عيد الأضحى يثقل أصحابه في فلسطين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ألقت أزمة الرواتب وغلاء الأسعار بظلالها على حركة التسوق في فلسطين حيث تمضي هذه الأيام بشكل ثقيل على كاهل المواطنين الذين سيضطرون للاستغناء عن الكثير من المستلزمات التي ترافق هذا العيد.
أكد مواطنون فلسطينيون في أحاديث متعددة مع "إيلاف" أن عيد الأضحى المبارك لهذا العام يمر عليهم وهم يعيشون في ضائقة مادية نظرا لمشكلة الرواتب التي تأخر صرفها كثيرا إضافة لمشكلة غلاء الأسعار التي طرأت على كل القطاعات. وكانت الحكومة الفلسطينية أكدت عبر لسان متحدثتها نور عودة في تصريح لـ"إيلاف" أن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة مستمرة نظرا لعدم قيام العديد من الدول من الايفاء بالتزاماتها تجاه السلطة.
وقالت عودة: "إن الحكومة قررت دفع نصف راتب شهر أيلول وستعمل على توفير بقية الراتب قبل عطلة عيد الأضحى". وشكلت أزمة تأخر الرواتب حالة من الاستياء بين عموم المواطنين والموظفين في القطاع العام على وجه الخصوص حيث دفع ذلك الاتحاد العام للمعلمين ونقابة الموظفين العمومية ونقابة المهن الصحية لاعلان الإضراب عن العمل عدة أيام احتجاجا على سياسة الحكومة وعدم دفع الرواتب كاملة في موعدها ولعدم تلبية مطالب هذه الجهات.
أسواق خالية
وانعكست أزمة الرواتب على الحركة الشرائية حيث تبدو العديد من الأسواق خالية من المتسوقين في مثل هذا الوقت من العام ويعود ذلك بحسب بعض التجار إلى أن ما صرف من رواتب بالكاد يكفي بعض الاحتياجات الأساسية للموظفين. وتبعا لما سرده بعض التجار فإن الحركة الشرائية عادة ما تكون أنشط بكثير من هذا العام خاصة وأن العيد يأتي مع قرب حلول فصل الشتاء الأمر الذي شجعهم لجلب العديد من السلع سواء اكانت المتعلقة بقطاعي الملابس والأحذية أو قطاعات الأطعمة المتعلقة باللحوم والأغذية والفواكه. وأكد التجار إلى أنهم تلقوا ضربة قاسمة حتى هذا اليوم نظرا لانعكاس الأزمة بصورة ملموسة على الحركة التجارية.
ومن جهة أخرى يلقي المواطنون باللوم على التجار نظرا لكونهم أقدموا على رفع أسعار الملابس وبقية السلع مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك. وبحسب العديد من المواطنين الذين التقتهم "إيلاف" فإن أسعار ملابس الأطفال شهدت قفزة غير مسبوقة بالأسعار وكان الارتفاع مضاعفا عدة مرات، معربين عن تذمرهم من مثل هذه الخطوات في ظل عدم صرف الرواتب كاملة.
وترى المواطنة هيفاء أسعد، أن الأطفال هم الأكثر الحاحا في العيد وهم الذين يضطر المواطن لشراء ملابس خاصة لهم بهذه المناسبة ومن هنا يستغل بعض التجار هذه القضية ويقومون برفع الأسعار بشكل واضح فترة العيد. بدوره، قال أحمد نصر الموظف في القطاع العام: "إن تأخير صرف رواتب أيلول حتى منتصف هذا الشهر شكل صدمة له ولأسرته التي كان يعدها بإحضار كل المستلزمات الخاصة بالعيد وشراء الملابس لأطفاله".
وأضاف نصر: "أن صرف نصف الراتب فقط شكل تبخرا لتلك الوعود حيث سيضطر لتجهيز أساسيات العيد فقط ولن يتمكن من أخذ أسرته في نزهة خارج المنزل بسبب عدم صرف الراتب كاملا"، الأمر الذي انعكس سلبا على وعوده لأسرته. من جهته، أكد المواطن عبد الرحمن الصادق من نابلس، أنه سيقضي العيد هو وزوجته وأطفاله في منتج مراد السياحي في مدينة بيت لحم حيث المسابح وألعاب الأطفال والمغارة التركية التي تضم الساونا والجاكوزي.
وبخصوص الغلاء وأزمة الرواتب، قال الصادق: "صحيح أنني موظف بالقطاع العام ولم أتلقى من راتب أيلول سوى نصفه إلا أنني والحمد لله ميسور الحال وليس علي قروض وقمت بتجهيز احتياجات العيد وشراء ملابس لأطفالي الثلاثة رغم غلاء الأسعار". وفيما يتعلق بالأماكن التي سيقصدها المواطنون خلال إجازة العيد، فقد تعددت الإجابات فهناك من سيسافر لقضاء الإجازة في الأردن الشقيق ليلتقي بقية أفراد أسرته، وهناك من سيقضي العيد في المنزل بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. فيما يرى عدد من المواطنين محدودية الأماكن في الضفة الغربية حيث تشتهر كل مدينة بموقع واحد تقريبا.
وقال بسام أشرف من نابلس: "المشكلة تكمن أن مناطق التنزه في الضفة الغربية محدودة حيث يقصد المواطنون اما حديقة حداد السياحية في مدينة جنين، أو متنزهات الباذان في نابلس، أو مدينة مخماس للألعاب في رام الله، أو حديقة الحيوانات بقلقيلية وكذلك بعض المنتجعات ببيت لحم والخليل وحاليا في هذا الجو أريحا حيث البحر الميت والحدائق هناك". وبحسب بعض المواطنين ورغم الضائقة المادية فإنهم سيختارون زيارة إحدى هذه الأماكن لأنها الأكثر شهرة والأوفر في الألعاب التي يصبو لها أطفالهم.
معمول بتمر وبقلاوة
وبخصوص حلويات عيد الأضحى المبارك، فبين مؤيد ومعارض تعددت الآراء حيث هناك من يرى أن عيد الأضحى هو عيد "اللحمة والأضاحي" وبالتالي لا تقدم الحلويات فيما يرى الآخرون أنه من المفترض أن تقدم بعض أصناف الحلويات كالمعمول المحشي بالتمر أو الفستق وكذلك النواشف "البقلاوة". وأكدت المواطنة أم أحمد، أنها ستلجأ لصنع الحلويات في البيت نظرا لغلاء الأسعار الخاصة ببعض أصناف الحلويات وبالتالي ستقوم بصناعة الكعك المحشو بالتمر. فيما ارتأت المواطنة، هنادي خالد، شراء بضعة كيلوغرامات من الغريبة الجاهزة لتقديمها خلال العيد، مؤكدة أن الأحوال المادية حالت دون أن يكون هناك أضحية لهذا العام لحساب شراء بقية المستلزمات الأساسية وملابس الأطفال.
وأوضح أبو فراس، أن الظروف المادية وشراء الأضحية ستحول بينه وبين إخراج الأطفال في نزهة خارج مدينة نابلس وسيكتفي بنقل الأولاد في عطلة العيد نحو أحد متنزهات الباذان المحيطة بالمدينة.
وقال: "كان الله في عون الآباء فهم بالكاد يستطيعون توفير احتياجات العيد وملابس الأطفال في ظل تجزئة الرواتب وارتفاع الأسعار وفي ظل وجود الآلاف منهم بدون عمل، المشكلة تكمن في طلبات الأطفال التي لا يمكن ايجاد مبرر لاقناعهم بصعوبة الأوضاع خاصة حين يرون آقرانهم بملابس جديدة وألعاب ويخرجون في نزهات فعلا كان الله بالعون".
من ناحيتها، اعتبرت المواطنة حنان بركات، أن إجازة العيد ستكون فرصة مناسبة لجمع ثمار الزيتون حيث جاء العيد بالتزامن مع موسم الزيتون، وقالت بركات: "تحت ظلال الزيتون، نزهة وعمل".
وأكدت المواطنة أريام جود أن هذا العيد يعتبر عيد الأضاحي واللحوم ورغم ذلك ستعمل وعائلاتها الغربية كطبق أساسي من الحلويات، وقالت: لن نخرج هذا العام فالامتحانات على الأبواب كما أن أزمة الرواتب ستقف عائقا أمام الأضحية والتنزه".