لايف ستايل

الكآبة بين العراقيين .. غياب المصحات واستهتار بالمرض

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعطّل مرض الاكتئاب في العراق الكثير من المصابين به عن أعمالهم محولا إياهم الى أفراد سلبيين ويائسين من الشفاء، لاسيما وان المرض لا يُكتشف مبكرا ، ويكون قد وصل المرضى الى حالة ميئوس منها بحيث يعجز فيها الأطباء عن علاجهم.

بغداد: بسبب عدم اهتمام الشخص نفسه في علاج حالته، إضافة الى غياب المصحات الاجتماعية التي تؤهل المريض صحيا ونفسيا وإجتماعيا ، فان المصابين بالكآبة في العراق أضحوا عاجزين عن القيام بأدوارهم الاجتماعية والأسرية مما يدفع بهم الى الانعزال عن المجتمع ، والرغبة في الانتحار ، وعدم التفاعل مع أفراد الأسرة ويميل بعضهم الى الانطواء والرغبة في البكاء والنظرة السوداوية للحياة والتشاؤم وغيرها من أعراض الاكتئاب.

وبسبب حالة الاكتئاب التي يعانيها ، انتحر الشاب علي سويدان (25 سنة) في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد)، بإطلاق النار على نفسه، حيث يشير شقيقه عصام الى ان الأسرة كانت تتوقع انتحاره في أي لحظة لاسيما وانه لم يعالج منذ نحو خمس سنوات . ويعتقد عصام ان احد الأسباب التي سببت في ارتفاع حدة الكآبة لدى علي ، عدم تفهم المجتمع له ، ونعته بصفات المرض حيث كان يسمعها كل يوم .
ويتابع: يصدر ذلك في الغالب من قبل الفتيان والأطفال الذين ما ان يجدونه وحيدا في الشارع حتى يسرعوا في إيذائه. ولم تجد أسرة عصام مصحا نفسيا يستعيد فيه علي صحته النفسية ويستعيد بعض من أسباب التشبث في الحياة لكن ذلك بدا صعبا أمام عدم توفر المصحات المختصة.
ويعاني الكثير من العراقيين من الأمراض النفسية لكن قلة الوعي وعدم الاهتمام بالمعالجة يؤدي الى تراكمات تسفر عنها محاولات انتحار او عمليات قتل او نزاعات. وبحسب منظمة الصحة العالمية ، فان اكثر من ستة ملايين عراقي يعانون أمراضاً نفسية.

استهتار بالمرض

الباحثة النفسية سمية عريان ، ترى ان المواطن العراقي لا يعبأ لحالته النفسية ، بالقدر الذي يعبا فيه للأمراض العضوية ، ويعتبر الاهتمام بذلك من قبيل الترف . وتضيف: لهذا ينحسر دور الطبيب النفسي في المجتمع، بل ان البعض يأنف من مراجعته لئلا يُتّهم بالجنون . وافتتحت سمية عيادة نفسية عام 2007 لكنها اضطرت الى إغلاقها، بسبب قلة المراجعين ونقص الوعي في تفهم العلاج وطرقه الحديثة التي تتطلب تعاونا كبيرا من المريض. وبحسب سمية فان العلاجات النفسية في العراق تقتصر في الغالب اليوم على المهدئات، التي تجعل من المريض في بعض الحالات مدمناً.

وينص قانون الصحة النفسية العراقي على توفيرالامكانيات والأساليب ووسائل العلاج الخاصة بالمرضى النفسيين ، لكن الواقع يشير الى ان أغلب مدن العراق تنقصها مراكز العلاج النفسي ، كما ان البلاد لا تحوي سوى ثلاثة مستشفيات نفسية ، وهي الرشاد، و ابن رشد في بغداد، وسوز في السليمانية. وبسبب غياب العلاجات ووسائل الترفيه فان الكثير من الضغوط النفسية اليومية تترسب في نفس الفرد ، بحسب سمية ، لتتحول الى أمراض نفسية خطيرة اذا لم تتم معالجتها في الوقت المناسب .

أسباب الكآبة

وترى سمية ان أسباب الكآبة بين العراقيين كثيرة ، وأول خطوة في هذا الصدد هو الشعور بالإحباط . وتكشف سمية عن ان هذا المرض متفشي بين العراقيين منذ بداية الثمانينيات ، إلا انه اليوم أكثر وضوحا بسبب الحرية النسبية التي يتمتع بها الفرد وزيادة الوعي إضافة الى ما تعلنه وسائل الاعلام .

الباحث الاجتماعي سليم حنون يقول انه مثلما تزيد الكآبة الحروب فان رياح التغيير بعد العام 2003 لم تفلح في تقليل نسبة المصابين بهذا المرض. ويتابع:على العكس من ذلك ، اذ ان أغلب العراقيين مصابون بالإحباط اليوم مما آلت اليه الامور بل ان بعضهم يقول لك انه فقد الأمل في الاصلاح. في حين انه قبل العام 2003 كان ينتظر تغييرا يخلصه من الوضع السياسي والاقتصادي المتردي نتيجة الحصار والعقوبات .
يقول رحيم الاسدي في هذا الصدد، انني مصاب بالكآبة فعلا حتى وان لم يتم تشخيص مرضي ، ويشترك معي الكثير من العراقيين ، لاننا لم نعد ننتظر تغييرا يقضي على الفساد والفوضى .

ويتابع : كان أملنا الوحيد هو الانتخابات وتبين انها ستتمخض عن ذات الوجوه او ربما وجوه أخرى لكن بنفس الروح والنمط السائد. وفي عام 2005 كان جلال حميد، ضحية مرض الكآبة بعدما احتجزته ميليشيات في شارع الشيخ عمر في بغداد، واضطر أهله الى الانتقال بسبب العنف وقتها الى مدينة المحمودية ( 15 كلم جنوب بغداد) ، ليتحول حميد الى شاب خائر القوى يسعى الى الانتحار والبكاء في الكثير من الأوقات.
وسعت عائلة حميد الى علاجه عبر أطباء عراقيين فلم تنفع معه كل المحاولات ، وفي العام 2010 ، سعت عائلته الى علاجه في إيران على يد أطباء أخصائيين لكن حالته لم تتحسن. وتقول والدة حميد : توقفنا عن محاولات علاجه وبقيت محاولاتنا تقتصر على تزويره بيوت الأمة والصالحين عسى ان تتحسن حالته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السياسيين هم السبب
سالم -

الشعب العراقي يحتاج الى اطباء نفسانيين لانقاذه من الاحباط والشيزوفرينيا التي المت بهم منذ عقود طويله بسبب المجرمين القوميين والبعثيين الذين اذاقوه الامرين واشبعوه تنكيلا وارهابا وحروبا.وبعد السقوط تفائل الناس خيرا بالحكام المتحاصصين الجدد,واذا بالناس يحبطون مجددا لان من انتخبوهم تصارعوا فيما بينهم ليس لخدمة الشعب بل على المغانم الذاتيه ولازالوا يصرون على عدم تقديم أي منجز سوى الوعود والسراب واللغو,وعمدوا الى ترهيب الابرياء بالمفخخات والكواتم لغرض الاستمرار بالتسلط والسيطره عليهم بينما هم ينهبون حقوق المظلومين مما رزق الله بشراهه عجيبه.

الكابة ظاهرة تتجذر فينا
ميسون المالحي-فلسطين -

وماذا بقي لنا نحن الشعوب العربية غير الكابة والحزن والغضب؟؟ ودولنا تسقط امامنا في وحل الدم والعنف والارهاب والتفجيرات ا لواحدة تلو الاخرى وماذا ورثتنا الدكتاتوريات غير الفساد والمديونية والفقر والتخلف والمرض؟؟ كان الدكتاتور منهم يتغنى بالوطن والمواطن وانجازاته غير الموجودة الا في وهمه واكتشفنا انه في بداية اهتزاز عرش الحاكم ان دولته هشة وان مدنه هي مدن ملح وان لا وحدة وطنية ولا انجازات ولا جامعات محترمة ولا علاج ولا سكن كل شئ منهار وبعد كل هذا القهر فما يتبقة لنا غير الاكابة التي تتجذر فينا يوما بعد يوم

40 عاما
Avatar -

وما نتوقع غير ذلك ........40 عاما وكثر من ويلات الحروب

يا دكتورة سمية
عراقي كلداني -

يا دكتورة سمية العراقيين في الثمايننات كانوا من اسعد شعوب العالم لا اعرف من اين اتيتي بهذه المعلومة عن الكأبة بدات عندهم في ذلك الوقت ؟ بلدنا كان لا يعرف الامراض النفسية سوى من حملها وراثة عائلية بلدنا كان كل مئة الف شخص عدة حالات سرطان فقط بلدنا كان اكثر البلدان صحيا في العالم لا نعرف ما هو الايدز او باقي الامراض مثل دول الجوار القذرة والتي صدروا هذه الامراض الينا متعمدين .. فقط كان الجدري و شلل الاطفال منتشرة وتم القضاء عليهم نهائيا في ذلك الوقت بعد التوعية واللقاحات

Ahhhh YA IRAQ
Emma -

I just want to cry , the lord blessed Iraq with oil, two great rivers, natural gas, good lands, yet the Iraqis are dying every day with different reasons just because Iraq became land of war between sheay Iran, Huzb Allah, syria, and between the Wahabes wich are saudia Arabia, Qatar, Kuwait ordered by the devils america, and Israil.,and they bombing, and destroying my beautiful country for over 10 years now, and the Iraqi people are suffering . one day time will turn around snd all those countries of evil will drink from the same cup of destruction. and I say Amin

غاسلة ايدي
محبطة -

اعتقد كل العراقيين يعانون من الاحباط من تحسن الاوضاع ..ودائما الذي يأتي للسلطة أسوأ..وتردي الخدمات..وغياب العدالة الاجتماعية..وعدم احترام حقوق الانسان في كل شيء..يعني الله خص هذا البلد بكل الخيرات..ولكن ابتلاه بحكومات فاسدة..

عنت فهانت
ع/عطاالله -

؛كأبة البالغ حرمانه من حزب نشط بين أخرى وجمعية ولافرق بينكما.نبرر العزوف عن الوليمة بالدعوة والمحاضرة والسرك والمسرح والملعب والسهرة والمعرض بنزوات المكتئبين وعن الجنازة بالعداوة.

عراقي كلداني
Iraqi -

. Thanks, you make me laughing a lot. But how the Iraqis were happiest people in the world, and they were in war for eight years. Regards

to #5 the kildani
an iraqi christian -

in 1980''s iraq lost a complete generation during the war against its neighbour, therefore no one left alive except you to get sick... you might need to take a cold shower inorder to get your brain back in your head....not too smart Ya-Kildani

شـششرووكــى
Ako Aljaff -

نورى المالكى :خصص 13.5 مليون لتأهيل مطارات جزر القمر و10 ملايين للنازحين السوريينالحكومة تمنح موريتانيا 15 مليون دولار ومثلها لبناء معهد ومستشفى للأمراض العقلية فـي الصومال