لايف ستايل

ظروف عديدة وراء شحّ السياحة الرمضانية في فلسطين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دفع العديد من العوامل في فلسطين إلى شح السياحة الرمضانية بشكل عام ويعود ذلك بحسب مواطنين ومختصين إلى الظروف الاقتصادية الصعبة وكذلك تطورات الأوضاع الميدانية واعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين والإكثار من العبادات والزيارات الاجتماعية.يرى العديد من المواطنين في فلسطين أن عوامل عديدة تقف وراء ضعف السياحة الرمضانية ويعود ذلك إلى الكثير من الأسباب. وبحسب الذين التقتهم "إيلاف" فإن أبرز تلك الأسباب يعود إلى أن المجتمع الفلسطيني يعد مجتمعا مسلما وبالتالي فإن الأولوية في شهر رمضان هي الإكثار من العبادات وارتياد دور العبادة، فيما دفع البعض لاعتبار أن الظروف الاقتصادية هي التي تتسبب بتدني الحركة السياحية في المحافظات الفلسطينية.شح في أماكن السياحةوراح البعض للتأكيد على أن إجراءات سلطات الجيش الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين المتكررة لها دور كبير في تردد الكثيرينفي التنقل بين المحافظات، وعزا آخرون إلى أن شهر رمضان يعد شهر الخير والتقارب الأسري على حساب السياحة.ورغم الظروف والأوضاع السابقة، أكد مواطنون أنهم يسعون دوما للذهاب إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس إلا أن إجراءات السلطات الإسرائيلية تحول دون ذلك، الأمر الذي ينعكس بدوره على الحركة السياحية في المدينة. وأكد الشاب أحمد نصار، أن شح الأماكن السياحية ينعكس بدوره على السياحة الرمضانية في فلسطين، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الظروف الاقتصادية الراهنة وغلاء الأسعاريقفان في كثير من الأحيانوراء الحد من خروج المواطنين للسياحة والتنزه. من ناحيته، قال سامر سمارو: "باعتقادي لا يوجد شيء اسمه سياحة دينية وإنما شعائر وعبادات، وداخل الوطن كل المساجد تتساوى من ناحية الأجر والثواب باستثناء المسجد الاقصى".وأكد سمارو أن فلسطين تعد أرض الرباط لا سيما في المناطق الدينية المهددة بالمصادرة حيث لا يمكن اعتبار الدين الإسلامي أثريا ولا تعد أماكن العبادة مناطق سياحية ولا إقامة الشعائر الدينية سياحة دينية.بدورها، أكدت المواطنة سناء الخليلي، أن المسجد الأقصى في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل يعدان من أقدم وأشهر المعالم السياحية والدينية، معتبرة أن زيارتهما والتوجه لهما تعد من ضمن الشعائر الدينية وتدخل في باب السياحة.وبخصوص السياحة في المحافظات الفلسطينية، أكدت أن كل محافظة تحتوي على بعض المواقع والأماكن ذات الجذب السياحي وعادة ما تكون المواقع القريبة هي المفضلة بالنسبة لمواطني كل محافظة. وعلى صعيد نابلس، أوضحت الخليلي، أن المتنزهات كمتنزه سما نابلس، ومنتزه العائلات وبعض المنتجعات والقاعات والمقاهي والمطاعم تعد مكانا سياحيا داخليا وبالنسبة لأهلنا القاطنين في الأراضي المحتلة عام 1948.ويرى زياد نادر، أن المواقع السياحية في فلسطين نادرة وقليلة، وتقف عوامل عديدة وراء شحها من بينها الواقع الاقتصادي وظروف الاحتلال. بدوره، أكد المواطن أحمد تنوح، من بيت لحم في حديث "لإيلاف" أن السياحة في مدينة بيت لحم تكون على مدار العام ولا تقتصر على شهر دون غيره.وفي ما يتعلق بالسياحة الداخلية، بين تنوح، أن هناك حركة على المنتجعات والمطاعم والمقاهي. من جهتها، أكدت، رنين صوافطة من مدينة طوباس، أن العبادات وأداء الواجبات تعد الأكثر في شهر رمضان عن غيرها، وتأتي بعدها زيارات الأهل واللقاءات الأسرية.إقبال على طوباسوبخصوص السياحة والحركة في طوباس، أوضحت أن طوباس تعد مركز التقاء لعشرات التجمعات والقرى وتشهد حركة نشطة خلال شهر رمضان من قبل المتسوقين.وأكد الإعلامي والناقد الاقتصادي طلعت علوي، في لقاء مع "إيلاف" أن السياحة الرمضانية في المحافظات الفلسطينية تعود إلى إلى هذه المحافظات حيث تمتاز كل محافظة بخصوصية عن غيرها.واعتبر علوي، أنه لا مجال للخلط ما بين السياحة والدين أو العبادة، وبالتالي لا يمكن اعتبار أداء العبادات في المسجد الأقصى من باب السياحة الدينية. وفي ما يتعلق بزوار المحافظات من الأهل في المناطق المحتلة عام 1948 ومدى نشاط حركتهم برمضان وهل تعد من باب السياحة الرمضانية، أوضح أن هذه السياحة تعد سياحة وطنية داخلية بمختلف أبعادها.الأوضاع الاقتصادية وانعكاساتهاوبخصوص الأوضاع الاقتصادية والظروف الراهنة وانعكاساتها على الواقع السياحي، أكد أن هذه الظروف تنعكس على طبيعة الحركة السياحية. وفي ما يتعلق بآلية الخروج من هذا الواقع، قال علوي: "الوضع غامض ولا أفق بسبب سياسات الحكومة". وبحسب ما يراه البعض نشاطا للحركة السياحية الداخلية باتجاه المقاهي والمطاعم والقاعات، بين أنه نشاط اعتيادي خاصة في ليالي الصيف ولم تقتصر على رمضان فقط. وأوضح أن طرق وآليات الإنفاق لميسوري الحال لا ترتبط برمضان عن غيره فمن يتوفر لديه المال يمكنه أن يسرف برمضان أم بغيره.من جهة أخرى، اعتبرت الأخصائية الاجتماعية سلوى حماد، أن رمضان في فلسطين كغيره من المجتمعات العربية والإسلامية تشتهر فيه العبادات والواجبات كالزيارات الاجتماعية واللقاءات الأسرية.وبخصوص السياحة والتنقل والوضع العام، أكدت أن العامل الاقتصادي يقف عائقا أمام كثير من الأسر التي ترغب في قضاء أوقات الإفطار والسهرات الرمضانية خارج المنازل. ولفتت إلى أن العديد من الأسر أو النساء على وجه الخصوص تعتمد شاشات التلفزة بعد العبادات برمضان كونها أوفر وأقل تكلفة وتقدم برامج متنوعة ما بين دينية وأخرى اجتماعية. وأكدت أن ظروف الاحتلال والعقبات تحد من تنقل المواطنين بين المحافظات، مؤكدة أن واقع فلسطين يختلف عن غيره من الدول.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف