تتحدى الظروف المناخية ولا تحتاج الى الكثير من الماء
نبتة سيلفي بديل الذرة البيئي لإنتاج زيت الوقود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يجري العلماء الألمان تجارب متقدمة لتحسين زراعة نبتة سيلفي الاميركية الشمالية وتحويرها، بما يلائم مناخ القارة الأوروبية. ويقترح الألمان، في ضوء هذه الدراسات، باعتماد سيلفي كبديل للمحاصيل الأخرى المستخدمة في إنتاج زيت الوقود البيئي.وينتج كل هكتار من نبتة سيلفي الأميركية الشمالية نحو 20 طنًا من زيت الوقود البيئي، وهي بالتالي بديل للطاقة المنتجة من الذرة التي تتعرض لانتقادات كثيرة.
تفوق ألمانيا الشرقية
ليس العمل على زراعة نبتة&سيلفي جديدًا في ألمانيا، لأن علماء ألمانيا الديمقراطية، الدولة التي سقطت قبل 25 سنة، كانوا يزرعون هذه النبتة وفق الشروط المناخية الأوروبية، ويستخدمونها علفًا للحيوانات. ويعتقد كثيرون أن هذه النبتة هي سبب تفوق المانيا الشرقية على جاراتها الاشتراكية سابقًا في مجال إنتاج المشتقات الحيوانية.
طوى النسيان هذا المشروع، إسوة بالعديد من المشاريع الألمانية الشرقية، بعد سقوط جدار برلين ورواج زراعة الذرة، إلا أن علماء معهد يوليوس كون للأبحاث الزراعية خصصوا حقولًا واسعة من الأرض لزراعة نبتة سيلفي، مدفوعين بقناعة أن هذه النبتة يمكن أن تكون المصدر البديل للطاقة المنتجة من الذرة.
والمعروف أن زراعة النباتات التي تستخدم كوقود، مثل البنجر والذرة نخيل الزيت، تعرضت إلى انتقادات كبيرة من المنظمات الدولية، لأنها تؤدي إلى تصحر مساحات شاسعة في بلدان آسيا وأفريقيا الفقيرة. كما يستسهل الفلاحون في هذه البلدان "الجائعة" زراعة هذه المحاصيل المربحة، ويتخلون عن زراعة النباتات المثمرة التي تحتاجها شعوبهم.
الديزل الزراعي
وتوصلت دراسة قدمها مركز الأبحاث الدولية للغابات في بوغور في إندونيسا إلى أن المال هو الشيء الأخضر الوحيد الذي يجنيه منتجو وقود الديزل الزراعي. وتظهر الدراسات العلمية أن معظم إنتاج وقود الديزل الزراعي يؤثر سلبًا&في التغيير المناخي، بدلًا من تحسينه. قامت إندونيسيا بتطهير غابات الخثو وإحراقها كي تزرع الأشجار المنتجة لزيت النخيل، ما أسفر عن انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وصلت ما بين 200 إلى 300 طن منها لكل هكتار.
وخلصت الدراسة أيضًا إلى أن المحروقات الزراعية التي تزرع في أوروبا ليست أفضل من الوقود النفطي، وأن الديزل الزراعي أسوأ من ذلك.
والجدير بالذكر أن الإنتاج العالمي للديزل الزراعي قد إرتفع 10 مرات في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات الثماني الماضية، ليصل مقداره إلى ما يزيد عن 11 مليار لتر في 2010، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة.
استهلاك ماء أقل
ذكرت الباحثة كارمن فويتشين، من معهد يوليوس كون للأبحاث الزراعية، أن النبتة الناضجة من سيلفي ترتفع إلى ثلاثة أمتار خلال سنة، وتوفر كمية كبيرة من زيت الوقود، وهي أقل استهلاكًا للماء عند زراعتها من بقية نباتات زيت الوقود، ما يقلل ضررها على البيئة. فحص العلماء الزراعيون كميات المياه التي تتكثف على أوراق نبتة سيلفي، لأن قدرة النبتة على مقاومة الظروف المناخية، وخصوصًا الحرارة والشمس القوية، تعتمد على هذه الخاصية. واكتشفوا أن هذه النبتة تكثف الماء أكثر على وريقاتها من وريقات الذرة، وتستهلك ماء أقل. وهذا يعني انها يمكن أن تعيش من امتصاص الماء من رطوبة الجو.
وفي تجربة أخرى، في نباتات زرعت في الزهريات، تبين أن نبتة الذرة تتصرف بالماء بشكل أفضل من سيلفي في حالة نقص الماء عنها، إلا أن نبتة سيلفي تصمد أمام الظروف المناخية المختلفة بأن تمد جذورها إلى عمق يعادل ضعف عمق جذور الذرة.
لا تحتاج لمكافحة الآفات
المهم في التجارب على حقول سيلفي الواسعة هو انها تمتلك آلية خاصة بها لإبعاد الحشرات والآفات الزراعية عنها. الأعشاب البرية لا تنمو قربها بسبب هذه الآلية، ما يؤهلها للعيش أطول، وينفي الحاجة إلى مكافحة الآفات الزراعية. لكن سيلفي، في الوقت نفسه، أصبحت جذابة للحشرات النافحة مثل النحل، كما أن جذورها، بعد الحصاد، مفيدة جدًا للتربة.
وثبت أيضًا أن سيلفي الناضجة يمكن حصادها على مدار 10 سنوات، وأنها تعد بكميات كبيرة من الزيت البيئي، ولا تحتاج إلى كثير من العمل والأسمدة، وهي قادرة على تحمل الجو البارد في الشمال والجو الجاف في الجنوب.
وخلصت كارمن فويتشن إلى أن سيلفي تنتج 23 طنًا من زيت الوقود البيئي لكل هكتار من محاصيلها، مع إمكانية حقيقية لرفع قدرتها على إنتاج الوقود البيئي إلى 28 طنًا لكل هكتار، وتصبح بالتالي بديلًا للطاقة المنتجة من الذرة التي تتعرض لانتقادات كثيرة.