لايف ستايل

سيدي يحيى بنيونس الذي وحد بين أهل الديانات الثلاث

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هوالولي"الحامي للمدينة والمدافع عنها" حتى وهو راقد منذ زمن في قبره، هذا ما بقي راسخا في أذهان واعتقاد أهالي مدينة وجدة المغربية (حوالي 500 كلم شرق الرباط) أين يتواجد ضريح الولي الصالح سيدي يحيى بن يونس على بعد حوالي ستة كيلومترات شرق المدينة، لذلك، اعتادوا زيارته كل يوم جمعة طلبا لبركته.

من المفارقات العجيبة أن الولي سيدي يحيى بنيونس، استطاع، حتى وهو في قبره، أن يوحد بين المنتسبين للديانات الثلاثة، اليهودية والنصرانية والإسلامية بعد أن دأبوا على زيارتهويتبركون به وكل منهم يدعي انتماءه إليهم، ليجمع الولي في آن بين الـ"حواري"والـ "قديس"والـ "ولي".

بركة الولي و...غضبه !

يحكي عبدالقادر كتــرة، أستاذ متقاعد، من أبناء مدينة وجدة لـ "إيلاف"عن هذا الولي الصالح: "كان نذرا على سكان المدينة والقبائل المجاورة لها من المغرب ومن الجزائر الشقيقة أيام كان الشعبان شعبا واحدا، تنظيم موسم سيدي يحيى (أو ما يصطلح عليه محليا باسم الوعدة)، صيف كل سنة تبركا بالولي، ويذبحون العجول والجديان لأجل ذلك.وكانت تقام الحفلات من الفلكلور المحلي برقصات العلاوي والنهاري ومسابقات الفرسان وليالي "كناوة"و"عيساوة"(عبارة عن شطحات صوفية) تبركا بمكرمات الولي الصالح، ورغبة في طلب حمايته لهم بما يحمله من هالة وقدسية لديهم."

ويذكر عبد القادر، وفق روايات بعضهم: "من الغرائب أن قبره موضوع على خط زاوية قائمة مع خط القبلة (رجلاه في اتجاه القبلة)بعكس قبور المسلمين، لكنلا يوجد جثمان بالقبر بتاتا." ويروي الأستاذ المتقاعد كيف أن الأمهات حينما كن يتأهبن لزيارة الولي الصالح سيدي يحيى برفقة أبنائهن الصغار: "كنا صغارا نذهب مع أمهاتنا لنزور الولي سيدي يحيى بنيونس، فكن يحفرن القبر ويأخذن منه بعض التراب ويطلينه على صدورنا، بل كان منهن من يطعمن شيئا منه لأطفالهن لنبرأ أو حتى لا نصاب بمرض.وكلما فرغ القبر من ترابه يقوم "لمقدم"(مسؤول عن الضريح) بملئه وهكذا دواليك..."

لا زالت أذهان الأهالي عالقة بما حدث صيف سنة 1963، خلال موسم سيدي يحيى،حين أصيب عدد كبير من الناس بإسهال كبير إثر تناولهم وجبات الكسكس التي يتم تحضيرها بالمناسبة،حيث تحول الموسم إلى ما يشبه التراجيديا.إلا أن تفسيرا للواقعة شاع خلالها يقول بغضب الولي الصالح سيدي يحيى على سلوكات بعض الناس، حينها، التي كانت تمس الحياء والحشمة، فكان أن عاقبهم الولي بذلك ورفض "طعامهم"، كان ذلك في مغرب كان خارجا لتوه من الاستعمار وفي بدايات بناء استقلاله، ولم يكن باستطاعة احد أن يفسر للناس أن ما حدث إنما ناتج عن تسمم غذائي صادر عن زيوت المائدة الفاسدة.

وحد اليهود والمسيحيين والمسلمين

وحسب رأي الجامعي الباحث في التاريخ محمد لغرايب، فإن الولي الصالح سيدي يحيى يعتبر من بين أقدم الأولياء في مدينة وجدة، وهو ما يفسر الاختلاف الحاصل حول أصله. وقال الباحث ل"إيلاف": "اجتمعت في الانتساب إلى هذا الولي كل من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وكل هاته الطوائف الثلاث لا تجد غضاضة في الانتساب إليه." وأشار الباحث أنه إذا كانت الطائفة اليهودية مع الطائفة النصرانية خلال الحقبة الاستعمارية التي مر منها المغرب في خلاف، فإن سيدي يحيى هو الذي كان يجمع بين اعتقاد كل واحد من هاته الطوائف الثلاثة أو أنه ينتمي أو تنتمي إليه."

وأضاف الباحث: "يرفعه اليهود إلى ما يسمى سيدي يحيى بن موسى بالنسبة إليهم، فيما ينسبه النصارى إلى يحيى المعمدان، أما بالنسبة للمسلمين، فإن سيدي يحيى، باعتباره وليا صالحا، فإنه يدخل ضمن نوع من الثقافة التي كانت سائدة لديهم في نسبة كل الأولياء الصالحين إليهم"، لهذا، نجد أن الولي سيدي يحيى بنيونس هو الولي الذي استطاع أن يحظى بكتابات الأوروبيين وكذلك بالنسبة للمسلمين حيث لا يخلو كتاب من كتب التاريخ حول المغرب عامة من ذكر سيدي يحيى، يضيف الباحث.

وذكر الباحث لـ "إيلاف" أن البعض يرجع العهد الذي عاشه الولي سيدي يحيى إلى المسيح عليه السلام والقول بأنه أحد حوارييه الذين وصلوا إلى المغرب قادما من المشرق. وأوضح: "ما كان يدعم هذا الطرح هو عدم وجود وثائق تدل على ذلك عدا المغارة المتواجدة بالقرب من ضريحه "مغارة الحواريين" قبل أن يحور الاسم على لسان العامة "غار الحوريات" في نفس الوقت بالنسبة إلى اليهود أن هذا الولي الذي كانت له مكانة علمية كبيرة في الأندلس جاء إلى هاته المنطقة وهو في طريقه إلى مصر ولكنه توفي فيها."

ويؤكد الباحث الاعتقاد الذي كان: "أن من بركاته أنه هو الذي كان يحمي مدينة وجدة من الأسود ويحميها من المهاجمين، كما أن هناك اعتقادا أنه عندما أراد أن يتوضأ استعدادا للصلاة قام بعملية الحفر الذي فجرت نبع الماء الذي أوجد الواحة المسماة عين سيدي يحيى. ويرى أن تلك المعطيات "هي التي جعلت جميع الديانات الأخرى تلتف حوله كولي صالح واعتاد المنتسبين إليها على منحه هبات من أجل المحافظة عليه."

من جهة أخرى، يورد كتابrdquo;طقوس الأضرحة والأولياء اليهود بالمغرب" لمؤلفه اليهوديrdquo;بن عميrdquo;أن الولي سيدي يحيى بن يونس يعتبر من بين 36وليا الذين يتصارعهم اليهود والمسلمون، مشيرا إلى وجود 126وليا يشترك المسلمون واليهود في زيارتهم بين أولياء يهود يزورهم المسلمون وأولياء مسلمون يزورهم اليهود وأولياء يتصارعهم اليهود والمسلمون من بينهم سيدي يحيى بن يونس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحمدلله
عراقي -

الحمدلله ان قبره ليس في مالي او ليبيا لكانوا قد نبشوه من زمان.

الحمدلله
عراقي -

الحمدلله ان قبره ليس في مالي او ليبيا لكانوا قد نبشوه من زمان.