خصوصية مايكروسوفت الجديدة تُمرر دون ان ينتبه إليها أحد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت مايكروسوفت سياسة تمنحها هامشا واسعا في كيفية جمع واستخدام معلومات شخصية من مستخدمي منتوجاتها المجانية مثل البريد الالكتروني وعمليات البحث والرسائل الفورية.
لم ينتبه أحد تقريبا الى التغييرات التي اجرتها مايكروسوفت في سياستها بشأن الخصوصية رغم انها كبيرة الشبه بالتغييرات التي اعلنتها غوغل على هذا الصعيد في وقت سابق من العام.وكان توسيع صلاحيات غوغل في التصرف بمعلومات المستخدمين أثار انتقادات لاذعة من منظمات الدفاع عن الخصوصية وأطلق تحقيقات أجرتها أجهزة رقابية مختلفة وحملات شعواء شنتها شركات منافسة. ومن بين هذه الشركات مايكروسوفت نفسها التي نشرت اعلانات ملأت صفحات كاملة في الجرائد تقول لمستخدمي غوغل ان شركة محرك البحث العملاق لا تكترث بخصوصيتهم.
ولاحظ مراقبون ان الفارق بين الحدثين يؤكد البلبلة التي تحيط بقضية الخصوصية على الانترنت. إذ ليست هناك سلطة واحدة تراقب جمع المعلومات الشخصية من مستخدمي الانترنت. ورغم ان غالبية شركات الانترنت أعدت نصوصا مكتوبة لسياستها بشأن الخصوصية فان الصياغات كثيرا ما تأتي بلغة مبهمة فضفاضة بحيث يبدو انها تجيز عمليا أي شكل من اشكال استخدام المعلومات الشخصية للمستهلكين.
وعلى سبيل المثال ان سياسة مايكروسوفت الجديدة التي تسميها "اتفاقية الخدمات" تجيز لها تحليل معلومات عن مستخدم احد منتوجاتها المجانية وتوظيفها لتحسين خدمة أخرى ، كأن تأخذ معلومات من رسائل يبعثها مستهلك على ويندوز لايف ماسنجر وتستخدمها لتحسين خدمة الرسائل على اكس بوكس. وكان هذا النوع من استخدام المعلومات غير مسموح به في سياسات مايكروسوفت السابقة التي حددت استخدام المعلومات التي تُجمع من منتوج واحد بهذا المنتوج سواء أكان البريد الالكتروني أو الرسائل الفورية أو عمليات البحث.
ولكن مايكروسوفت تعهدت بألا تستخدم ما تجمع من معلومات شخصية ومحتوى لتسويق اعلانات موجهة الى مستخدمين محدَّدين. وهي على سبيل المثال لن تصور رسائل المستهلك الالكترونية لانتاج اعلانات يمكن ان تثير اهتمامه. وهذا ما كانت تفعله غوغل ، وكان توسيع قدرتها على استخدام هذا المحتوى أحد اسباب التغيير الذي اجرته غوغل في سياستها بشأن الخصوصية هذا العام.
ولكن سياسة مايكروسوفت الجديدة تجيز مثل هذه الاعلانات الموجهة رغم ان الشركة وعدت بألا تفعل ذلك في مدونات ورسائل الكترونية وجهتها الى زبائنها بشأن التغيير ، ولكنها لم تتعهد بذلك في السياسة الرسمية للشركة ، كما لاحظت صحيفة نيويورك تايمز مشيرة الى ان ذلك اثار قلق المنظمات المدافعة عن الخصوصية.
وقال جون سمبسون الذي يتابع سياسات شركات الانترنت بشان الخصوصية في منظمة "كونسيومر ووتشدوغ" الاميركية غير الربحية "ان ما تفعله مايكروسوفت لا يختلف عما فعلته غوغل". واضاف ان سياسة مايكروسوفت تجيز جمع المعلومات من الخدمات المختلفة بطرق لا يتوقعها المستخدم وان "مايكروسوفت تريد ان تكون قادرة على جمع ملفات ضخمة عن مستخدمي خدماتها وتحويلها الى مصدر للدخل".