من الاطلاع عليه واستخدامه. وقال الخبير فن من وكالة الوقاية الصحية البريطانية انه ليس هناك ما يشير الى انتقال الفيروس من انسان الى آخر وبالتالي فان النصيحة التي توجه الى الناس هي "عيشوا حياتكم بصورة طبيعية". وتمكن مختبر فوشيير من عزل الفيروس الكوروني الجديد في انسجة رئوية مأخذوة من مواطن سعودي في الستين من العمر أُدخل المستشفى في جدة في 13 حزيران(يونيو) وتوفي في 24 منه ، كما افادت صحيفة واشنطن بوست.وأُصيب المواطن القطري في 3 ايلول(سبتمبر) وعولج في الدوحة بعد ايام ثم نقل جوا الى بريطانيا في 11 ايلول(سبتمبر). وفي بريطانيا عُزل فيروس كوروني من سوائل الرئة وحُدد جزء من تسلسله الجيني.وكان المواطن القطري زار السعودية لكنه عاد الى بلده قبل اكثر من 100 يوم على اصابته ، بحسب المركز الاوروبي للوقاية والسيطرة على الأمراض في ستوكهولم. وبما ان فترة الحضانة في حالة الفيروسات الكورونية تبلغ نحو اسبوع فان هذه الحقيقة تشير الى انه أُصيب بالفيروس في قطر وليس في العربية السعودية. وقال فوشيير ان فيروس المواطن القطري مشابه بنسبة 99.5 في المئة لفيروس المصاب السعودي مؤكدا اصابتهما بالسلالة نفسها من الفيروس. ويفترض الباحثون ان الفيروس سبب الاصابات رغم ان هذا لم يتأكد بأدلة قاطعة. وتُعد الفيروسات الكورونية من أسباب الاصابة بالزكام الشائع وقد يكون الفيروس الجديد واحدا منها. ولاختبار ضراوة الفيروس قرر مختبر فوشيير ان يصيب به عينات من قرود ماكاك وحيوانات ابن مقرض. وتعتبر حيوانات ابن مقرض نماذج صالحة لدراسة الالتهابات التنفسية البشرية فيما استُخدمت قرود ماكاك في اثبات الآثار المرضية لفيروس الالتهاب التنفسي الحاد "سارس". وقال فوشيير ان الاختبارات تهدف الى معرفة ما إذا كان هذا الفيروس حقا يسبب الاصابة بمرض حاد. ويتعاون مختبر فوشيير في هولندا مع مختبرات في المانيا وبريطانيا للتأكد من ذلك. ويتمثل السؤال الكبير في ما إذا كانت الاصابات القليلة التي سُجلت حتى الآن هي الطرف الظاهر من جبل الجليد المغمور وان هناك اصابات كثيرة لم تُرصد. وللمساعدة في الاجابة عن هذا السؤال قابل مختصون بعلم الوبائيات نحو 80 شخصا احتكوا مؤخرا بالمواطن القطري ، من افراد أسرته واصدقائه الى موظفي المستشفيات التي نقل اليها وطاقم طائرة الاسعاف التي نقلته. وقال الحبير بعلم الوبائيات نك فن ان المواطن القطري احتك بجمال وأغنام ايضا ولكن كثيرين في الشرق الأوسط يحتكون بهذه الحيوانات وليس هناك ما يشير الى ارتباط مثل هذا الاحتكاك بالاصابة. ويحاول الباحثون ان يعرفوا ما إذا كان المواطن السعودي الذي توفي ايضا تعرض الى احتكاكات غير مألوفة بحيوانات. ولاحظ مراقبون صمت مركز السيطرة والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة على غير المعتاد. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المتحدث باسم المركز توم سكينر ان المركز مستعد للمساعدة بكل ما في وسعه. وامتنع عن القول ما إذا طلبت العربية السعودية أو قطر مساعدة المركز في تحري الاصابات أو ان فريقا من خبراء علم الوبائيات سيتوجه الى أي من البلدين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف