كيف يتعامل مصمّمو الأزياء مع صعود الإسلام المتشدّد؟

قلب الربيع العربي الصورة رأسًا على عقب في بعض الدول العربية، ولمع نجم التيارات الإسلامية، ما أحدث تغييرات جذرية في شتى الميادين الفنية، لا سيّما تصميم الأزياء.

_______________________________________________________

أسامة عبد الله: أشعر بقلق كبير على الفن والموضة

يشعر مصمم الأزياء أسامة عبد الله بقلق كبير من التطورات التي يشهدها المجتمع، موضحاً ان عالم الموضة وتصميم الأزياء ليس بخير في مصر حالياً، مشيراً الى أن غالبية زبائنه قد إختفوا من الثورة، خصوصاً وأنهم من الطبقات الراقية وزوجات رجال الأعمال والمسؤولين الذين بات يُطلق على غالبيتهم لقب "فلول".
لكنه أكد أنه لم يغير من تصاميمه بعد وصول التيار الإسلامي للحكم، لأنه يراعي، منذ بداية مشواره في عالم التصميم، أذواق النساء المختلفة، بحيث لكل منهن إختياراتها.
لذا فهو يطرح تصاميم السهرات المفتوحة التي تعلن عن مفاتن المرأة، وفي الوقت نفسه يقدم الأزياء المحتشمة الخاصة بالمناسبات المختلفة التي تلائم المحجبات. كون هذه الشريحة باتت تمثل نسبة كبيرة في مصر والوطن العربي منذ مدة طويلة.

وأضاف المصمم أسامة عبد الله:"تنقسم المجموعة التي أقدمها في كل موسم، الى قسمين متساويين. قسم مخصص للمرأة المتحررة، وقسم للمرأة المحجبة. ومن الممكن أن ترتدي المرأة المحجبة فساتين وتصاميم في غاية الأناقة، يتم تصميمها وفقاً لما يتلاءم مع شخصيتها، ذوقها وشكل جسمها. وأنا أنصحها بعدم إرتداء الفساتين المكشوفة مع الحجاب مستعينة بما يسمى الـ"بادي" أو أي قطعة أخرى لتغطية الأماكن المكشوفة من الفستان. فهذه الطريقة تشوّه الفستان وتعتبر جريمة في حق الأناقة وظلماً للحجاب، ونصيحتي هنا أن تختار التصاميم التي صُممت لتتلاءم مع الحجاب، ولا مانع من أن تضيف إليها بعض اللمسات الخاصة لتبدو طلتها مواكبة للعصر، أنيقة ومميزة.
وأنا كمصمم غالباً ما ألجأالى بعض الحيل لتقديم فستان مناسب للمرأة المحجبة، يجعلها تبدو مواكبة للعصر لكن دون أن يتناقض مع حجابها، كإضافة وردة مثلاً أو اكسسوار معين أو طيات من القماش نفسه في الاماكن التي تظهر فيها بعض العيوب في الجسم".

هاني البحيري: التصاميم البسيطة تجعل المرأة المحجبة أكثر أناقة

أما مصمم الأزياء هاني البحيري فقال: "أراعي دائماً في تصاميمي صناعة الفستان الذي يناسب العدد الأكبر من النساء. فالفستان المفتوح من على منطقة الصدر أو الظهر أصنع معه شالاً ينسجم مع شكله والوانه ليناسب اللواتي يرغبن في ارتداء فستان مفتوح يبرز المفاتن الأنثوية، ويناسب أيضاً اللواتي يبحثن عن فستان جميل ومحتشم في الوقت نفسه".

وتابع قائلاً: "أشعر بالإنزعاج كثيراً، عندما أشاهد فستاناً من تصاميمي، تضطر من ترتديه اللجوء الى شال تختاره بنفسها، أو أي قطعة أخرى ليبدو أكثر إحتشاماً، ما يجعل شكله غير جميل أو غير مناسب للتصميم نفسه. لذا اقوم بنفسي، ومنذ مدة طويلة، بتصميم شال لكل فستان، وليس بعد وصول الإسلامين الى الحكم.
وأقول حقيقة انني لم أضطر الى تغيير الكثير من تصاميمي بعد التطورات التي حدثت في المجتمع بعد الإنتخابات الرئاسية. وأجد من الضروري ان تلجأ المرأة المحجبة الى الفساتين المحتشمة المخصصة للمحجبات، لأنها تكون مصممة بما يتلاءم مع الحجاب، وليس اللجوء الى الفساتين المكشوفة وتحويلها الى فساتين ملائمة لحجابها".

وأشار البحيري الى وجود تصاميم كثيرة تستهدف المرأة المحجبة، وصُمِّمت من أجل جعلها أكثر أناقة وجاذبية وعصرية، مشدداً على مراعاة عنصر البساطة في التصاميم المخصصة للمحجبات.
ولهذا هناك الكثير من التصاميم المناسبة للحجاب دون الإساءة لشكل التصميم بل على العكس هناك أفكار مميزة جدا تناسب الحجاب ولكن الأساس فيها هو البساطة حتى يراعى ألوان الفستان مع ألوان الحجاب ولابد من البعد عن الاقمشة المنقوشة بشكل بارز في الحجاب إذا كان الفستان منقوشا أو فيه تفاصيل كثيرة
ففي الغالب يكون الحجاب السادة المصنوع من الأقمشة والألوان المميزة مناسبا للسواريهات