مراكز التجميل والاسترخاء للرجال تزداد انتشارا في أوروبا

بدأت صالونات التجميل الخاصة بالرجال تتسع انتشارا داخل المدن الأوروبية بعد أن كانت مقتصرةعلى الأرياف والطبيعة.

لم يعد الاهتمام بالشكل والعناية بالبشرة مقتصر على النساء فقط، بل أصبح الرجال يخصصون مبالغ ضخمة من اجل الحفاظ على بشرة شابة، وبالاخص هؤلاء الذين يتطلب منهم الظهور دائما بمظهر حسن، كرجال الاعمال مثلا. وهذا المنحى دفع بالكثير من صالونات التجميل والعناية بالصحة الى وضع برامج مختلفة تتضمن عروضا كثيرة لبضع ساعات تستقطب السواح والمقيمين في ألمانيا تحديدا، حيث يستطيع أن يمضي السائح بضع ساعات فيها الكثير من الاسترخاء والتدليك والعناية بالبشرة والجسم.

لكن من هم الذين ياتون لقضاء نصف نهار بين ايدي خبير تجميل من اجل الحصول، ويطلق عليها اليوم برنامج " بيوتي دي؟
يقول خبير التجميل اللبناني الاصل امادو معيني لايلاف، انهم بالدرجة الاولى رجال أعمال وأصحاب المهن التي تتطلب تركيزا ذهنيا وفكريا مثل الاطباء والجراحين والمهندسين، ففهم يعيشون يوما مثقلا بالعمل ودائما تحت توتر بسبب متطلبات العمل. فهذا لا يؤثر فقط على الاعصاب بل وعلى البشرة وشكل الوجه الذي يجب ان يكون دائما ذو ملامح مريحة فهذه متطلبات العمل. وبسبب قلة الوقت لا يمكنهم في كل وقت القيام برحلة الى منتجعات بعيدة للتمتع بجو من الاسترخاء ، لذا جاءت فكرة تنفيذ البرنامج في صالونات تجميل خاصة، يحجزون فيها خمس او ست ساعات، وياتي معظهم في نهاية الاسبوع، أي يوم السبت او الأحد، والهدف الرئيسي منه استرجاع الطاقة الجسدية من جديد.

لكن ما الذي يحصل عليه الزبون وهو بين يدي خبير التجميل، يقول امادو: عادة نخطط مع الزبون ماذا يريد ان يحصل عليه في يوم " بيوتي دي " وفي هذا اليوم لا استقبل احد في صالوني لان الزبون بحاجة الى قسط وفير من الراحة، والى اجواء هادئة. ونحدد حسب رغبته موعد تناول الوجبات الخفيفة والشراب والاستراحة، وتتوزع الوجبات بين فترات عملية الاسترخاء والتجميل والتدليل ووضع الاقنعة . وتتكون الوجبات عادة من مواد غذائية مدروسة وانواع من عصير الفاكهة والخضروات الطازجة لتقوية الجسم.

ويبدأ برنامج العناية بالنفس والجسد والبشرة "بالمنيكور" اي تقليم أظافر اليدين والعناية بها، فتقلم وتبرد ويزال الجلد الناشف من حولها. والأمر نفسه يطبق على أظافر القدمين.

ولا يحرم الجسم بالكامل من البيلينغن، وهناك انواع مختلفة من المستحضرات منها الطبيعية كاملاح بحر الميت ومنها من العسل، وبعد وضع المستحضر يمسج الجسم بكيس خشن او كيس من الحرير من اجل ازالة الجلد الزائد. وهناك من يفضل عملية التكييس بالكيس الخشن كما الحال في الحمامات التركية. وتدوم العملية حوالي نصف ساعة، بعدها يدخل الزبون الى الحمام الذي يكون محضر له فياخذ دوشا ثم قسطا من الراحة ويتناول السلطات المختلفة وشراب الفاكهة او وجبة طعام خفيفة صحية.

وبعد الاستراحة يدلك كامل الجسم، وهنا ايضا يوجد العديد من انواع التدليك، تدليك استرخائي او تعضلي او تدليك طبي اذا كان مصابا بتشنجات عضلية او تدليك "شي تسو" وهو الضغط بالاصابع. لكن غالبا ما يخلط الخبير امادو عدة تقنيات للتدليك وتستغرق العملية ساعة، يترك الزبون مرة اخرى كي يستريح وتستريح عضلاته لمدة عشرين دقيقة على مقعد طويلا مريح مع موسيقى ناعمة. بعدها يتوجه الى غرفة اخرى ليجلس على كرسي مخصص لتجميل الوجه حيث يتلقى العناية الخاصة بالبشرة.

وأول ردة فعل للزبون تتمثل بقوله " أشعر بانني اصبحت انسانا آخر وما قمت به هو" شحن للبطارية" الجسدية كي تزداد طاقاتي النفسية والجسدية.

برنامج " يوم تجميل " ليس بالظاهرة الجديدة وكانت في السابق تحت اسم " بيوتي فارم"، اي منتجعات مخصصة لهذا البرنامج ، وتكون عادة خارج المدينة في اماكن تحيطها بها المناظر الطبيعية من اجل تمضية يومين او ثلاثة أيام بين أحضان الطبيعة وبعيدا عن ضوضاء المدينة، لكن وبسبب عدم وفرة الوقت لدى الكثيرين للسفر خارج المدينة أخذت صالونات التجميل تزداد انتشارا في المدن الأوروبية.