البروستاتا تسبّب اضطرابا جنسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يشدد مختصون على أنّ البروستاتا تسبّب اضطرابا جنسيا، فيما يصاب فريق من مرضى هذا الداء بفقدان الرغبة في ممارسة الجنس، مع معاناتهم من ضعف شديد في الانتصاب والأداء الجنسي.
في تصريحات خاصة بـ "إيلاف"، أجمع ممارسون أنّ هذا الداء قابل للشفاء في حال تشخيص سرطان غدة البروستاتا بشكل مبكر إلا أنّ أثاره تبقى مزعجة، بحكم أنّ إصابة غدة البروستاتا الصغيرة الموجودة على شكل حبة جوز والتي تنتج السائل المنوي، تهدد القدرات الجنسية للرجال، بحيث يصبح هؤلاء ضعيفين جنسيا أو مفرطين جنسيا. ويفيد "عبد الرزاق دحدوح" رئيس الجمعية الجزائرية لجراحة المسالك البولية، أنّ سرطان البروستاتا الذي يشهد ارتفاعا محسوسا في الجزائر، ينطوي على عديد المحاذير الجنسية، أشدّها معاناة مرضى البروستاتا من إنزال سريع للسائل المنوي مع عدم إحساسهم بأي لذة جنسية، فضلا عما يشكونه من آلام لدى الانتصاب وكذا عند إفرازهم السائل المنوي .
وفي مقابلة خاصة بـ "إيلاف"، يُبرز د/دحدوح أنّ ما ينجرّ عن داء البروستاتا من تداعيات جنسية، يسبّب حالات من الاكتئاب النفسي للمرضى، كما يطال هؤلاء صداعا مستمرا يفرض تدخل أخصائيين نفسانيين لاحتواء الموقف. إذ يهيب محدثنا بمرضى البروستاتا لالتزام الصبر في علاج هذا الالتهاب المزمن الذي يقتضي وقتا، فإنّه ينصح مرضى البروستاتا بتوخي نسق معتدل في الممارسة الجنسية، وتجنب الإمساك أو الإفراط، مع تحاشي الانزلاق إلى عادات جنسية سيئة على منوال كبح نزول المني أو إطالة مدة الجماع تلافيا لاحتقان غدة البروستاتا. إلى ذلك، تدعو "آمال حابلي" المختصة في التغذية، إلى تناول فاكهة البطيخ تبعا لكونها مصدر ممتاز لأقوى مضادات الأكسدة الطبيعية مثل فيتامين "ج" و"أ" إضافة إلى "البيتاكاروتين" لأنّ ذلك يساعد على ارتخاء العضلات، فضلا عن كونه مقو جنسي طبيعي ويساعد كثيرا في علاج الإمساك.
كما تحث حابلي على استخدام المضادات الحيوية، لكن وفقا للتحاليل التي تحدد بدقة نوعية المضادات ومدى فعاليتها في إزالة الميكروبات نهائيا، علما أنّ التهابات البروستاتا تشمل بنسبة كبيرة المتقدمين في السن.
وتشير مراجع طبية إلى أنّ الوظيفة الأساسية لغدة البروستاتا هو إفراز سائل يسمى البلازما المنوية Seminal Plasma ، وتمثل الأخيرة ثلث السائل الذي تسبح فيه الحيوانات المنوية، وتشير المراجع ذاتها إلى أنّ غدة البروستاتا تنشط بقوة أثناء العملية الجنسية، حيث يندفع إليها الدم عن طريق أوردتها الكثيرة المتشعبة، وتقوم بإفراز هذا السائل الذي يضاف إلى نظيره المنوي الذي تفرزه الخصيتين وكذا الحويصلة المنوية ليختلطا مع بعض، وعندما تقترب عملية الجماع من نهايتها ويصل الرجل إلى المرحلة التي تعرف بـ"لحظة ما قبل الإنزال"، تنقبض في هذه اللحظة عضلات البروستاتا والحويصلة المنوية لتضغط على القنوات والغدد الصغيرة داخل البروستاتا فتعصرها وينتج عن ذلك انسكاب السائل المنوي في مجرى البول الخلفي حتى يستقر في مهبل المرأة وقت الإنزال .
واستنادا إلى مراجع متخصصة، فإنّ التهيج الجنسي الشديد لدى الرجل يمكن أن يؤدي إلى نشاط غدة البروستاتا لأنها تحت التأثير المباشر للهرمونات الذكرية الموجودة بالدم ، ويؤدي هذا إلى لإفراز كمية صغيرة من البلازما المنوية التي تأخذ طريقها إلى مجرى البول حيث تظهر من القضيب على شكل نقط صغيرة لزجة يطلق عليها مسمى "المذي". وتقول الدراسات أنّ سرطان البروستاتا بما ينطوي عليه من نمو عشوائي مستمر شاذ، وانقسام وتبعثر الخلايا بشكل غير مرغوب مكونة ورمًا في غدة البروستاتا، يمكن علاجه عن طريق تكثيف الغذاء الذي يحتوي على الخضار والفواكه وكذا الثوم والبصل والأسماك، بجانب عدم الإكثار من أكل اللحوم الحمراء والكثيرة الدسم، كما ينصح خبراء بتناول الطماطم المطبوخة، كصلصة الطماطم، لأنّ ذلك يخفف من احتمالات إصابتهم بسرطان البروستاتا أقل من الذين لا يتناولون كميات مماثلة من الطماطم بحوالي 20 بالمئة، تبعا لكون المركب الرئيس لايكوبين (Lycopene) يلعب دورا مضادا لسرطان البروستاتا، بما يتوفر عليه من قوة طبيعية مضادة للأكسدة.
ويقول أطباء في الجزائر إنّ سرطان غدة البروستاتا بات ثاني متسبب في وفيات الرجال هناك بعد سرطان الرئة، ويوضح "قادة بوعلقة" أنّ الرجال صاروا مهددين قبل أي وقت سابق بالإصابة بهذا الورم الخبيث، حيث يصاب أكثر من ثلاثة آلاف رجل سنويا بداء البروستاتا، وهو رقم كبير مقارنة بدول الجوار، في وقت يفوق عدد المتوفين بسرطان المثانة والبروستاتا الألفي رجل كل عام. وإزاء انتشار سرطان غدة البروستاتا في الجزائر، يؤكد ممارسون على أهمية التشخيص المبكر لهذا المرض والتكفل به بصفة جماعية، بهذا الشأن يؤكد "محمد الهادي جابري" أنّ التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا يفرض متابعة الطبيب المعالج للمرضى اعتبارا من الخمسين أو أقل إذا كانت هناك علامات خطر للإصابة بالسرطان، بإجراء الفحص المبكر لسرطان البروستاتا والدم للتأكد من وجود مضاد نوعي بروستاتي. في هذا السياق، يلح "قادة بوعلقة" من جهته، على حتمية التشاور والتنسيق المستمر بين الجراحين وأطباء الأمراض البولية وكذا المختصون في الأمراض السرطانية والعلاج بالأشعة، فضلا عن الخبراء في الطاقة الإشعاعية، بهدف تكفل ناجع وفعّال بهذا المرض.