فايسبوك...ماذا بعد تخطيه حاجز المليار مستخدم

في غضون ثمانية أعوام فقط زاد عدد المشتركين في فايسبوك على نصف مستخدمي الانترنت في العالم، ويسعى موقع التواصل الاجتماعي الآن الى استدراج النصف الآخر.

يريد فايسبوك الوصول الى كل شخص مرتبط بالانترنت سواء أكان يدخل الشبكة من كومبيوتر محمول في الولايات المتحدة أو آيفون في اليابان أو هاتف خلوي ذي تكنولوجيا بسيطة في أفريقيا. وتخترق شركة فايسبوك السوق تلو الأخرى لتحدي شبكات التواصل الاجتماعي المحلية بكسب السكان والتوجه الى أماكن ذات ارتباط محدود بالانترنت إن وجد مثل هذا الارتباط أصلا. وفي اليابان يسمح موقع فايسبوك لمستخدميه بإدراج فصيلة دمهم التي يعتقد اليابانيون انها مؤشر الى شخصية المرء وطبعه على غرار الأبراج المتعارف عليها في البلدان الأخرى. وفي أفريقيا يسوق موقع فايسبوك نسخة مبسطة تقتصر على النص من خدماته بحيث تعمل على هواتف ذات تكنولوجيا متواضعة المستوى.

ويتسم النمو العالمي بأهمية حاسمة لكي يحافظ موقع فايسبوك على تسيده بوصفه أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم. ويتعين على فايسبوك استدراج الأشخاص الى فتح حساب والتوثق من دوام شعبيته مع المستخدمين وإلا سيأتي من يطيحه عن عرشه. ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن نائب رئيس فايسبوك كريس كوكس قوله طنحن لسنا شركة تحاول اضافة مزيد من الأشخاص فحسب بل ان ما نسعى اليه هو بناء خدمة يستطيع كل فرد في العالم ان يستخدمها".

ولكن نمو فايسبوك خارج الولايات المتحدة أخذ يتباطأ بالمقارنة مع وتائره المتسارعة في السابق. وتمكن فايسبوك من اشباع غالبية الأسواق الكبيرة في أنحاء العالم حتى ان 80 في المئة من مستخدمي فايسبوك هم الآن خارج الولايات المتحدة.
ويعمل في مقر فايسبوك جيش صغير من الخبراء على مكاتبهم اعلام الدول لرصد نمو عدد المستخدمين في انحاء العالم. واحتفل العالمون في هذا القسم عندما تخطى مستخدمي فايسبوك احز المليار في أيلول(سبتمبر) الماضي ولكن لحظة الفرح مرت سريعا عندما عادوا يضاعفون جهودهم لنشر فايسبوك في انحاء العالم.

وتقول مديرة الانتاج نعومي غلايت (29 عاما) ان مستقبل فايسبوك يكمن في الأجهزة المحمولة لأنها الوسط الذي سيرتبط غالبية الأشخاص بالانترنت من خلاله في السنوات القادمة. ويعمل فايسبوك الآن على أكثر من 2500 نوع مختلف من الهواتف الذكية التي تساعده على ايجاد موقع في الأسواق الناشئة. وتقيم فايسبوك علاقات مع شركات الهاتف الخلوي في انحاء العالم. ولفريق غلايت الذين يضم 200 عضو وجود في مناطق نائية حيث يستخدمون هواتف ذات تكنولوجيا بسيطة ومخططات بيانية رخيصة.

ويعتبر فايسبوك شبه القارة الهندية بمثابة مختبر لدراسة قدرته على الانتشار في أسواق ناشئة أخرى مثل إندونيسيا, وازداد عدد مستخدمي فايسبوك في الهند من 8 ملايين في عام 2010 الى 65 مليونا اليوم. ويتوجه فايسبوك بقوة الى الشباب الهنود. ولكن فايسبوك يصوب أنظاره نحو جائزة أكبر تتعدى المئة مليون هندي الذين يستخدمون الانترنت الى أكثر من 900 مليون آخرين يستخدمون الهاتف الخلوي. ويتوقع محللون ان يزيد عدد مستخدمي فايسبوك في الهند على عددهم في أي بلد آخر بما في ذلك الولايات المتحدة بحلول عام 2015.

كما تتحرك شركة فايسبوك بنشاط متميز في روسيا وكوريا الجنوبية واليابان حيث يقل وجود فايسبوك عن 50 في المئة من مستخدمي الانترنت بحسب شركة كوكم سكور لأبحاث السوق. وقال رئيس فايسبوك التنفيذي مارك زوكربيرغ انه يريد ان يجد طريقا لدخول الصين ولكن غالبية المحليين يستبعدون ذلك حتى بعد التغييرات الأخيرة في قيادة الحزب الشيوعي الصيني. ويبدي كثير من المستثمرين اهتماما بخطط فايسبوك لاستثمار وجود مستخدميه الحاليين في تحقيق ايرادات أكثر من اهتمامهم بزيادة عدد هؤلاء المشتركين وخاصة في مناطق فقيرة من العالم حيث سيكون من الأصعب على فايسبوك تحقيق ايرادات. ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن المحلل براين ويسر قوله "هل يهم ان يصل العدد الى مليارين؟ الجواب كلا".

وقالت غلايت ان النمو ليس لعبة ارقام فقط وان فريقها يركز على توفير منتجات تشجع المستخدمين على ان يكونوا أنشط على فايسبوك ويمضوا وقتا اطول هناك. واضافت مديرة الانتاج في فايسبوك "ما زال ايماني راسخا بقوة الرؤية والتأثير الذي يمكن ان نمارسه. وما زلنا بعيدين عن تحقيق ما اعتقد ان بمقدورنا تحقيقه".