فوضى إقبال الجزائريين على المنشطات الجنسية يعرضهم للخطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انتقد أطباء تحدثوا لــ " إيلاف " ظاهرة البيع المفرط لدواء "الفياغرا" في الجزائر دون وصفة طبية، وقد بلغ دواء الفياغرا الخاص بالضعف الجنسي الموزع بالجزائر أكثر من خمس الدواء المباع ، وهو خطير من حيث التأثير على القلب والإصابة بالسكتة القلبية حسب هؤلاء.
تستورد الجزائر قرابة مليون وحدة من الأدوية الخاصة برفع مستوى الخصوبة الظرفية لدى الرجال مثل "الفياغرا" و"السياليس" و"الايتولاكس" بمعدل 350 مليار سنتيم سنويا. هذه الأدوية يستوردها مخبرين فقط في الجزائر هما فايزر و اليليلي , وجدوا في السوق الجزائري رواجا بمعدل 30 ألف علبة إلى 50 ألف علبة في الشهر . وأغلب الجزائريين المرضى يتهربون من الذهاب الى الطبيب و فحص عجزهم الجنسي ، فيلجأون إلى شراء هذه المقويات رغم ارتفاع سعرها ، لأنها بكل بساطة " تساعده على إثبات رجولته " في الحين وليس على المدى الطويل ، رغم أن المخاطر الناجمة عن تناول هذه الأدوية دون رقابة طبية قد يؤدي إلى الموت المفاجئ ، خاصة للرجال الذين يعانون من بعض الأمراض المتصلة بالضغط الدموي والقلب .
وتناول الفياغرا في الجزائرــ حسب الأطباء ــ يعتبر مشكلة اجتماعية قبل أن تكون اقتصادية. وكشف الدكتور محمد بليلي أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية لــ " إيلاف " أن "اثنين من أصل خمسة رجال الذين بلغوا 40 سنة فما فوق ، يعانون مشاكل جنسية ، وفي مقدّمتها الضعف الجنسي، مشيرا إلى أن "الظاهرة باتت تمس حتى من هم في سن العشرين ". وأضاف قائلا إنه "في الوقت الذي كانت تدرج فيه مشكلة العجز الجنسي ضمن الطابوهات المسكوت عنها في المجتمع الجزائري ، باتت حاليا متداولة بكثـرة ، مرجعا الفضل لوسائل الإعلام التي كسرت الطابوهات ، وجعلت منه داء مثل غيره من الأمراض التي تتطلب تكفلا طبيا " .
وفي السياق أشار بليلي إلى أن عشرات المرضى الذين كانوا يقصدونه سابقا من أجل مشاكل في حياتهم الجنسية ،كانوا يرفضون الحديث عن عجزهم ''بل تجدهم يثيرون مشاكل صحية أخرى، دون القدرة على البوح بالمشكلة التي جاؤوا عنده من أجلها''. و يؤكد الدكتور حاشي كريم رئيس الجمعية الجزائرية لأطباء المسالك البولية الخواص أن" 20 بالمائة من الجزائريين الذين بلغوا سن الخمسين أكثرهم يستهلكون بانتظام دواء الفياغرا ''.
وأشار ذات المصدر إلى " ضرورة وجود رقابة على تسويق هذا الدواء خاصة أن السوق الجزائرية تشهد توفر أدوية جنيسة مماثلة لا نعرف مصدرها ولا مكوناتها ومنشأها أن تشكل خطرا على صحة الإنسان''.
هذا و حذر في وقت سابق مخبر ''فايزر'' المستورد للمنشط الجنسي ''فياغرا'' من" الانتشار الواسع للفياغرا المقلدة على مستوى الصيدليات الموزعة في الجزائر، بدعوى أنها تؤثر سلبا على صحة متناوليها وغالبا ما تؤدي بهم إلى الموت ". و كشف نور خاطي مسؤول مصلحة الإنتاج الفيزيائي بذات المخبر عن وجود ما أسماه بمافيا تستورد ''الفياغرا'' المقلدة عن طريق الحقيبة ، اتسعت نشاطاتها في الآونة الأخيرة ، الأمر الذي صعب ــ حسب قوله ــ على الجهات الوصية مهمة اكتشاف تحركاتها والقضاء عليها.
وأوضح" بأن هذه الشبكة على اتصال مباشر مع الصيدليات من أجل تسويق منتوجها الذي تستورده من مختلف بقاع العالم و يصعب حتى على من هم أهل الاختصاص تحديد البلد المنتجلها" .
وقال ''هناك ورشات خطيرة تنشط في السر يترأسها مافيا الأدوية ، تنتج الفياغرا دون مراعاة كمية العناصر الكيميائية التي يجب احترامها في إنتاج قرص المنشط الجنسي ،كما أن لون العلبة في حد ذاته غير مطابق تماما للون الأزرق الأصلي للفياغرا ''.
الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للصيادلة الخواص بلعمري مسعود تحدث هو الآخر عن إغراق المغتربين أو من أسماهم بــ " تجار الحقيبة أو الشنطة" السوق بمواد صيدلانية مقلدة ، مستغلين ندرة بعض الأدوية التي تعرفها الجزائر ، محذرا الصيادلة من اقتناء المستحضرات المعروضة للبيع خارج الشبكات الرسمية ، مشيرا إلى أن " الدواء المقلد تجهل تركيبته وجرعاته وكذا أثاره الجانبية ،كما أن له تأثيرات سلبية على الصحة ويزيد من حالات التسمم " .
ويضيف بلعمري أنه " على الصيادلة التعامل مع الشبكات الرسمية المكلفة باستيراد وتوزيع الدواء، واحترام القوانين التي وضعتها الدولة في هذا المجال، لأن عدم احترامها قد يؤدي بالصيدلي إلى السجن أو غلق صيدليته أو حرمانه من ممارسة هذه المهنة ". من جهته أكد رئيس الجمعية الجزائرية للصيادلة ،فريد بلحمري أن "ظاهرة تسويق الأدوية المقلدة تمس أكثر من 40% من المواد الصيدلانية التي يتم استيرادها، مثل أقراص الفياغرا ،كما لوحظ وجود بعض المنتوجات الصيدلانية غير المنصوص عليها في القائمة الوطنية للأدوية عند الصيدليات يتم تسويقها، كالملصقات المضادة للتدخين، وكل أنواع الأدوية بدءًا بالبسيطة إلى المضادات الحيوية والأدوية المضادة للسرطان وضغط الدم، وأكد أن العديد من الصيدليات تعرضت في المدة الأخيرة إلى عقوبات مختلفة بسبب تسويقها تلك المواد ".
الدكتور بقات بركاني محمد قال " إن حالات الضعف الجنسي التي أصبحت تضرب بـ(فحولة ) حوالي 4 ملايين جزائري فوق الأربعين ، وينبغي أن تصنف في خانة الأمراض الصحية المنتشرة في الجزائر " داعيا وزارة الصحة أن" تضع مخططا صحيا للتحسيس والتوعية سيما أن بعض الرجال يعتبرونها طابوها من طابوهات المجتمع لا يصرح به حتى للطبيب ".
من جهته أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفسور مصطفى خياطي أن الإحصائيات الأولى لدراسة تحضّر لها هيئته، تشير أن 75 بالمائة من الجزائريين بين 50سنة و60سنة يعانون ضعفا جنسيا يصاحبه ضعف في الصحة البدنية لدرجة العجز الكلي عن ممارسة حياته الجنسية بصفة طبيعية ،وبعض حالات الضعف تؤدي لعقم نتيجة خلل في المخ والنخاع الشوكي المسببة لعدم طرح السائل المنوي أو القذف بصفة طبيعية. وحذر بشدة من عواقب ذلك حيث تشير بعض المعلومات من وزارة الصحة لوفاة 30 بالمائة من متعاطي المقويات الجنسية دون استشارة الطبيب ،بالسكتات القلبية.