مرضى البهاق في العراق: لونهم جواز عبورهم نحو عزلة إجتماعيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعاني مرضى البهاق في العراق من عزلة إجتماعيّة، يترتّب عنها رفض التّزاوج بهم، إضافة إلى التّسبب لهم بعقد نفسية قد تؤدي إلى الإنتحار في بعض الأحيان أو تردّي وضعهم الإقتصادي لعدم إيجادهم عملاً يعيلهم.
بغداد: يعاني الشاب العراقي أحمد توفيق (29 سنة) من النظرات الغريبة التي يرمقه الناس بها بسبب لون بشرته المختلف، وانتشار البقع بألوانها الفاتحة التي تتراوح بين الأبيض (الحليبي) أو الأبيض (الشاهق) على جلده.
وينحرج أحمد أكثر حين ينفر الناس منه لاعتقادهم أن مرضه مُعْدٍ وأنه يتوجّب الابتعاد عنه. وبسبب البهاق الذي أصيب به منذ كان صغيراً، ظل أحمد أعزب فلم يستطع الزواج بعدما باءت محاولته في الإقتران بإمرأة بالفشل.
يقول شقيق توفيق، إن مضاعفات المرض الذي يعاني منه احمد، جعل منه شخصية معقّدة نفسياً، فغالبًا ما يلجأ إلى نتف شعر رأسه ويقضم أصابعه بسبب القلق والتوتر كما يعزف عن الأكل وحتى مشاهدة التلفزيون.
الإزدراء والعزل
في العراق، هناك الآلاف من الأشخاص مثل أحمد، مصابون بمرض البهاق أو البرص ويعانون من الازدراء والاشمئزاز والعزل.
وتبدو حالة المصاب بالبهاق النفسية أكثر سوءًا، إذا كان الشخص المصاب فتاةً، اذ يؤثر ذلك كثيرًا في علاقاتها الاجتماعية ويجعلها حبيسة البيت بشكل كامل.
تقول أم ليث أن اصابة ابنتها حمدية (35 سنة)، بالبهاق جعلها منزوية، ولم يتقدم أحد للزواج منها على الرغم من بلوغها سن الخامسة والثلاثين، مؤكدة أن كل المصابات بالبهاق يعانين من تأثيرات الطلاق والعنوسة.
وتعاني حمديّة من انتشار البقع الملونة بمساحات متفاوتة على وجهها وجلدها، ما اضطرها الى ترك المدرسة وهي في الصف الثاني الابتدائي.
شاب آخر أصيب بالبهاق منذ كان صغيرًا، وهو سعد عبود (21 سنة)، حيث تغيّرت ألوان أجزاء من جلده الطبيعي بمرور الزمن، وأصبح عبارة عن بقع مختلفة الأحجام بلا لون، ليتعرض هو الآخر الى سخرية ونفور الناس من حوله.
الكلفة الكبيرة
سعى عبود إلى العلاج الضوئي في الاردن عام 2008 لكن الكلفة الكبيرة للعلاج جعلته يتوقف عن ذلك، وحين سعى الى زراعة الخلايا الصبغية، تفاجأ بالثمن الباهظ لإجراء العملية اذ تزيد على الأربعة آلاف دولار.
وفي محاولته للشفاء من البهاق، لجأ عبود إلى الأعشاب الطبية ونصحه العشّابون بتناول الفلفل الأسود والزنجبيل باعتباره علاجاً فعّالاً للأمراض الجلديّة التي يعاني منها.
مرض جلدي معروف
والبرص أو البهاق مرض غير معدٍ يصيب نحو أربعة في المئة من سكان العالم، ولا تتوفر إحصائية دقيقة لدى الطبيب سالم عبيد، الإختصاصي في الأمراض الجلدية حوله، مشيرًا إلى أن التخمينات تشير إلى إصابة حوالي 6 % من السكان بالظاهرة.
ويعرّف عبيد البهاق بأنه مساحات عديمة الألوان تظهر في بشرة الجلد فيصبح المريض صاحب لونين غامق وفاتح بسبب انحسار صبغة تحديد اللون. ويقول عبيد أيضًا: البهاق أو البرص مرض جلدي معروف في العالم ويصيب أجزاء الجلد المختلفة.
ويؤكد أن العلماء لم يستطيعوا معرفة الأسباب الحقيقية للمرض لكن البعض يرجع ذلك إلى عوامل وراثية.
أبعاد اقتصادية ونفسية
تقول الباحثة الإجتماعية سليمة جعفر في مستشفى الحلة (100 كم جنوبي بغداد)، إن التأثيرات الإجتماعية والنفسية على المصاب بالبهاق تفوق التأثيرات المادية، فلم يستطع هؤلاء المرضى من الحصول على عمل مناسب، بل إن مزاولتهم للأعمال الحرّة أمر صعب للغاية لنفور الناس منهم، ما يضفي أبعادًا إقتصادية إلى مشكلتهم.
تقول سليمة: شهد عام 2012 إقدام أربعة من المصابين بالمرض على الإنتحار لأسباب نفسية وشعورهم بالعزلة ومقْت المجتمع لهم.
وبحسب سليمة، فإن أغلب الأسر تجبر المصاب بالبهاق على الجلوس في البيت في مكان منعزل وتحرص على عدم خروجه كثيرًا بسبب ثقافة (العيب) المنتشرة.
وتؤكد سليمة أن أغلب المصابين بالأمراض الجلدية يعانون أمراضًا نفسية إذ تخلق العاهات الظاهرة ألمًا في نفس الإنسان فيشعر بالحزن والحرج.
القلق والإكتئاب
تدعو سليمة في هذا الصدد إلى إنشاء مراكز بحوث إجتماعية تقدّم المشورة والمساعدة للمصابين بالبرص بغية دمجهم في المجتمع وزيادة الوعي المجتمعي بحقيقة المرض الذي يعانون منه، ما ينتج عنه حالات من القلق والإكتئاب تؤدي إلى التفكير بالإنتحار في بعض الأحيان.
في مدينة الصدر في بغداد، يعمل عيسى حسين (19 سنة) في خدمة المرافق الصحية بعدما فشل في إيجاد عمل آخر. ويقول عيسى إن المُصاب بالبرص محكوم عليه بالإنزواء بعيدًا عن المجتمع.
وحين حاول عيسى الارتباط بامرأة وجد نفوراً من البنات اذ ترفض النساء ومعظم الأسر فكرة تزويج ابنتهم منه. وفي إحدى المرّات أسمعه البعض أن سبب مرضه هو قلة النظافة وأنه يتوجب عليه الإهتمام بهذا الجانب كثيرًا. وتابع قائلاً: حذّرني أحدهم وأنا استقل سيارة أنْ لا ألمسه خوفًا من العدوى.
باءت محاولات عيسى للشفاء من المرض بالفشل، وحين أخبره البعض بأن العشابين يستطيعون توفير الشفاء له، قصدهم سريعًا حيث عالجه أحدهم بالعسل والزيوت والرقية الشرعية.
وعلى الرغم من أن ذلك كلّفه الكثير من المال، إلا أن الفشل كان النتيجة النهائية.
التعليقات
حمدا لله على نعمة القلب السليم
قلب سليم -هذا كله بسبب نوري المالكي الصفوي .... يمكن كل شي يجوز ...هههه
موضوع مهم يجب الاهتمام به
مسلم لاسني ولا شيعي -حقيقة الموضوع مهم ومهم للغاية خاصة وانا الاحظ ازدياد عدد المصابين بهذا المرض بالشكل الذي اثار انتباهي قبل ان اقرأ هذا المقال حتى قادني الظن ان الظرف الذي مر به العراق والعراقيين من الحالات النفسيه او الاسلحه التي استعملت في الحروب او الماء او النفايات التي تحيط بمواقع سكن العراقيين او (السياسيين لع) هي السبب وراء هذه الظاهرة المتزايده بين العراقيين وكنت اظن انه مرض معدي ,تحيه للكاتب الكريم ولايلاف لنشر هذا الموضوع وعلى الجهات المعنيه ان تحرك ساكن لدراسة هذا المرض عسى ان نصل الى علاج له بدلا مما ننتظر من العالم ان يقدموا لنا العلاج لنقول لانفسنا اولا او للعالم اننا فعلنا شيء او قدمنا شيئا للانسانية
ليس عيب
كاظم -عملت في كثير من المجالات هنا في اوروبا و رأيت كيف تتعامل الناس مع بعض حيث المعيار الرئيسي هو انسانية الانسان و ليس مظهرة. تطل علينا من شاشة التلفاز مقدمة نشرة اخبار و هي في العقد السادس او السابع من العمر و التجاعيد بيان حالها. ترى اصحاب الاعاقة في المطاعم و المقاهي و حالهم حال اي شخص اخر يتمتعون بيومهم. معاناة الشرق معاناة ثقافية ترسخت في العقول و كانها نصوص سماوية.
مساعدة لوجه الله
مقترح -والله مساكين ويجب مساعدتهم والعناية بهم فهؤلاء بشر مثل كل الناسأنا أقترح تزويج المرضى بهذا المرض لشخص أخر له نفس المرض أو الحالة وإن شاء الله فيها الخير. أنا اقترح إنشاء مواقع دردشة وتعارف فقط للذين لهم هذا المرض وتسمى بالبهاقيون دوت كوم تساعد هؤلاء الناس المساكين
غير المسلمين !
ديار -تعليق 3 كاظم يدل دلالة واضحة اننا المسلمين فقط نؤدي الطقوس و لا نحترم الانسان لاْنسانيته على الرغم من تعاليم الدين اما هناك في الغرب كما يسميه الاسلاميين ( بلاد الكفرة ) فالانسان محترم ولا يحسب حساب لدينه ومعتقده ولونه المهم الانسان وكرامته وحقوقه وسعادته ..