لايف ستايل

هل هي فعلاً الحل الأنجع والأسرع لخسارة الوزن؟

أنظمة البروتينات المنحِّفة.. إيجابيات وتحذيرات

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


في عصر الصورة والشكل الجميل، بات يلجأ معظم الأشخاص، نساءً ورجالاً، الى مختلف أنواع الحميات الغذائية، بهدف الحصول على جسم رشيق وخسارة الكيلوغرامات الزائدة بأقل وقت ممكن. ولعل الحميات أو الأنظمة الغذائية التي تعتمد على البروتينات،وأبرزها نظاما دوكان وأتكينز، هي الأكثر رواجاً في الوقت الراهن، نظراً الى أنها تؤمن خسارة سريعة للوزن.
للتعرف على إيجابيات وسلبيات هذه الأنظمة، توجهت "إيلاف" الى إختصاصية التغذية في بيروت، مارينال بحلق، وأجرت معها الحوار التالي:

__________________________________________

ما هو النظام الغذائي الذي يعتمد على البروتينات، ولِمَ هذا الاقبال عليه مؤخراً؟
عندما نقول نظاماً غذائياً يعتمد على البروتينات، أول ما يتبادر الى أذهاننا نظاما أتكينز ودوكان اللذان حظيا بشهرة قلّ نظيرها في عالم الحميات حتى اليوم. أما سبب الإقبال عليهما في السنوات الاخيرة، فيعود الى إقبال بعض النجوم والنجمات على إتباعهما والتغني بفعاليتهما.
من هن النجمات اللواتي اعتمدن هذه الأنظمة الغذائية؟
من خلال متابعتي المتواصلة لكل ما يجري في عالم التغذية، أصادف بعض الاخبار الطريفة عن نجوم السينما، فدوقة كامبريدج الاميرة كايت ميدلتون من مناصري ريجيم دوكان مثلاً، ولها الفضل الاكبر في إقبال آلاف النساء الأوروبيات على إتباعه. وفي المقابل شكّل إنخفاض وزن كيم كارداشيان بسرعة فائقة بعد وضعها لطفلتها، عبر إتباعها نظام اتكينز مفاجأة كبيرة لمعجبيها، ولم تتردد أي صحيفة اميركية وعالمية عن نشر الخبر.
لكن ما الفارق بين النظامين، حيث يشاع أنهما متشابهان الى حدّ التطابق؟
القاسم المشترك بين النظامين هو أنهما يتسببان بخسارة كبيرة وسريعة للوزن، ليطبّق الشخص بعد ذلك نظاماً غذائياً على المدى الطويل، لكي لا يستعيد الجسم الكيلوغرامات التي سبق وخسرها.
ولعل المرحلة الأكثر صعوبة في النظامين هي الأيام التي يتعيّن على الشخص خلالها ألا يتناول سوى البروتينات. وفيما يُطلب من متابعي نظام "دوكان" الإبتعاد نهائياً عن تناول الزبدة والزيت، يعتبر نظام "أتكينز" الغذائي ذلك من الضروريات، بالاضافة الى بعض الفروقات الجوهرية الأخرى، سنتناولها بالتفصيل في سياق الحديث.

نظام دوكان الغذائي

ما دام الفارق بالجوهر، لنبدأ بالتعريف عن نظام دوكان؟
يطلق على هذا النظام إسم "دوكان" نسبة لمخترعه، وهو خبير التغذية الفرنسي بيار دوكان. هذا النظام الغذائي يشمل تناول فقط البروتينات كاللحم، السمك، البيض ومشتقات الحليب الخالية من الدسم. إنها الخطوة التي تساعد الشخص على خسارة الوزن بسرعة هائلة. ولأنها فعّالة إلى أقصى الحدود، تعطي هذه المرحلة الأولى نتائج مباشرة، حيث يمكن خسارة نحو 3.5 كلغ خلال خمسة ايام فقط. يمكن الإكتفاء بهذه المرحلة الصعبة أو إعتمادها لعشرة أيام متتالية، لكن في حال لم يكن معدّل الوزن مرتفعاً، فخمسة ايام كافية لخسارة المطلوب.
لكن كيف يمكن للمعدة أن تهضم الاكل بشكل صحي بإعتمادها فقط على البروتينات؟
هذا النوع من الأنظمة الغذائية يساعد الأنسجة على طلب كميات كبيرة من المياه، فتضعف الشهية تلقائياً، إذ ينتج الجسم خلايا الكيتون التي تعتبر من العوامل الطبيعية الكابحة للشهية، لكنه يحافظ على قوة العضل ونضارة البشرة.
أما في ما يخص عملية الهضم فدوكان يطلب من مرضاه تعويض الجسم بالكاربوهيدرات وهي عبارة عن ملعقة من نخالة الشوفان يومياً. تساعد هذه النخالة على الشعور بالشبع، كما أنها مفيدة للقلب ولمكافحة الإمساك الذي قد يعاني منه كثيرون في المرحلة الأولى من الحمية. ومتى هضم الجسم هذه المادة، تجذب إليها المواد الدهنية، والسكر والسموم وتحملها معها إلى خارج الجسم قبل أن يمتصها الجسم.
ما هي مراحل نظام دوكان؟
بعد المرحلة الاولى القاسية التي تمتد الى نحو عشرة ايام كحد أقصى تأتي المرحلة الثانية، وهي بإدخال بعض وجبات الحساء الى مقدمة الوجبة أو السلطة. هنا يكون الجسم قد وصل الى الوزن المثالي تقريباً، لتأتي مرحلة الدعم أي المرحلة الثالثة وهي السماح ببعض الخبز، الفاكهة، الجبن والمعكرونة لكن بكميات قليلة مع السماح ببعض العناصر الغذائية الأخرى مرة في الأسبوع كالشوكولا، الكحول والزبدة.. هذه المرحلة هي لتثبيت الوزن الذي إكتسبه الجسمومدتها خمسة ايام.
وهل يمكن لهذا النظام أن يكفل البقاء على وزن مستقر لمدى الحياة؟
دوكان وجد مخرجاً لهذه المشكلة وفكّر أن إعتماد المريض طوال حياته على يوم واحد في الأسبوع لتناول البروتينات فقط، سيكون كفيلاً بحرق كل ما إكتسبه الجسم طوال الايام السابقة وهنا تكمن "الحيلة الذكية".


نظام أتكينز الغذائي


ماذا عن نظام أتكينز ومميزاته؟
يركز نظام "أتكينز" الغذائي، الذي طوره الطبيب البريطاني روبرت أتكينز في السبعينيات، على البروتينات والقليل من الكربوهيدرات. ويعتمد هذا النظام على الحد من تناول الكربوهيدرات، ما يدفع الجسم إلى تحويل الدهون المخزنة إلى مصدر للطاقة، وبالتالي خسارة كمية كبيرة من الدهون ومنع تراكمها في الجسم.
إن المفهوم الاساسي لنظام أتكينز الغذائي هو السماح للجسم بتغيير نظام الحرق، فبدل من أن يقوم، من خلال عملية الأيض Metabolism ، بحرق الجلوكوز كوقود له فيقوم بحرق الدهون المخزنة.
فمع تقليل كمية الكربوهيدرات وإستبدالها بالكثير من البروتينات والدهون في الطعام سيتحول الجسم عن حرق الجلوكوز وسينقص الوزن دون التعرض لنسبة الدهون الهامة والضرورية للجسم.
هل لنظام أتكينز مراحل عدة كنظام دوكان؟
بالطبع، وهي أربع مراحل، الأولى منها هي الأهم وتستمر لمدة أسبوعين. في هذه المرحلة يسمح بتناول البروتينات من لحوم وأسماك مع القليل من الخضر والجبن والقليل منالملح، أما كمية الكربوهيدرات المسموح بها في اليوم خلال المرحلة الاولى فهي 20 غ فقط، مع الإنقطاع التام عن النشويات، السكريات، الخبز، المكسرات، اللبن الرائب، الحليب، الفاكهة والحلويات.
في المرحلة الثانية يسمح بزيادة معدل تناول الكربوهيدرات من 20 إلى 25 غ يومياً. وفي كل أسبوع سوف تزيد كمية الكربوهيدرات بنسبة 5 غ حتى يتوقف الوزن عن النقصان وسوف تنتهي هذه المرحلة عندما ينقص الوزن 4.5 كلغ.
وفي المرحلة الثالثة يمكن رفع كمية الكربوهيدرات ولكن بنسبة 10 غ في الأسبوع. كما يمكن تناول بعض الأطعمة التي كان من المحظور تناولها مثل البطاطس، البيتزا، بعض أنواع الفواكه كالموز والجريب فروت ولكن بكميات قليلة.
أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة لمدى الحياة، خلالها سيصبح الشخص على دراية كاملة بكمية الكربوهيدرات التي قد تتسبب فى زيادة الوزن، وهنا تصبح المهمة ملقاة على عاتق الشخص نفسه، إذ عليه أن يراقب كمية الكربوهيدرات التي يتناولها كي لا يتعرض الى أي زيادة في الوزن.

نصيحة خبير


ما هي مصادر الكربوهيدرات؟
الكربوهيدرات هي أنواع السكر التي نجدها في الفاكهة، مشتقات الحليب، السكر المضاف الى الاطعمة، الخبز، الخضار ذات المحتوى النشوي.
الكربوهيدرات هي مصدر جيّد للألياف ومصدر مهم للطاقة أيضاً، لكن المعدة تحوّل الفائض منه بعد عملية الهضم الى دهون تتراكم في الجسم وهنا تكمن المشكلة.
كخبيرة تغذية هل تنصحين بهذه الأنواع من الحميات؟ وما الأفضل بنظرك، دوكان ام أتكينز؟
كخبيرة تغذية، وبعد الأبحاث الكبيرة في هذا المجال، تبين أن هذه الانظمة مضرة للذين يعانون من مشاكل في الكلى وفقر الدم، كذلك للحوامل والأطفال دون 12 سنة. وهذه الأنظمة لا تحتوي على العناصر الغذائية الكافية للجسم. ومن آثارها السلبية أيضاً الإمساك ورائحة النفس الكريهة، جفاف الفم، الشعور بالإنحطاط..
هذه الحميات قاسية من حيث النقص في أنواع الطعام، وليس من حيث الكمية.
بالتأكيد سوف يخسر الأشخاص الكثير من الوزن إذا ما تم الإعتماد على أنظمة البروتينات، ولكن إقصاء الكثير من الأطعمة المفيدة للجسم ليس جيداً، لذا أنصح عدم إتباع أي منهما، إلا عبر خبير متخصص في علم التغذية، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف