مستقبل واعد ومبشر للسيارات ذاتية القيادة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتوافر في أميركا الآن التكنولوجيا اللازمة للسيارات التي لا تحتاج إلى سائق، وقد تكون جاهزة لطرحها بالأسواق في أقل من عقد من الزمان. ويبشر التشغيل الآلي هذا بإحداث ثورة بصناعة السيارات وجعل الشوارع أكثر أماناً، لكن هذا ما ستظهره الأيام.
تسير سيارة ليكزس ذاتية القيادة على الطريق السريع المكون من 8 حارات خارج بالو ألتو بكاليفورنيا في أكثر الأوقات المرورية ازدحاماً. وباستثناء القطعة الاسطوانية الدائرية بالأعلى وكلمة "غوغل" الموجودة على أبوابها، تبدو السيارة كأي سيارة أخرى. وتتميز تلك السيارة كذلك بقدرتها على توجيه نفسها على الطرقات السريعة من تلقاء نفسها. وتبين أن الرجل الذي يجلس في مقعد القيادة، وهو مهندس برمجيات يعمل لدى غوغل يدعي ديمتري دولوغوف، لا يلمس في واقع الأمر عجلة القيادة على الإطلاق.
وأوضح دولوغوف ما الذي تستطع السيارة أن تفعله، حيث يمكنها التوجيه والتسريع والإيقاف بصورة أوتوماتيكية، كما أنها تقوم بعملية مسح لما حولها بواسطة كاميرات، وتستعين برادارات لقياس المسافة المتاحة أمامها، كما يقوم الماسح الذي يعمل بالليزر، الاسطوانة المثبتة بالأعلى، بمراقبة الأشياء في كل الاتجاهات. وتابع دولوغوف حديثه بالقول إنه لا يتدخل في أي شيء، وأن السيارة تقود نفسها بطريقة آلية وذكية للغاية، دون أن تُحدِث أي احتكاكات بينها وبين باقي السيارات المجاورة.
وبامتلاكها 12 مركبة من هذا النوع، فقد أجرت غوغل أكبر اختبار معروف لأسطول سيارات ذاتية القيادة. وتغطي الشركة ما يزيد عن نصف مليون كيلو متر (300 ألف ميل ) في تلك المركبات الآلية، معظمها على طرق كاليفورنيا السريعة والعامة. ورغم أن غوغل لا تحتكر هذا المجال، إلا أن وضعيتها المتميزة تسمح لها بأن تمارس ضغوطاً على باقي الشركات وأن تظهر مدى جدوى الفكرة. ولم تفقد صناعة السيارات التكنولوجيا اللازمة للثورة المقبلة في عالم التنقل. لكنها تفتقد في حقيقة الأمر إلى الشجاعة التي تجعلها قادرة على طرح تلك التكنولوجيا في الأسواق.
والإشكالية الآن، رغم سابق توافر تلك الآلية في صورة نظم مساعدة للسائقين، هو ما إن كان ستحظي بترحيب الأشخاص أم لا، خاصة وأن الأمر سيكون مرتبطاً بشكل كبير في هذه الحالة بجانب الأمان، الذي قد لا يتوافر، كما يخشى عدد كبير من الأشخاص.