لايف ستايل

الوحيد المتخصص في علاج هذا المرض في السودان

مستشفى يهب الأمل لمرضى سرطان الثدي في الخرطوم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتزايد اعداد النساء اللواتي يقصدن مركز الخرطوم لسرطان الثدي، وهو مستشفى خاص وغير ربحي أنشأته اخصائية الاشعة السودانية هانية فضل، ويعتبر الوحيد في السودان الذي يعالج هذا المرض المتفشي.

الخرطوم: ابلغ الاطباء في ولاية النيل الابيض جنوب الخرطوم عايدة عبد الله ذات التسعة واربعين عاما بانها مصابة بالسل المعدي والتهاب المفاصل والعضلات ولكنها عندما سافرت الى العاصمة بعد أشهر تم تشخيص اصابتها بسرطان الثدي.

واليوم بات السرطان منتشرا إلى كبدها وتستعد عايدة لاجراء عملية جراحية في مركز الخرطوم لسرطان الثدي، المركز الوحيد المتخصص في علاج هذا المرض في السودان الذي يعيش فيه حوالي ثلاثين مليون نسمه.

قالت عايدة وهي ترتدي ثوبا سودانيا باللونين البرتقالي والليلكي في العيادة شديدة النظافة ""أسرتي كلها كانت مستاءة. شعر الجميع بالقلق لأننا لم نعرف هذا المرض من قبل".

يعاني السودان من غياب التوعية بهذا المرض وقلة مراكز تشخيصه خاصة في اوساط المزاعين الذي تنتمي اليهم عائلة عايدة في ولاية النيل الابيض المتاخمة لجنوب السودان الذي يشهد حربا اهلية.

ولذلك يتم تشخيص العديد من النساء السودانيات بسرطان الثدي بعد ان يصبح المرض متقدما.

وتتزايد اعداد النساء اللواتي يقصدن مركز الخرطوم لسرطان الثدي وهو مستشفى خاص وغير ربحي أنشأته اخصائية الاشعة السودانية هانية فضل.

انتشار هذه المشكلة بين النساء هو ما دفع هانية للعودة الى بلادها بعد ثلاثة عقود من العمل في مجال الاشعة وتشخيص سرطان الثدي في لندن.

وقالت هانية "أثناء زياراتي للسودان لاحظت تزايد اعداد النساء المصابات بالمرض وقلة وضعف فرص التشخيص والعلاج".

قررت هانية المساعدة بفضل خبرتها وحالفها الحظ في الحصول على تمويل بقيمة 14 مليون دولار من مؤسسة خيرية يديرها زوجها السابق رجل الاعمال البريطاني مو ابراهيم لاكمال بناء المستشفى.

وقالت فضل البالغة من العمر 68 عاما وهي تجلس في مكتبها في البرج ذي الواجهات الزجاجية الذي استغرق انشاؤه خمس سنوات "كانت معركة حقيقية، احتجنا للكثير من المثابرة والكثير من المال".

تجاهلت هانية تحذيرات المستشارين الماليين الذين نصحوها بالتخلي عن المشروع، وقررت شراء جهاز فحص الثدي الرقمي وجهازي تخذير وفتحت المركز في أكتوبر2010 .

بات المركز يستغرق كل وقتها وهي تعيش في شقة في الطابق الأعلى فوق ممرات المركز حيث تتجول نساء يرتدين الثوب السوداني التقليدي الملون ويتنقلن من غرفة الي غرفة بقلق للحصول على صورة للثدي، وفحص الانسجة وحتى عملية جراحية.

في السابع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر ستسافر فضل الى لندن لتسلم وسام الأمبراطورية البريطانية تكريما لجهودها في رعاية النساء، ولكنها تعرف ان عملها لم ينته.

فهي تسعى لجعل المرضى المقتدرين يدفعون التكاليف لتغطية تكلفة علاج غير القادرين مثل عايدة.

يغطي المركز العلاج الكيميائي لعايدة و80% من تكلفة العملية الجراحية.

وفي غرفة مزينة باوراق ملونة للتوعية بالسرطان بدت عايدة منهكة بعد اربعة اشهر من العلاج الكيميائي ولكنها ممتنة رغم عن ذلك.

وتعد رسوم المركز التي تعادل 50 دولارا اميركيا لفحص الثدي بالاشعة مرتفعة بالنسبة لكثير من المرضى، لكنهم يحصلون على تغطية 40% من تكاليف العمليات الجراحية.

وفي غياب احصائية رسمية للمصابات بسرطان الثدي، قالت هانية فضل انه من بين حوالي 2000 حالة يتم تشخيصها سنويا يتوفى 60% نتيجة نقص الرعاية.

وهذه المشكلة لا ينفرد بها السودان وانما هي منتشرة في العديد من الدول النامية حيث تقل الموارد للفحص والتوعية.

وتاتي نسوة من تشاد وجنوب السودان واثيوبيا للعلاج في مركز الخرطوم.

وقالت اوفيرا جينسبرغ المتخصصة في سرطان الثدي بمنظمة الصحة العالمية ان "اثنين من كل ثلاث نساء يتوفين بسرطان الثدي وتسعا من كل عشر يتوفين بسرطان عنق الرحم يعشن في بلدان فقيرة او متوسطة الدخل".

وعلى الرغم من الاجهزة الحديثة وفريق العمل المتدرب يمثل العمل في السودان تحديا فريدا لهانية فضل اذ تخضع البلاد لعقوبات اقتصادية من قبل الولايات المتحدة الاميركية منذ 1997 بتهمة دعم الارهاب وانتهاك حقوق الانسان.

فعندما تعطل جهاز فحص الثدي الذي اشترته من شركة اميركية في نيسان/ابريل الماضي كان عليها ان تنتظر عشرة اسابيع للحصول على اذن ليأتي مهندس ومعه قطع الغيار لاصلاح الجهاز.

واضافت فضل "لدينا سيدات من جنوب السودان ودارفور يذقن عذابا مريرا للوصول الى هنا". وعندما كان الجهاز معطلا كان عليهن ان يذهبن ويعدن لاحقا.

ولكن المركز يحقق نجاحات كثيرة ايضا.

ولاحظت سامرين فاروق حباني الطبيبة في المركز منذ 2013 تغيرا في الحالات. فعند قدومها كانت الحالات التي تاتي في مرحلة متاخرة جدا، وبعضها على العكس من حالة عايدة لا يمكن مساعدتها.

كانت تلك اوقاتا صعبة بالنسبة لهذه الطبيبة البالغة من العمر 28 عاما التي اضافت "الان اصبحنا نستقبل حالات في وضع مبكر والناس لديها فهم افضل لأهمية الفحص".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف