لايف ستايل

التدخين السلبي في العراق ... أصحابه مجبرين لا مخيرين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


يعاني المدخنون السلبيون في العراق من جراء استنشاقهم لدخان سجائر المحيطين بهم سواء في أماكن العمل أو في المنتديات الاجتماعية والكازينوهات والنوادي،كونهم مجبرين على التعرض لمضار لا مخيرين.

لم يعد باستطاعة الكثير من غير المدخنين في العراق تجنب المخاطر التي يسببها لهم جلسائهم من المدخنين على رغم اقرار قانون حظر التدخين في المؤسسات الحكومية وأماكن العمل والصالات والأجواء المغلقة. ويعود السبب في ذلك، الى عدم الالتزام بالتطبيق الناجح للحظر ، فعلى رغم ان القانون نجح في تخفيض أعداد المدخنين في المؤسسات الحكومية ، الا ان هناك من يرفض الالتزام بالقانون معتبرا التدخين قضية حرية شخصية ، كما ان البعض لا يطبقه عن قصد بسبب قلة الوعي .
عادات ضارة

ويشير حسن الجنابي الذي أقام حفلة عرس الاسبوع الماضي وحضرها عشرات المدعوين ان تقديم السجائر للمدعوين لا يزال عادة جارية في الكثير من المناسبات على رغم انه انحسر بعض الشيء مقارنة بالماضي. والجنابي الذي لا يدخن يصف الجو في قاعة الاستقبال بأنه كان ضبابيا ، من كثرة المدخنين ، الذين يستغلون هذه المناسبات لنفث سجائرهم في الهواء. والمثير للاستغراب في العراق ان غير المدخنين ، لا يبدون تبرما من استنشاقهم الدخان السلبي في الكثير من الأحيان ، مما يؤكد قصور الوعي لديهم او عدم اكتراثهم بما يجري .

ويعرّف الطبيب في أمراض الصدر حميد علوان التدخين السلبي بأنه استنشاق للدخان من مصادر تدخين الآخرين، وهو ما يسمى أيضا بالدخان غير المباشر. ويزداد تأثر التدخين السلبي في الأماكن المغلقة ليصبح تأثير التدخين على غير المدخنين قريبا الى مفعوله على المدخنين. علوان يشير الى ان تأثير الدخان على غير المدخنين يزداد في فصل الشتاء لان الناس تفضل الاجتماع في القاعات والأماكن المغلقة بسبب البرد .
ويصف علوان المدخنين السلبيين بأنهم ضحايا المدخنين الحقيقيين ، ويسميهم بـ "الضحايا الأبرياء" ، داعيا الى قوانين صارمة تمنع التدخين في الأماكن المغلقة . ويشير علوان أيضا الى ان الدراسات تبين أن العمل في مكان خال من التدخين يقلل من فرص الإصابة بالأزمات القلبية ومن مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.

التدخين في أماكن التجمعات

وتشير الباحثة الاجتماعية كوثر الجبوري الى ان تأثير التدخين السلبي بين العراقيين يبدو كبيرا بسبب قوة العلاقات الاجتماعية بين الناس الذين غالبا ما يجتمعون في لقاءات إجتماعية مثل التجمعات العشائرية والزيارات المتبادلة في الأفراح والأحزان ، وكذلك في المناسبات الدينية . وبحسب الجبوري فلازال العراقيون يقدمون السجائر للضيوف المدخنين الى جانب المأكولات جوالمشروبات، حيث يحضر تلك اللقاءات الكثير من المدخنين الذي ينفثون دخانهم في الهواء غير عابئين بوجود الضيوف والمدعوين من غير المدخنين بينهم. ومما يدل على انتشار ظاهرة التدخين في العراق ، الاعداد الكبيرة من باعة السجائر من الذين يفترشون الأرض إضافة الى المخازن والمتاجر التي تزخر بعشرات الأنواع من التبغ.

7.5 مليون مدخّن

وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت في عام 2011 ارتفاع عدد المدخنين في العراق إلى نحو 7.5 مليون مدخن، مبينة أن حجم الاستهلاك السنوي وصل إلى ما يقارب المليار علبة سجائر، تبلغ حصة كل فرد منها سنوياً 1200 سيجارة. ووضع سعد جاسم ( صاحب مطعم) إرشادات تمنع التدخين داخل صالة مطعمه ، الا ذلك لم يمنع الزبائن من التدخين ، اضافة الى انه لا يتدخل في منع الزبائن من التدخين مؤكدا انه يحرص على رضا الزبون قبل كل شيء . ويتابع: أي ضغط على الزبون في هذا الامر يتسبب في فقدانه . وتنص المادة 4 من قانون حظر التدخين في الأماكن العامة الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي مطلع شهر شباط (فبراير) الماضي ، على منع التدخين داخل مباني الهيئات الرئاسية والوزارات والدوائر والمؤسسات ، والمسارح ودور العرض والفنادق والنوادي والمطاعم وقاعات الاجتماعات ومكاتب العمل والأسواق ، بالإضافة إلى منعه داخل وسائط النقل.

ويقول أحمد القيسي الذي لم يدخن يومًا، إن حظر التدخين لم يطبق على أرض الواقع، داعيًا إلى معاقبة كل من يدخن في الأماكن العامة وإلى فرض غرامات بحق المدخنين. بائع السجائر باقر الجبوري، يرى أن تجارتها مازالت فاعلة، وهو مؤشر على ازدياد أعداد المدخنين. أحد ضحايا التدخين السلبي خميس شعلان الذي اصيب بالربو والحساسية، حيث بينت الفحوصات ان احد اسباب المرض الذي يعاني منه هو استنشاقه الدخان بصورة مستمرة . ويعمل شعلان في مقهى مغلقة في مدينة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) يمتلأ جوها على الدوام لاسيما في المساء بدخان النارجيلة والسجائر. وعلى رغم مرضه ، لا يزال شعلان يعمل وسط الدخان وروائح التبغ بأنواعها المتعددة ، لحاجته الماسة الى مصدر العيش. ويلفت شعلان النظر إلى كثرة الذين يدخنون النارجيلة التي تنتشر بين الشباب والفتيان، مؤكدًا أنها تحولت إلى موضة وأسلوب حياة يصر عليه البعض. ويقول شعلان في هذا الصدد ان معاناته كبيرة وهو يسعى الى البحث عن عمل آخر ، تجنبا لاية مضاعفات يسببها استنشاق الدخان. ويفتقر العراق في اغلب المدن الى مراكز علاجية وإرشادية تعالج وتكافح ادمان التدخين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف