النوبات القلبية تزداد في صفوف شباب العراق

تزداد نسبة الإصابة بالنوبات القلبية بين أوساط الشباب في العراق، الفئة العمرية الأعلى عددا في المجتمع، ويعد التدخين من أهم أسباب تلك الظاهرة التي تعرض الفئات الشابة لخطر الموت المفاجئ.

بغداد: في وقت ينسب فيه أخصائيون ، حالات الموت المفاجئة الى النوبات القلبية ، يزداد أعداد مرضى القلب في العراق بحسب ما يفيد به أطباء والعيادات الطبية والمستشفيات . وعلى رغم أن الأزمات القلبية تداهم الكثير من كبار السن ، الا انها تصبح أمرا مثيراً للاهتمام وهي تداهم الشباب والفتيان . وتبلغ نسبة العراقيين دون سن الـ 30 عاما حوالي 58,7% من نفوس العراق وتقدر نسبة الأعمار بين (10-30) سنة حوالي 40,4% بمعنى ان كل اربعة افراد من عشرة افراد هم من الشباب .

وما يؤكد الظاهرة التي يلحظها الناس حتى صار حديث جلساتهم ما كشفته وزارة الصحة العراقية الاسبوع الماضي من أن امراض جهاز القلب والأوعية الدموية تشكل أعلى معدلات نسبة الوفيات بين العراقيين سنويا. وبحسب مدير عام صحة بغداد حسن هادي فإن أكثر الأمراض التي تفتك بالعراقيين وتسجل نسبة أعلى في معدلات الوفيات سنويا هي أمراض جهاز القلب والأوعية الدموية والتي تتراوح نسبتها 40- 60% من معدلات الوفيات.

المفاجأة

يشير الطبيب رحيم طالب الاخصائي في أمراض القلب الى ان الأزمات القلبية التي تداهم من هم بين الخامسة والعشرين والأربعين عاما ، تحتم علينا البحث في أسباب ذلك ، مؤكدا ان المتعارف عليه في العراق ان هذه الأزمات تهاجم الاعمار المتقدمة مابين الستين والسبعين في الغالب . أحد الذين أصيبوا بنوبة قلبية، كريم حسين ( 29 سنة ) ، فعلى رغم انه لم يدخن ، الا ان نوبة قلبية هاجمته ، وتركت اثارها على قلبه وجسده .

يقول حسين : لم أكن أتوقع ذلك أبدا ، فقد هاجمني المرض على حين غرة ، على رغم حرصي على صحتي . والأمر الوحيد الذي يربطه رحيم بما أصابه هو القلق ، فهو دائم التفكير بمستقبله بسبب البطالة وعدم قدرته على الاستقلال عن أهله ، إضافة الى عدم استطاعته الزواج الى الآن . وبسبب المرض فقد رحيم قدرته حتى في البحث عن فرصة عمل .
وحول حالة كريم يقول الباحث الاجتماعي ميثم صالح انه في مثل هذه الحالات فان من الواجب ان يجد رحيم ، رعاية إجتماعية وصحية من قبل الدولة ، وان يتمتع براتب شهري لانه لم يعد يستطيع العمل كضمان إجتماعي له.

الموت المفاجئ

وتشير زيارة المستشفيات والعيادات التخصصية في العراق الى تدفق عشرات الاشخاص يوميا الى أطباء الاختصاص بغية العلاج من النوبات والأزمات القلبية. وما يثير الانتباه ، تواجد أعداد من الشباب الى جانب الكبار في السن ، مما يعد مؤشرا إضافيا على تزايد أعداد المصابين بالنوبات القلبية من الشباب. ويقول رحيم ان تسعين بالمائة من حالات الموت المفاجئ بين الشباب سببها النوبات القلبية ، لتصبح العامل الرئيس الذي يؤدي الى خسارة المجتمع للطاقات الحيوية المتمثلة بالشباب. ولان المجتمع العراقي مجتمع شبابي ، فان ذلك يتطلب إهتماما خاصا بالظاهرة.

وتشير الاحصائيات العالمية الى ان نحو 17 مليون شخص يتوفون سنويا في العالم بسبب النوبات القلبية ، لكن الظاهرة في العراق تكتسب بعدا خاصا بحسب الطبيب رحيم ، اذ تلعب الاسباب النفسية بينها التوتر والإجهاد العصبي ، كأحد العوامل المؤدية إلى السكتة القلبية لدى الفئات الشبابية . و يتابع: أغلب المصابين بين الشباب مدخنون ومن أصحاب التوتر العصبي .

النظام الغذائي
الخبيرة الغذائية لمياء المتوكل تشير الى فوضى النظام الغذائي في العراق والسمنة المفرطة كأحد أسباب النوبات القلبية ، يصاحب ذلك عدم ممارسة اللياقة البدنية. لكن رحيم يلفت النظر أيضا الى ان معالجته لشباب أصيبوا بالنوبة القلبية على رغم لياقتهم البدنية العالية ، بسبب تناولهم عقاقير منشطة، وأخرى تنمي العضلات والجسم والتي يتداولها كثيرون في الوسط الرياضي ومراكز اللياقة البدنية. ان المطلوب بحسب رحيم ، هو اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني ومكافحة التدخين ، والاهتمام بمعالجة حالات القلق والاضطراب النفسي. وفيما يخص الشباب يحرص رحيم على القول ، ان من المفروض بالشباب المعرض للازمات القلبية الهدوء ، وتجنب التوتر والانفعال.