العبارات على السيارات الأردنية: طريفة لكنها ممنوعة قانونًا

يضحك من يقرأ العبارات الطريفة التي يكتبها السائقون الأردنيون على سياراتهم، لكنها ممنوعة قانونًا، وتكافحها السلطات الأردنية لأنها قد تسبب الحوادث لانشغال السائقين بقراءتها.

عمان: يلاحظ مراقب حركة المركبات في شوارع العاصمة الأردنية عمان انتشار ظاهرة كتابة الجمل والعبارات على المركبات العمومية أو الخاصة أو حتى السيارات الحكومية. وعادة ما تكون معظم العبارات والجمل للضحك والسخرية أو للفت الأنظار مثل "لا تلحقني.. مخطوبة"، و"اثنان مالهمش أمان الفرامل والنسوان"، و"من راقب الناس مات همًا"، "اتق شر من أحسنت إليه".

كما يتغزل الكثيرون بسياراتهم ويكتبون عبارات تنم عن لواعج الحسد والشوق، مثل "اللهم اعطيهم ضعف ما يتمنون لي"، و"عين الحسود فيها عود"، و"إن العين لم تراك فالقلب لن ينساك"، "وحتى هدف حياتي طلع تسلل".

تختلف والهدف واحد

للنصائح بعدم الاسراع نصيب، من خلال الشعارات الشهيرة "لا تسرع نحن بانتظارك"، و"لا تسرع فالموت أسرع"، و"في العجلة الندامة وفي التأني السلامة". كما تميزت سيارات تعليم السواقة بكتابة عبارات طريفة منها "تذكر أنك كنت طالبًا"، و"القيادة فن وذوق وأخلاق"، و"الطالب تحت التدريب". ويختار بعض السائقين أسماء غريبة تنم عن عنف وقوة تارة وعن جمال ورقة طورًا، مثل "أم العواصف" او "العندليب" أو "صابرين" أو "أم القرى".

ويقوم بعض الشباب برسم عبارة مؤقتة على السيارة المتهالكة المتسخة والمغطى زجاجها بطبقة كثيفة من الغبار، لتبدو السيارة وكأنها تتوسل إلى صاحبها قائلة: "اغسلني مشان الله" او "اغسلني أرجوك"، ناهيك عن الشاحنات والقلابات الكبيرة التي كتب عليها "كيف ترى قيادتي" مرفقة برقم الهاتف الخلوي لسائقها.

هدف كل هذه العبارات في النهاية جذب أنظار الآخرين، وفقا لمقولة "خالف تعرف"، لعل المعجبات يتصلن به ولن يتصلن، كما أن لهذه الكتابات آثار سلبية منها أيضا تسببها في وقوع الحوادث نتيجة انشغال بعض السائقين في قراءة هذه العبارات، خصوصًا اذا كانت مكتوبة بألوان تلفت النظر، وهذا يعكس تزايد أعداد السيارات في المملكة، وتفنيد لإشاعة أن المواطن الأردني حاد المزاج وأقرب للجدية من البساطة.

مركب نقص

قال أحمد الصمادي (26عامًا) لـ"إيلاف": "العبارات على السيارات الخصوصية أكثر من غيرها، وما يلفت انتباهي هو أن الذين يسوقون هذه المركبات معظمهم من الشباب الطامح إلى نيل إعجاب الفتيات".

أضاف: "هذا يعبر عن عقدة نقص في الذات وعن مشكلة نفسية أكثر من أي شيء، اذ الهدف من هذه العبارات يكون للفت انتباه الناس، مثل الطفل الصغير حين ما ينشغل عنه والداه، فيقوم بأعمال تلفت انتباههم".
ووصف حسن بني عطية (35 عامًا) ظاهرة الكتابة او الملصقات على السيارات بغير الحضارية، "لأنها إجتماعيًا تعتبر وسيلة لتحقيق غاية غير سليمة، أي اجتذاب الجنس الآخر".

وأشار إلى أن بعض سائقي الباصات الخصوصية يضعون إشارات أو ملصقات للتقرب من رجال الشرطة، بينما يضع بعض سائقي المركبات الخصوصية شعارات تعبر عن عدم ثقافة صاحب السيارة وجهله، "لذا يجب تفعيل قانون يمنع هذه الكتابات قبل أن تصبح مشكلة حقيقية".

لكن منى الحسن(22عامًا) لا تعتبر أن هذه العبارات موجة للبنات، "ولم أسمع أن احدى صديقاتي اخذت رقمًا عن المركبات لأن وضع الرقم على السيارة ينم عن جهل السائق السيارة وتعطشه للتعرف على أي فتاة تتصل به، بغض النظر من تكون او كيف تكون.

وتقول الحسن: "عمومًا اعتبر كتابة العبارات نوعًا من حرية التعبير لا يضر بأحد، خصوصًا انها فكاهية في غالبيتها".

ممنوعة قانونًا

بمراجعة نصوص قانون السير الأردني، نجد أن المادة 31 فقرة 24 فرضت عقوبة مالية قدرها 25 دولار أميركي على السائق الذي يضع إضافات على المركبة، خلافًا للأنظمة والتعليمات الصادرة لهذه الغاية.

والاضافات تشمل كل ما لم يأت من الشركة المصنعة للمركبة. كما أن المادة 31 فقرة 14 تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن أسبوع، ولا تزيد عن شهر، أو غرامة لا تقل عن 75 دولار ولا تزيد عن 150 دولار لكل من وضع أي مواد أو إضافات أو زخارف أو عاكسات على لوحات الأرقام.

وشمل القانون المركبة بكاملها، حتى الأضواء، إذ أن المادة 35 من قانون السير تعاقب بغرامة 70 دولار على كل من يضع إضافات على أنوار المركبة الامامية او الخلفية، لان كل شيء مهم للمركبة يأتي معها من الشركة المصنعة، وأي اضافات فردية من السائق قد تتسبب بالحوادث.

لذلك، تراقب ادارة السير الاردنية هذه الاضافات، كما تقوم بحملات توعية لأن هذه العبارات والصور قد تتسبب بحوادث بسبب انشغال سائق المركبة بهذه العبارات وعدم الانتباه. كما قد تحجب الرؤية عن سائق المركبة من النظر بالمرآة الداخلية، لذلك قانون السير الأردني يمنع مثل هذه الاضافات ويعاقب مرتكبها.