لايف ستايل

"اللاترنا ماجيكا"يضيء ليل السّياح في براغ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


يجتذب مسرح " اللاترنا ماجيكا " الذي يجمع بين المسرح والسينما في آن واحد بشكل إبداعي زوار العاصمة التشيكية براغ ولاسيما من السياح الأجانب على مدار العام ولذلك فإن الحجوزات فيه تستغرق عدة أسابيع رغم عدم رخص أسعاره . وتعتبر عروضهعالية المستوى فنيا من جهة ولأنه لا يتم فيه استخدام الكثير من الكلام من جهة أخرى، الأمر الذي يسمح لأي سائح من أي دولة كانت فهم مضمون الأعمال التي تقدم في هذا المرح الكائن وسط براغ بالقرب من مقهى سلافيا الشهير الذي كان يجلس فيه بشكل منتظم شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري .يستطيع زائر براغ في هذه الأيام ليلا وبعد أن يتمتع بزيارة قلعة براغ وجسر تشارلز والساحة القديمة في العاصمة براغ إمضاء وقت مسلٍّ ومفيد في الوقت نفسه عند توجهه مساء إلى مسرح " اللاترنا ماجيكا " حيث تقدم الآن مسرحية جديدة تحمل اسم "أساطير براغ الساحرة " تعتمد في موضوعها على واحدة من الأعمال الشهيرة التي قدمت في المسرح الأسود لييرجي سرنيتس في التسعينات من القرن الماضي لكن جرى تطويرها وتقديمها الآن بشكل جديد. المسرحية هذه سيعقبها في العشرين من هذا الشهر عرض مسرحية "كازانوفا " الذي تقدمه باعتباره رمزا في التاريخ لعاشق النساء الذي لا يتعب ولذلك تتضمن المسرحية لوحات راقصة وموسيقى متنوعة وعروضا سينمائية تجعل المشاهد لها يتعرف إلى جزء من حياة هذا الرجل الشهير الذي نشأت حوله الأساطير المختلفة .المصباح السحري تعني كلمة اللاترنا ماجيكا بالعربية " المصباح السحري " وهي عبارة تطلق على نوع خاص من الفن يجمع بين المسرح والسينما والرقص وفن الإيماء بشكل إبداعي مدهش.وعلى خلاف المسرح القومي التشيكي الذي ينتمي إليه إداريا منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي فان اللاترنا ماجيكا الذي يمتلك بناء خاصا به يعتبر من المسارح الحديثة نسبيا إذ يعود العرض الأول له عام 1958 حين عرض للمرة الأولىفي معرض اكسبو في بروكسل ولقي استحسانا كبيرا .ووقف عند بدايات هذا النوع الخاص من المسرح المخرج التشيكي الفريد رادوك ومصمم العروض يوزيف سفوبودا اللذين قاما بالجمع بين الصورة السينمائية وبين التمثيل المسرحي الحي أو الرقص الحي في مشاهد تكمل بعضها بشكل دقيق وإبداعي. ودفع النجاح الذي لقيه المسرح في بروكسل السلطات التشيكوسلوفاكية إلى إعادة بناء سينما موسكو في براغ كي تناسب خصوصية العروض التي يقدمها اللاترنا ماجيكا والى تنظيم رحلات عديدة لفرقة هذا المسرح إلى مختلف دول العالم استجابة للطلبات العالمية المختلفة التي وصلت براغ لاستضافة مسرح اللاترنا ماجيكا في أراضيها وأمام جمهورها .وتعاون هذا المسرح بعد تأسيس فرقة دائمة له وتخصيص مسرح خاص به وسط براغ مع العديد من المخرجين السينمائيين والمسرحيين البارزين ومع كتاب السيناريو والمؤلفين الموسيقيين وفناني الرسوم التشيكية بهدف تطوير هذه التجربة الفريدة وكان من بين الذين تم التعاون معهم المخرج ميلوش فورمان وييرجي ترنكا وايفالد سخورم وايلمار كلوس ويان شفاتكمايير ...ويعيد القائمون على هذا المسرح سر نجاحه حتى الآن واستمرار تألقه إلى اعتماده على الجمع بين السينما والمسرح بشكل مكمل ورائع والى اعتماد كل عرض من عروضه على مبدأ مختلف للربط بين الصورة والمسرح وان كان هذا الربط يجري عادة على مستويين الأول يمر عبر طرق خداعية في الانتقال من الشاشة إلى المسرح والثاني يمر عبر فهم المسرح على انه شكل تعبيري متجدد وعلى أن الصور تمثل نوعا من السحر . زيارة ليل براغ بالنسبة إلى السائح لا تكتمل من دون التوقف في مسرح اللاترنا ماجيكا لأنه يمنحه الفرصة للتحليق في الأجواء الأسطورية لبراغ وحكايات المدينة التي تغفو على ضفاف نهر الفلتافا تحت إنارة دائمة من مصباحها أو فانوسها الأزرق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف