التفلت الجنسي يرفع الاصابة نسبة الاصابة بالايدز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأمم المتحدة تحذر من ان السلوك الجنسي الخطير يهدد التقدم في مكافحة الايدز.
حذرت الأمم المتحدة في تقرير جديد من ان السلوك الجنسي الخطير مستمر في أنحاء مختلفة من العالم بل وآخذ في الازدياد في بعض المناطق مهددا بإجهاض الجهود الرامية الى وقف أو لجم انتقال فيروس الأيدز ومكافحة المرض نفسه.
وقال التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة مع اقتراب اليوم العالمي لمكافحة الايدز الذي يحتفل به العالم في 1 كانون الأول(ديسمبر) ان العلاج ينقذ ملايين الأرواح وعدد الوفيات يستمر في الانخفاض ولكن آفاق وقف انتشار الاصابات بفيروس الايدز ليست آفاقا واعدة. وان هدف تخفيض الاصابات المنقولة جنسيا الى النصف في غضون السنوات الثلاث القادمة يبدو هدفا مستبعدا.
وجاء في التقرير "ان الوصول الى صفر من الاصابات بفيروس الايدز سيتطلب تخفيضات كبيرة سنويا في انتقال الفيروس عن طريق الجنس الذي يشكل السبب الأول في الغالبية الساحقة من الاصابات الجديدة. وان وتيرة التقدم الحالية لا تكفي لبلوغ الهدف العالمي المتمثل في خفض الاصابات بمقدار النصف بحلول عام 2015 ، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة الى عمل مكثف".
وأسفرت المحاولات الرامية الى توعية الأشخاص بشأن الجنس الآمن وتقليل عدد الشركاء الجنسيين واستخدام المانع أو الواقي الذكري عن تحقيق بعض النجاحات في عدد من البلدان التي تكثر فيها الاصابات مثل كينيا وملاوي وموزمبيق وناميبيا ونيجيريا وزامبيا. ولكن رغم المخاطر فان السلوك الجنسي المحفوف بها تزايد في بلدان أخرى وخاصة ساح العاج وغويانا ورواندا. وسجلت رواندا زيادة في عدد الذكور الذين يمارسون الجنس تحت سن الخامسة وعشرة وعدد الاناث والذكور الذين لديهم أكثر من شريك جنسي. وفي ساحل العاج واوغندا وبنين وبوركينا فاسو انخفض استخدام المانع الذكري.
وفي 26 من اصل 31 بلدا ينتشر فيها فيروس ومرض الايدز بمستويات وبائية لوحظ ان أقل من نصف النساء يفهمن ما يعنيه فيروس الايدز على الوجه الصحيح ولا يعرفن ان الواقي الذكري يمكن ان يحميهن من انتقال الفيروس أو المرض. وفي 21 بلدا يسري هذا الجهل على الشباب ايضا.
واعترف تقرير الأمم المتحدة بأن تغيير سلوك الأشخاص عملية صعبة ومعقدة تنطوي على معرفة وحوافز وخيارات تتأثر بالمعايير الاجتماعية ـ الثقافية وتقدير الخطر بالمقارنة مع المنافع الآنية والنتائج اللاحقة. كما انها ترتبط بصنع القرار على المستوى الوطني والسلوك القهري واللاإرادي على السواء ، بحسب التقرير. ويتطلب تغيير السلوك موارد مالية ايضا. ويقول التقرير ان 5 في المئة فقط من تمويل حملات مكافحة فيروس الايدز في اشد البلدان تضررا به ذهبت الى برامج تغيير السلوك ، بما في ذلك تشجيع استخدام الواقي الذكري.
ولكن التقرير يؤكد ايضا الانجازات الكبيرة التي تحققت خلال السنوات الماضية في تقليل الوفيات والاصابات. وقال التقرير ان التضامن العالمي خلال العقد الماضي يواصل تحقيق نجاحات صحية استثنائية رغم ان مرض الايدز يبقى واحدا من أخطر التحديات الصحية في العالم. وهناك الآن 34 مليون شخص في العالم مصابون بفيروس الايدز وعددهم آخذ في الازدياد لأن العلاج بالعقاقير يزيد عدد الذين يبقون أحياء رغم الاصابة. وفي افريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، التي ما زالت المنطقة الأشد تأثرا ، يعيش نحو خمس البالغين مع فيروس الايدز.
وتنخفض معدلات الاصابة عالميا رغم انخفاضها ببطء شديد. وفي العام الماضي أُصيب 2.5 مليون شخص وهو رقم يقل 20 في المئة عن عدد الاصابات الجديدة في عام 2001. وسجلت منطقة الكاريبي وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى أشد الانخفاضات حدة.
وقال تقرير الأمم المتحدة ان اتجاهات الاصابة بفيروس الايدز تشكل مبعث قلق في بعض مناطق العالم. ومنذ عام 2001 ارتفع عدد الاصابات الجديدة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بنسبة زادت على 35 في المئة (من 27 الف اصابة الى 37 الف اصابة). وتشير الدلائل الى تزايد الاصابات بفيروس الايدز في اوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في اواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد ان ظلت ثابتة نسبيا لعدة سنوات.
وفي تسعة بلدان على الأقل هي بنغلاديش وجورجيا وغينيا بيساو واندونيسيا وكازخستان وقرغيستان والفيليبين ومولدوفا وسريلانكا كان عدد الاصابات الجديدة يزيد بنسبة لا تقل عن 25 في المئة بالمقارنة مع عام 2001.
وحقق العلاج بالعقاقير الذي كان البعض يقول انه متعذر في البلدان الفقيرة نجاحات ساحقة. فمنذ عام 1995 انقذ العلاج بالعقاقير الطبية 14 مليون شخص في بلدان متدنية ومتوسطة الدخل بينهم 9 ملايين شخص في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، كما جاء في التقرير. وفي عام 2011 سُجلت 1.7 مليون وفاة وهو عدد يقل بنسبة 24 في المئة عن عدد الوفيات في عام 2005.
وانخفضت الوفيات بنحو الثلث في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال الفترة الواقعة بين 2005 و2011 ولكنها ارتفعت بنسبة 21 في المئة في اوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وبنسبة 17 في المئة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وقال التقرير ان الاصابات الجديدة انخفضت بمقدار النصف في 25 بلدا من البلدان متدنية أو متوسطة الدخل. وفي ملاوي انخفض العدد بنسبة 73 في المئة وفي بوتسوانا بنسبة 71 في المئة وفي ناميبيا بنسبة 68 في المئة وفي زامبيا بنسبة 58 في المئة وفي زمبابوي بنسبة 50 في المئة.
وانخفضت الوفيات بسبب مرض الايدز في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى بمقدار الثلث خلال السنوات الست الماضية وارتفع عدد الأشخاص الذين يُعالجون بالعقاقير الطبية بنسبة 59 في المئة خلال العامين الماضيين ، بحسب التقرير.
وقال ميشال سيديبي رئيس برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الايدز "ان وتيرة التقدم تتسارع وما كان يستغرق عقدا يتحقق الآن في 24 شهرا". واضاف ان هذا دليل على "اننا بالارادة السياسية والمتابعة نستطيع ان نحقق اهدافنا المشتركة بحلول عام 2015".
كما اشار تقرير الأمم المتحدة الى النتائج الايجابية في مجال التمويل. ففي العام الماضي توفرت 16.8 مليار دولار بالمقارنة مع 22 الى 24 مليار دولار ستكون مطلوبة بحلول عام 2015 فيما بادرت البلدان الأشد تضررا بالمرض الى زيادة انفاقها على مكافحته. وفي عام 2011 ازدادت مساهمات البلدان متدنية ومتوسطة الدخل في مكافحة المرض من مواردها الخاصة لأول مرة على مساهمات المانحين الدوليين. ولكن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الايدز شدد على ان مساهمات المانحين ما زالت بالغة الأهمية للعديد من البلدان.