لايف ستايل

هرج ومرج وملابس تقليدية مغرية في مهرجان أكتوبر في بافاريا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كعادة كل عام قام عمدة ميونيخ وبصحبتة لفيف من السياسيين والفنانين، ومجموعة أخرى منتقاة من مشاهير المدينة&والرياضيين بافتتاح مهرجان اكتوبر مطلع هذا الأسبوع ،وكان الجميع يرتدون الزي التقليدي ،وبنفس

ميونيخ: طقوس احتفالات أكتوبر& في بافاريا لم تتغير منذ 200أكثر من مئتي عام ،وضع برميل خشبي مليء بالبيرة علي منضدة أمام الحضور وعند دقات الساعة الثانية عشرة& تماما& تناول عمدة المدينة مطرقة خشبية وطرق على الصنبور عدة طرقات& محاولا تثبيته في طرف البرميل الأسفل& وسط تصفيق وتهليل الحضور وحال انتهاء عمدة المدينة من تثبت الصنبور في المكان المحدد كانت تلك اللحظة هي الإشارة الفعلية للبدء الرسمي للاحتفال .

منذ انطلاق أعياد" اكتوبر فيست" البافارية في عام 1810 بمناسبة عقد قران الملك "لودفيج الأول" على الأميرة "تيريزا فون زاكس" رسميا في ميونيخ .فان البافاريون ما زالوا على العهد في احتفالاتهم بهذه المناسبة التي تحولت الى عيد بافاري ، اصبح يتنافس فيه الناس هنا في إحياء تراثهم الوطني المتمثل في إرتداء الثياب التقليدية القديمة أو الإستماع الى الموسيقى البافارية التي تصدح في كل مكان طيلة أيام المهرجان.

السياح الاجانب يرتدون الزي البافاري في المهرجان

هكذا نجد أن اكثر ما يميز احتفالات هذا العام هو الحفاظ على إحياء الزي الوطني البافاري ، فيما يرى البافاريون أن هذا التقليد هو أمر وطني يذكرهم بتاريخهم . في هذا الإطارأشارت إحدى الدراسات البافارية الى أن 1,5% فقط من الشباب بين 14 حتى 16 سنة ارتدى لمرة واحدة على الاقل الزي البافاري غير ان الامر يبدو في مهرجان تشرين الأول (أكتوبر) مختلفا& ،فالأطفال والنساء والشباب والرجال& كلهم يتجولون الآن في ساحة المهرجان وهم يرتدون الملابس البافارية ،النساء يرتدين "الدريندل" والرجال يرتدون البنطال الجلدي والصديري.

الزي يتحول الى موضة

يرى البافاريون بشكل عام أن زي النساء " الديرندل" وبنطال الجلد للرجال& لم يعودا منذ زمن طويل مجرد لباس تقليدي. بل إنهما حاليا من آخر صيحات الموضة، وليس ذلك في جنوب ألمانيا فحسب، وإنما أيضا في شمالها. إن حقيقة الاهتمام بهذه الظاهرة تكمن في أنها عودة للحفاظ على التراث والهوية البافارية كذلك فإنها اتجاه حديث في الموضة الأنيقة. إن قصة فستان النساء " الديرندل" والذي يكشف جزء كبير من الصدر عند النساء، ومن ثم البنطال الجلد عند الرجال ، هو في الأساس كان مجرد لباس عمل للخدم في بافاريا القديمة ، لقد حولهما بعض سياح جبال الألب من الأشراف والأغنياء في أواخر القرن التاسع عشر إلى موضة صيفية مرتبطة بالبيئة. وبدلا من التنورة المتعددة الطبقات الملامسة للأرض التي كانت ترتديها نساء المدينة في ذلك الوقت قد تغيرت عندما أرادت بنات المدينة من الطبقات الراقية الاستمتاع بالشمس والهواء الجبلي وتعريض السيقان والأكتاف للشمس.

خشية من تحديث الزي البافاري

يخشى أنصار المحافظة على& قيم هذا اللباس من الانهيار خاصة بعد أن تطورت الموضة وأصبح فستان النساء الدريندل قصير على غير العادة وأصبح يستخدم في الإثارة ، وليس عن عبث أن يقوم أحد أكبر متاجر الكرنفال الإلكترونية الألمانية "أون لاين" مؤخرا بإنزال مجموعة جديدة من الملابس التقليدية إلى الأسواق. تتبع الثياب الاتجاه الحديث في فستان دريندل، الذي يخضع بدوره لقوانين سوق الموضة. وقوانين السوق هذه، تفرض هذا العام تدرجات اللون الأخضر، من خضرة التفاح إلى خضرة شجر التنوب (شجرة عيد الميلاد)، أو ملابس الخمسينيات مثل الجزء العلوي المنقط أو التنورة العريضة.
عشرات الآلاف من المواطنيين تجمعوا في الطرقات والساحات لمشاهدة المسيرة الضخمة التي تصاحب بداية العيد وهي تتجول في الطرقات قبل أن ينتهي بها المطاف في ساحة تيريزا التي يقام فيها المهرجان على مدار أسبوعين كاملين ــ تميزت مسيرة هذا العام بالفخامة والأناقة الشديدة والرجوع الى موضة الملابس التقليدية ، في محاولة لربط تاريخ المهرجان في انطلاقته الأولى بالتاريخ الحالي، وأيضا في محاولة& لإطلاع الأجيال الحالية على العهد القديم.

الشراب يزداد في المساء

في كل مساء ينصرف الناس الي أماكن الاحتفال واللهو في الساحة التي تغص بآلاف الزوار من كل الجنسيات .كل أنواع التحفظ تتوارى في هذا المهرجان ويحاول الجميع الانغماس في ملذات الفرحة التي تطغى على أجواء العيد وهم يستمعون الى& الموسيقى البافارية& التي تصدح في كل مكان ، لا يستطيع الإنسان أن يمر بين الحشود التي تغص بها الساحة الكبيرة ، يبدو الجميع في أناقة غير عادية خاصة الذين يرتدون الملابس التقليدية القديمة التي تجذب الأنظار وسط تعليقات الإعجاب وسعادة& من يرتديها . إنها حقا رائعة وجميلة الألوان.

أماكن الألعاب واللهو تنتشر في كل مكان، ألعاب جديدة مبتكرة وكلاسيكية قديمة، ألعاب خاصة وقديمة جدا ، الكثيرمن الناس تأخذ دورها للاستمتاع بهذه الألعاب ، بعض الشباب آصبحوا مدمنين لألعاب "أكتوبر فيست "فهم يحرصون على الذهاب الى الاحتفال يوميا رغم غلاء الأسعار.

&بعض العرب الذين يعيشون في مدينة ميونيخ وإقليم بافاريا يذهبون مع أطفالهم للاستمتاع بالألعاب المنتشرة في كل مكان ويحاول البعض من الشباب العربي الذين يدرسون في ميونيخ من العمل في أسواق المهرجان& ويعتبرون أن من يحصل على هذه الفرصة شخصا محظوظا بالنظر إلى العائد المادي المرتفع للعاملين في المهرجان.

ستة ملايين زائر سنويا

ستة ملايين زائر يزورون& عيد أكتوبر كل عام ،غير أن التوقعات تشير الى زيادة الأعداد في هذا العام بالنظر الى الطقس الجميل& ، الكثير من سياح "أكتوبر فيست" يحضرون من أميركا وكندا واستراليا وكل الدول الأوروبية لا سيما إيطاليا ،انهم يشاركون البافاريين فرحتهم ويرتدون هم أيضأ الزي التقليدي.

عدد الخيام المنتصبة في ساحة الاحتفال لتقديم مشروب البيرة الذي هو عماد المهرجان تصل الى 14 خيمة كبيرة تتسع الواحدة منها الى 700 فرد ـ ولا يكون الاحتفال كاملا إلا بالإفراط في شراب البيرة حتى ان البعض يدخل في سباقات للشراب يمكن أن تودي بالحياة .هناك أيضأ& 16 خيمة أخرى متوسطة الحجم& تتسع الواحدة ألى 500 فرد ويتم استهلاك قرابة الخمسة ملايين لتر بيرة طيلة ايام المهرجان داخل تلك الخيام ،أكواب البيرة التي يطلق عليها البافاريون "ماص" هي جوهر هذا العيد فهو بمثابة عيد للبيرة المشروب الأول لدى البافاريين ، وطيلة أيام الاحتفال يغض البافاريون الطرف عن حالات السكر التي يقعون فيها من جراء شرب كؤوس البيرة العديدة، ويداعبون بعضهم البعض بالقول لا بأس انه عيد اكتوبر!!

داخل الخيام تكون الأجواء محمومة ودائما مليئة بالسعادة والرقص والغناء والشراب الذي يزيد من الجنون حتى أن البعض قد يخرج عن دور العقل ويقوم بحركات مجنونة مثل تعري بعض النساء أو صب أكواب البيرة المليئة على وجوه الآخريين .
&
&
&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف