إضحك ....تضحك لك صحتك

إضحك قدر ما تستطيع يوميا وليس فقط في السادس من أيار في كل عام، لأن الضحك يبعد عن الهم ويخفف من ضغوطات الحياة.

بعد ان خصص السادس من أيار(مايو)يوما عالميا للضحك، احتفلت عدة مدن ألمانية بمشاركة أكثر من خمسين ألف شخص بالمناسبة، حيث تجمهروا في أماكن معينة وبدأوا بالضحك حتى من دون سبب وهو ما لاقى استحسان المشاركين الذين يريدون العام القادم عدم تفويت هذه الفرصة.

وقررت بعض المؤسسات الصحية تقديم حصص للضحك لاتلار ممارسة صحية، كما أنشأت اندية للضحك في برلين وهامبورغ وفرانكفورت وريغنسبورغ وميونيخ ومدن ألمانية أخرى.

تقول انيتا بوليونغ احدى المشاركات في هذه الحصص من يضحك من كل قلبه يشعر تلقائيا بالارتياح حتى ولو كان مزاجه سيء. وعندما لا تجد انيتا شيئا يضحكها فانها تنظر الى نفسها في المرآة وبعد ثواني تبدأ بالضحك.
ومع ان العلماء لم يتمكنوا من العثور على تفسير لسبب الشعور بالارتياح بعد الضحك لكن يعتقد البعض منهم ان مع الضحك تنشط هرمونات السعادة، فينتج الجسم هرمون السيروتونين وهو ناقل عصبي يلعب دورا في مزاج الانسان وهرمون دوبامين هو مادة تتفاعل في الدماغ لتؤثر على الكثير من سلوكيات الانسان إضافة الى هرمون اوكسيدوسين وهو يكثر عند الرضاعة ويعطي الرغبة لممارسة الجنس.

لكن ما ثبت للدكتور كارستين نيمتس من جامعة برلين الحرة ان الضحك عمل ليس بالسهل بالنسبة للجسم لكن ينشطه بشكل كبير. فاكثر من مائة عضلة في الوجه والعنق وعضلات جهاز التنفس وبين عضلات ضلوع الصدر تشارك في العملية، وفي الوجه لوحده هناك 40 عضلة تشكل هيئته، وكلما كان الضحك أعمق فان العضلات تتحرك أكثر من أعلى الى أسفل. ومن يقهقه او يحرك عضلات وجهه بشكل قوي عندما يضحك فانه يحرك في نفس الوقت عضلات الصدر وعانة العظام، فيدخل الى الرئتين المزيد من الاوكسجين.

ويعد الضحك ايضا تدليك للاحشاء يمكنه ان يخفف من مصاعب جسدية، ويستفيد المدخنون من الضحك لانه يخرج نسبة من النيكوتين في داخل رئتيهم. وعندما يضحك الانسان فانه لا يستطيع في نفس الوقت التفكير بأشياء أخرى ما يعني انه دخل في مرحلة تأمل مريحة، ويشعر باسترخاء عضلات الوجه بعد ذلك.

لكن ليس كل واحد لديه استعدادا للضحك بسبب شخصيته الجدية او ليس لديه ما يضحك، عندها يجب الاعتماد ما يسمى بيوغا الضحك، وهي حصص تعطى في معاهد متخصصة في المانيا. ففي الحصة يتم التمرين على تحويل الغضب التقليدي الى حالة من الاسترخاء ، ومن هذه التمارين الاعتياد على إغلاق الباب بهدوء بعد امساك المقبض وهذا ينطبق على من يغلق الأبواب بشدة وعصبية، ويكون هذا اول تمرين ضد العصبية. وممارسة تمارين من هذا النوع بانتظام تخفف من زيادة انتاج هرمون الادرينلين الذي يفرزه الجسم في حالة الغضب او التوتر ما يسهل تمارين الضحك.

والجدير ذكره ان مؤسس يوم الضحك العالمي هو الدكتور الهندي مادان كاتاريا عام 1988 بعد ان وجد ان الضحك ينتقل كالعدو حتى الى الاشخاص العابسين، وهو مفيد لمرضى ارتفاع ضغط الدم ويزيل التوتر العصبي ويقوي نظام مناعة الجسم، وأول لقاء كان في مدينة موباي الهندية في الـ 11 من شهر كانون الثاني( يناير) من نفس العام وشارك فيه 12 الف شخص من اندية محلية ودولية.
ومن ليس لديه الوقت او المال للمشاركة في حصص الضحك ما عليه سوى ممارسة ذلك بنفسه بتطبيق المثل الالماني القائل" من يبدأ نهاره بابتسامة او ضحكة صغيرة يكسب نهاره"، ولا يحتاج الا لبضعة دقائق ضحك على أي شيء. وقبل 40 سنة كان الناس يضحكون يوميا ثلاثة أضعاف الناس اليوم ، وهذا اثر حتى على الاطفال الذين يضحكون 400 مرة فقط وكانت المرات مضاعفة في السابق.