لايف ستايل

تضع حدًا لاضطراب الهوية الجنسية

عمليات التحول تحقق الرعشة المعنوية و تلغي القدرة على الانجاب

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا تزال عمليات التحول الجنسي في عالمنا العربي تعتبر من التابوهات الاجتماعية والدينية إلا أنها في دول غربية عدة تعد من الخطوات التي تدفع بفئة كبيرة من المجتمع، والتي تعاني من اضطراب الهوية الجنسية، الى الانخراط في النسيج الاجتماعي وتحسين الوضع النفسي للفرد.

تتحدث الطبيبة المختصة في الأمراض الجنسية د. منى صبرا عن عمليات التحول الجنسي مشيرة الى عدم وجود حاجة ملحة لتلك العمليات من الناحية الطبية إلا أنها تشكل حلاً لفئة كبيرة تعاني من مشكلات نفسية من جراء التخبط في تحديد الميول الجنسية للفرد. من الناحية الطبية تشرح د.صبرا بإسهاب طريقة تغيير الأعضاء التناسلية للفرد المتحول ومدى قدرة الطرفين على الوصول الى النشوة الجنسية وإمكانية الانجاب أيضا، وفي ما يلي نص اللقاء:

في الحديث عن تحويل الأعضاء التناسلية، هل لك أن تشرحي لقرّاء إيلاف كيف تتم عملية تحويل الأعضاء التناسلية من الناحية الطبية؟

- بعض الرجال والنساء يعانون من اعتقاد عميق بانتمائهم إلى الجنس الآخر، أي أن الرجل يعتقد ويتمنى أن يكون امرأة وأن المرأة تتمنى أن تكون رجلاً. هذا الاضطراب النفسي-الجنسي يسمى اضطراب الهوية الجنسية، وهو مذكور في الـ DSM، كتاب تعريف الأمراض النفسية الصادر عن جمعية أطباء النفس الأميركية.
وهذه الرغبة تظهر أحياناً بعيد سن البلوغ، وأحياناً تظهر لاحقًا في منتصف الحياة، بعد الزواج والإنجاب.
باستطاعة الطب مساعدة هؤلاء على تغيير جنسهم. ولكن ذلك يتطلب مشوارًا طويلاً من التقييم النفسي، إلى العلاج بالهرمونات، وذلك ضمن مدة تتراوح بين السنة والسنتين، ثم إجراء عمليات تغيير الجنس تدريجيًا، مما يمكن أن يمتد على سنتين أو أكثر.

هل تتم زراعة عضو تناسلي نسائي أو رجالي بالكامل بمعنى زراعة للرحم والمهبل والمبيض بالنسبة للمتحول من رجل الى إمرأة وزراعة قضيب مع كيسي حويصلات الصفن بالنسبة للمتحول من إمرأة الى رجل؟

العمليات الجراحية التي تجري للمرأة هي استئصال الرحم والمبيضين، واستئصال الثديين. ثم تجري زراعة قضيب باستعمال عضل من الفخذ أو الذراع، مع وضع نظام انتصاب في الداخل. كما يجري زرع بيضتين في الشفر الكبير مما يجعلهما يشابهان كيس الصفد. أما من أجل التبول، فمن الصعب جدًا إجراء عملية جراحية تسمح للمرأة بالتبول وهي واقفة، لذا فالتبول يبقى كما لدى المرأة في وضعية الجلوس.
أما عند الرجل، فيجري استئصال البويضتين، وتصغير حجم كيس الصفن وتحويله إلى شفرات صغيرة وكبيرة. ويجري افراغ القضيب و استعمال الجلد الزائد منه لتحويله إلى مهبل. وكما بالإمكان زرع ثديين اصطناعيين.

هل للتكون الجنيني سبب في أن يلد الفرد بصفات ذكورية أو هرمونات أنثوية أو أعضاء غير مكتملة فكثيرًا ما نسمع عن أعضاء هي مزيج من الأعضاء النسائية والذكورية معًا؟

من المهم التنبه إلى أن الرجال والنساء الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية، ويطلبون التحول الجنسي، ليس لديهم أي مرض خلقي أو بيولوجي أو هورموني. ولديهم أعضاء جنسية طبيعية. لكنهم لا يتحملون البقاء في الجنس الذي ولدوا به. والأسباب غير معروفة، ربما تعود إلى الطفولة أو التربية، حيث أن الطفل يعتقد منذ الصغر، بأنه ينتمي إلى الجنس الآخر. أما الأشخاص الذين يولدون مع خلل تكويني أو هرموني، يؤدي إلى وجود أعضاء جنسية ذكورية وأنثوية في نفس الوقت، فيخضعون لعلاجات خاصة. وبالإمكان اللجوء إلى العمليات الجراحية والتجميلية لاستئصال أعضاء وتحسين الأعضاء الأخرى، كي يكون لديهم في النهاية أعضاء رجل أو إمرأة.

بالنسبة للرجل المتحول الى إمرأة، كيف تتم زراعة الثديين ويتم التخلص من شعر الجسد إضافة الى تغيير ملامح الوجه لتصبح أكثر أنثوية، والعكس صحيح؟

بالنسبة للرجل المتحول إلى امرأة، يتم وضع كيس تحت الجلد في منطقة الثدي، ونفخه تدريجيًا على مدة شهر أو أكثر، مما يؤدي إلى تمدد الجلد. وعندها بالإمكان وضع ثدي اصطناعي تحت الجلد. وللتخلص من الشعر الزائد، فإن الأدوية الهرمونية النسائية واستئصال البويضتين يساعدان على انخفاض مستوى التستوستيرون، مما يؤدي إلى نقصان الشعر الزائد. كما بالإمكان استعمال الليزر. ويخضع أيضًا هؤلاء الرجال إلى عمليات جراحية تجميلية على الرقبة والوجه، لتغيير الملامح الذكورية، كتفاحة آدم والأنف الكبير والذقن العريض. أما عند المرأة، فتزويدها بهرمون التستوستيرون يؤدي إلى زيادة الشعر. وبإمكان الرجل والمرأة الإستعانة بمدرب للصوت، لتعلم كيفية تغيير طبقة الصوت لكي يتناسب مع الجنس الجديد.

كيف تتم عملية الانجاب في كلتي الحالتين؟

بعض الرجال والنساء المتحولين جنسياً، قد أنجبوا قبل الخضوع لعمليات تغيير الجنس. أما بعيد إجراء العمليات، فإن الانجاب غير ممكن. بالامكان تجميد بويضات المرأة والحيوانات المنوية لدى الرجل قبل إجراء العمليات الجراحية، ثم استعمال هذه المواد لاحقًا.

هل يشعر الشخص المتحول جنسيًا بالنشوة الجنسية، وهل تصبح الرعشة أنثوية لدى الرجل المتحول وذكورية لدى المرأة المتحولة؟

معظم الدراسات تدل على أن المتحولين جنسيًا يصفون حياتهم الجنسية بعد إجراء العمليات الجراحية بالجيدة. ويحسون بالرعشة بالمعنى النفسي، أي بمعنى الإحساس باللذة والشعور الجيد والمريح في نهاية العملية الجنسية.ومن الطبيعي أن بعد إجراء العمليات الجنسية، لا يحصل قذف حيوانات منوية عند الرجل المتحول إلى امرأة أو العكس.

إن توفرت أرقام، هل بالامكان تقديم إحصاء حول عدد العمليات التي تُجرى في العالم العربي سنوياً؟

تُجرى عمليات تغيير الجنس في البلدان الأجنبية والعربية. في البلدان الأجنبية تخضع لمراقبة وتدقيق قبل إجراء الجراحة، وتقييم نفسي عميق للتأكد من ضرورة إجرائها. في البلدان العربية، تُجرى أحيانًا هذه العمليات للأشخاص المثليين، وهو خطأ فادح، إذ أن المثلي لا يتمنى أن يغيّر جنسه، بل يتمنى إقامة علاقة جنسية مع شخص من ذات الجنس. إذا هذه العمليات غير مرغوبة، بل تكون مصدر اضطراب نفسي لاحقاً للذين يخضعون لها.

ما هي نظرة الطب تجاه هذا النوع من العمليات هل يؤيده أم يعتبره خدمة للشاذين جنسيًا وليس ضرورة طبية؟

لقد طوّر الطب عمليات تغيير الجنس استجابة للطلب الملح من الرجال والنساء الذين يعانون من إحباط كبير من جراء جنسهم. وفي حال عدم إجراء هذه العمليات، غالبًا ما ينتهي هؤلاء الرجال والنساء بالادمان على المخدرات والكحول، وعدم الإنسجام الإجتماعي، والفشل في الحياة العملية أو حتى الانتحار. وبالرغم من عدم ضرورة هذه العمليات من الناحية الطبية، الا أن اجراءَها، بإمكانه مساعدة بعض الرجال والنساء، والسماح لهم بعيش حياة أكثر اتزانًا ورضى من الناحية النفسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف