نموذج قد يغيّر استراتيجيات العلاج في المستقبل
جهاز جديد يتيح تغيير الجينات بقوة العقل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طوّر العلماء منظومة تتيح للانسان التحكم العقلي بكمية بروتين معين في فأر تجارب، ما يؤدي إلى تغيير حالته الذهنية، ما يشي بتطوير جهاز يدل على وجود الأمراض فيطلق الأدوية المعالجة تلقائيًا.
إعداد عبد الاله مجيد: تمكن علماء من تطوير منظومة للتحكم بالعقل تتيح للشخص الذي يستخدمها امكانية تغيير الجينات في فأر بقوة التفكير وحدها. وجمع العلماء في تطوير المنظومة بين أحدث منجزات السيبرنطيقا من جهة، والبيولوجيا التركيبية من جهة أخرى، بربط سماعة رأسية لاسلكية تراقب موجات الدماغ بجهاز مزروع في الفأر.
خطوة أولى
يستطيع مستخدم المنظومة أن يغيّر كمية البروتين الذي ينتجه أحد الجينات في الفأر، بتغيير حالته الذهنية من التركيز إلى الاسترخاء أو العكس. واكتشف المتطوعون الذين شاركوا في البحث أنهم، بالتمرين على استخدام المنظومة، تمكنوا من تفعيل أو تعطيل الجينة في الفأر بحسب مشيئتهم، ورفع مستويات البروتين في دم الفأر أو خفضها.
والجينات هي التي تنتج كل البروتينات المطلوبة لبناء خلايا سليمة وصيانتها، لكن الأمراض يمكن أن تحدث نتيجة إخلال بالمستويات الطبيعية للبروتينات أو تكون هي نفسها سببًا لحدوث هذا الخلل في مستوياتها. ويمكن أن تؤدي التجربة التي اجراها العلماء إلى تطوير طريقة جديدة جذريًا لمعالجة الأمراض.
ويأمل العلماء بأن تكون الخطوة الأولى نحو تطوير منظومة تراقب موجات الدماغ لالتقاط اشارات تنم عن وجود مرض، فتطلق عقاقير طبية آليًا في الجسم لعلاجه.
استراتيجيات جديدة
يتعين على العلماء تذليل عقبات عدة قبل أن يتمكنوا من زرع المنظومة في الانسان. لكن المهندس البيولوجي في جامعة زوريخ للهندسة والعلوم والتكنولوجيا والادارة مارتن فوسينغر، رئيس فريق الباحثين الذي يعمل على المشروع، يأمل في إجراء اختبارات سريرية للمنظومة، بزرعها في أشخاص يعانون آلامًا مزمنة أو مصابين بالصرع خلال السنوات الخمس المقبلة.
ونقلت غارديان البريطانية عن فوسينغر قوله: "العلم توصل إلى تطوير أجهزة مثل القلب الاصطناعي والورك الاصطناعي، لكنه لم ينقل هذه الافكار إلى العالم الجزيئي". واعرب عن اقتناعه بأن جهاز التحكم بالعقل الذي طوره فريقه يمكن أن يقدم نموذجًا قد يغيّر الاستراتيجيات العلاجية في المستقبل.
في ثلاجة
قال فوسينغر إن لاستخدام المواد الكيميائية في انتاج عقاقير تعالج الأمراض حدوده، والهدف من المشروع الذي يقوده هو تطوير جهاز ينفذ العملية كلها داخل الجسم، جهاز يتفاعل مع فيزيولوجيا الجسم. ومن أكبر التحديات التي تواجه العلماء إيجاد اشارات موثوقة إلى المرض في كتلة ضبابية من موجات الدماغ.
كما يتعين عليهم أن يحددوا الأمراض التي يمكن علاجها بتفعيل جينات معينة في اجزاء معينة من الجسم. وهناك قضية اخرى أقل تعقيدًا، هي أن انسجة ليفية تغطي الجهاز الذي يُزرع في الجسم مع الزمن، فتعرقل فرز البروتينات بالمستوى المطلوب لعلاج المرض. وقال فوسينغر: "بالامكان حفظ جهاز جديد في ثلاجة طبيب العائلة يُستبدل به الجهاز القديم مرة كل اربعة أشهر".