لايف ستايل

"دهب" مدينة من العهد القديم تجذب سياحة التخييم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


تعد مدينة دهب الساحلية إحدى أهم مناطق الجذب السياحي في السنوات الأخيرة، وذلك بما توفر فيها من بحر رائع يحتوي العديد من الشعاب المرجانية التي يفد السائحون للتمتع بمناظرها، وكذلك بما يتوفر فيها من التراث البدوي، الذي يظهر خاصة في الجزء القديم من المدينة، بالاضافة إلى وجود محمية طبيعية بالقرب منها تجمع بين البيئة البرية والبحرية، وكل هذا بالاضافة إلى انخفاض أسعارها بالنسبة إلى باقي المدن القريبة منها جعلها مكانًا مثاليًا، خاصة للرحلات الشبابية. لعشرين سنة مضت كانت مدينة "دهب"، الواقعة في جنوب شبه جزيرة سيناء في مصر، عبارة عن قرية صغيرة على خليج العقبة تحيط بها الجبال، يحترف أغلب أهلها صيد الأسماك، قبل أن تلتفت له الدولة، وتمنح العديد من التسهيلات للمشروعات السياحية، لتضم "دهب" أكبر عدد من المنتجعات السياحية، خاصة منخفضة التكاليف، مقارنة بمدينة شرم الشيخ القريبة منها، وتتحول لمدينة سياحية من الدرجة الأولى بشهادة الأجانب والمصريين معا، ويفد إليها عشاقها من كل مكان في العالم خاصة من شمال وغرب أوروبا لقضاء إجازاتهم على مدار السنة، بسبب ما تجمعه المدينة من بحر مياهه زرقاء صافية تجذب هواة الغطس من كل أنحاء العالم، وجبال شاهقة بديعة مع طقس معتدل وهواء نقي.تبعد "دهب" عن العاصمة المصرية القاهرة، 610 كيلومترات وعن مدينة شرم الشيخ 81 كيلومترا، وورد اسمها في العهد القديم، باعتبارها أحد الأماكن التي مر عليها اليهود في فترة التيه في سيناء تحت اسم "دى ذاهاف" أي الذهب، وهو الاسم الذي اكتسبته من لون رملها الذهبي الذي يميز شواطئها، وتنقسم "دهب" لثلاثة أقسام رئيسة، الحي القديم الذي يسكنه أهل البلدة ويسمى "العصلة"، وبجانبه أحياء أخرى بأسماء بدوية مثل المسبط والمشربة والزرنوق، وتنتشر فيه المقاهي ومتاجر المنتجات البدوية، والقسم الثاني في المدينة أسماؤه انكليزية، ويرجع ذلك لاكتشافها بواسطة الانكليز، وهو القسم البحري وأهم مناطق الغوص به هي"بلو هول" و"أيلاند" ، أيضا منطقة "الكانيون" والتي تعني الوادي الضيق، والقسم الثالث من المدينة فهي محمية ابو جالوم الطبيعي التي تضم مناظر طبيعية خلابة ويخيم فيها العديد من السياح.محمية ابوجالومتعتبر محمية ابوجالوم، واحدة من أجمل المحميات في مصر، فيها سلسلة الجبال العالية من الغرانيت تنتهي فجأة على سهل ساحلي ضيق أمام شعاب مرجانية غنية، وتتميز المنطقة بوجود كهوف تحت الماء يصل عمقها لما يزيد عن 100 متر ، والشواطئ والشعاب المرجانية الموجودة بها متنوعة الأشكال بما يجعل من المنطقة جنة لهواة الغوص، والوصول اليها يكون عن طريق الجمال حيث تبعد عن مدينة دهب بمسافة 7 كيلومترات، وغالبا تخيم افواج السائحين في المكان يومين أو ثلاثة ويشهد الليل في المكان حفلات فلكلورية بدوية، ويمكن مشاهدة الماعز الجبلي والثعالب والضباع إلى جانب العديد من الزواحف والعديد من أنواع النباتات في المحمية.المدينة القديمة"العصلة" هي الجزء ذو الطابع البدوي في دهب، ولها طابع مميز بالبساطة جاذب للسياحة، وتنتشر فيه متاجر المنتجات الفلكلورية البدوية، والعديد من الكافيهات والمطاعم، إلى جانب بعض الاثار الموجودة في المنطقة مثل ميناء دهب الواقعة على خليج العقبة الذي أنشئ بواسطة "الأنباط" في القرن الثاني قبل الميلاد، ويتكون من شكل مستطيل واثنين من ابراج، كما شيدت بها الحملات الصليبية قلعة لاتزال بقاياها واضحة حتى الآن تسمى قلعة كورال، ويطلق عليها المصريون قلعة صلاح الدين، وهناك عدد كبير من أماكن التخييم حيث يأتي السائحون بخيامهم وينصبونها بالقرب من الشاطئ، وهناك ايضا أماكن عدة على طراز الأكواخ البسيطة المصنوعة من الخوص والبامبو.سر شهرة دهبفي المنطقة الثالثة سر شهرة "دهب" وتميزها، حيث يوجد بها مناطق الغوص المميزة ، مثل منطقة "بلو هول"، التي تمثل حفرة عميقة في وسط البحر تكونت في زمن قديم نتيجة اصطدام نيزك بالأرض لتتكون حفرة عمقها مائة متر وقطرها خمسون ، و اكتسبت اسم الازرق من لون المياه، ويأتي إليها الغواصون المحترفون من جميع دول العالم، لكونها تعد مغامرة بالنسبة إلى أي منهم، وهناك مناطق عديدة تصلح لتعليم الغوص للمبتدئين مثل منطقة "لايت هاوس" او الفنار، والتي تعد منطقة مثالية لركوب الأمواج والقوارب الشراعية، في ظل إحاطة المنطقة بالجبال وتغير الضغط بينها بشكل كبير، بما يخلق رياحا قوية، وهناك نوع من الغوص في هذه المنطقة يسمى الغطس السطحي، الذي لا يحتاج فيه الغواص للنزول تحت الماء ولكنه فقط ينزل رأسه اثناء عومه، بعد لبس النظارات وأنابيب التنفس السطحية، ويرى روائع الشعاب المرجانية وأفواج الأسماك الملونة الصغيرة، التي تسبح في هدوء بين الغواصين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nice
tala -

جميلة هذه المدينة شكرا للكاتب.