المغرب يبحث تشريع استخدام القنب طبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعقد البرلمان المغربي الاربعاء يوما نقاشيا خاصا، غير مسبوق في المغرب، بناء على طلب ائتلاف مدني مدعوم من احدى مجموعات المعارضة السياسية، حول إمكانية تقنين استعمال "نبتة الكيف" او القنب الهندي طبيا وصناعيا.
الرباط: حسب برنامج اليوم الدراسي سيتم تقديم عروض من طرف خبراء دوليين قادمين منسويسرالدراسة مدى امكانية تشريع استخدام القنب لأغراض طبية. ويحمل اليوم الدراسي عنوان "دور الاستعمالات الايجابية لنبتة الكيف في خلق اقتصاد بديل"، في وقت يعتبر فيه المغرب ثاني منتج لهذه النبتة بعد الولايات المتحدة، وأول مصدر غير قانوني لها، وذلك للاستهلاك الفردي وليس للاستخدام الطبي أو الصناعي.
وقال المهدي بنسعيد عضو حزب الأصالة والمؤاصلة المعارض، الذي ينظم لقاء الأربعاء الذي سيحضره مختصون مغاربة وأجانب انه يهدف الى "خلق نقاش أوسع حول إمكانيات الاستعمال القانوني طبيا وصناعيا لهذه النبتة، على غرار تجارب دولية عديدة". وحسب بنسعيد فإن هذا النقاش "هو خطوة أولى نحو اقتراح مشروع قانون من أجل الاستعمال الطبي والصناعي لهذه النبتة". وسبق لشكيب الخياري، الذي يعتبر أحد أبرز النشطاء المدنيين المدافعين عن تقنين استعمال هذه النبتة التي يشتهر بها المغرب، أن اقترح مشروع قانون في نيسان أبريل الماضي مكون من 109 مواد على أربعين صفحة، من أجل "تقنين زراعة واستغلال الكيف الطبي والصناعي".
وفي عام 2010 قام الدرك الملكي المغربي، برفقة المعهد الوطني للبحث الزراعي، على مدى أربعة أشهر، بإجراء تجارب سرية في أربع مناطق مختلفة من المغرب، وصدرت نتائج تلك التجارب في وثيقة من 20 صفحة، نشرت سنة 2011 تحت عنوان "في أفق تقنين زراعة الكيف في المغرب". وحسب إحصائيات صادرة عن وزارة الداخلية المغربية فإن حوالي 90 ألف عائلة مغربية، أي ما يعادل 700 ألف مغربي، يعيشون من عائدات هذه النبتة، خاصة في شمال المغرب الذي يسمى "الريف" المغربي. ورغم أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة المغربية تتحدث عن انخفاض زراعة حشيشة "الكيف" بنسبة 60% خلال السنوات العشر الأخيرة، واقتصارها على نحو 50 ألف هكتار إلا أن المغرب يظل من أول المنتجين عالميا.
وكان تقرير صادر عن مركز الأبحاث والدراسات حول البيئة والمخدرات في المغرب (هيئة مستقلة)، الذي يشارك في هذا اليوم الدراسي، قد تحدث عن ازدياد في نسبة تعاطي المخدرات في صفوف المراهقين والشباب المغاربة. وأورد التقرير أن ما يربو على 26% من الشباب المغاربة يتعاطون المخدرات بشكل منتظم، وأن 90% منهم تقل أعمارهم عن 25 سنة، بحيث تبلغ نسبة التعاطي في المراحل التعليمية الدنيا والمتوسطة 10%، وتتضاعف هذه النسبة في أوساط الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا.
ويبلغ إنتاج المغرب من الحشيش، حسب تقديرات التقرير السنوي للمكتب الأميركي الخاص بتتبع ومكافحة المخدرات في العالم، 2000 طن سنويا، منها 1500 طن توجه إلى دول الاتحاد الأوروبي. وبدا عدد من دول العالم تقنين استعمال نبتة الكيف طبيا، من بينها هولندا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، بريطاليا، كندا، استراليا، ومؤخرا جمهورية التشيك. وفي سويسرا استفاد عشرات المرضي الذين يعانون من مرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي خطير، منذ عام 2007 من علاج عن طريق القنب الهندي لتخفيف آلامهم بدون اعتراض من السلطات.