لايف ستايل

سر الماء المقدس في جبال الألب!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&طريق طويل يأخذه المرضى عبر دروب الجبل الألبي المطل على قرية "نوسن دورف " الواقعة على الخط الحدودي الفاصل بين ألمانيا والنمسا، إنهم يذهبون من أجل الشراب والاستحمام من ماء ينبوع "كيرشن فالد " المقدس، فهو يشفي مرضى العيون، ويقضي على الأوجاع والالتهابات ويمنح الجسم طاقة تعيد له نشاطه وحيويته .

" دورتا شتاين باخر "مؤلفة كتاب " أسرار ينابيع الماء في بافاريا "، هي أكثر من يعرف أسرار كل تلك العيون المائية البافارية التي لها علاقة بشفاء الإنسان من الأمراض، فالكاتبة الصحفية المعروفة بأبحاثها وكتاباتها في كشف أسرار الطبيعة في المناطق الآلبيةهي أفضل من يرافق المهتمين بالتعرف على هذه الينابيع.

أمام ينبوع "كيرشن فالد"، على قمة الجبل ، يتزاحم الناس الذين وصلوا إليه بعد مسيرة أربع ساعات ، وتقول:" شتاين باخر" لقد اشتهر قديما هذا الينبوع بشفاء أمراض العيون، والالتهابات الجلدية منذ أن اكتشفه الرومان قبل التاريخ، وكان الناس يحجون إليه ويتبركون بمائه ويحملونه معهم إلى بيوتهم وحتى الآن مازالوا يأتون إلى هنا للعلاج.

قصة الماء والعلاج به، بل والتبرك به أيضا مثيرة جدا في هذه المنطقة الجنوبية التي تقع تحديدا بين سالزبورج في النمسا وبين ميونيخ في ألمانيا وهي تسمى " كيمزي البنلاند"، مساحتها تقدر بألف وخمسمائة كيلو متر مربع، ووفق "كلاوديا بيكر" مديرة دائرة السياحة في المنطقة: فأنها أكثر المناطق الصحية في العالم تميزا،فهي بها عدة ينابيع شهيرة غنية جدا بعناصر اليود والحديد والكبريت تشفي الأمراض وتعالج الالتهابات وتمنح الجسم الطاقة، والماء الذي يجري بين وديان الجبال أو في باطنها مشحون بطاقة مغناطيسية هائلة، وله أهمية كبرى في العلاج سواء للمقيمين في تلك المنطقة أو للزائرين، ويأتي إليها المرضى من كل مكان للاستشفاء وهي تعتبر أكثر مناطق العالم كثافة علاجية، فهي بها 35مستشفي تحتوي على 5.500 سرير .

تقول " شتاين باخر" لا عجب هنا في أن يستخدم الماء في العلاج ، فقد عرف القدماء ذلك من عدة قرون، واستخدموا ماء تلك الينابيع الباقية في علاج الروح والجسد والعيون .
في الأساطير اليونانية والإغريقية الكثير من الحكايات عن الماء المقدس وقدرته علي الشفاء، وتقول مرشدة الرحلة: إن الماء هو أساس الحياة وبدونه لا يمكن أن تستمر، فهو يشكل 70% من جسم الإنسان ، و80 % من مكونات الخلية الحية، وهو يشكل أيضا نحو 71 % من مساحة الكرة الأرضية، وأن هناك أكثر من 80 % من الكائنات الحيوانية على كوكب الأرض تعتمد في إعاشتها على المياه منها 20% تعيش على اليابسة والباقي في الماء.

تحقيق الالتزام الروحي

الماء يلطف جسم الإنسان، ولدية وظائف عديدة، وبدونه لا تتم عملية التمثيل الغذائي، وهو يعمل على تكافؤ الضغط بين الخلايا وأنسجة الجسم ، ويرطب العيون، والجهاز التنفسي. والماء هو الذي يوفر الحماية للطفل في رحم الأم ، وهو المكون الرئيسي للدماء.

ينبوع " ليونارد" القريب من مدينة "روزانهايم " هو الآخر من أشهر ينابيع الجنوب الألماني، تقول عنه " شتاين باخر" أنه اكتشف عام 1734 ومياهه تشفي من سلسلة كبيرة من الأمراض، وتحقق الاتزان الروحي ، وتمنح الجسم الطاقة الإيجابية ، والينبوع مفتوح للعامة ويأتي الناس إليه من المناطق القريبة يملأون ما شاء لهم من ماء بدون مقابل.
ماء الينبوع غنية جدا بعناصر الحديد، وأثبتت التحليلات المعملية أنه من أنقى الماء الموجود في العالم كله، ويقول مدير مصنع الماء المجاور الذي يستخرج الماء من خمس ينابيع مجاورة إننا نصدر ماء الينابيع إلى كل أرجاء أوروبا.

في قرية" بيرناو" المشهورة بمخازن المياه الجوفية في باطنها، تؤثر الطاقة المنبعثة من تلك المياه علي الأجسام البشرية. تجربة مثيرة لطاقة المياه الكهرومغناطيسية التي تستقبلها أجسامنا من باطن الأرض تقوم بها خبيرة المياه " ارسولا رويش " فهي تسلم كل من يريد اختبار الطاقة التي يستقبلها الجسم البشري " أنتينا" عبارة عن سلك ملفوف يتم القبض عليها بكلتا اليدين بطريقة معينة وعندما يسير المرء في المنطقة التي حددتها عدة أمتار ذهابا وإيابا حتي يخزن الجسم الطاقة الكهرومغناطيسية الناتجة عن ذبذبات جزيئات المياه الجوفية في تلك المنطقة، يبدأ السلك في التحرك الى الأسفل.
تشرح" ارسور رويش" تلك الظاهرة بقولها: إن الجسم يستقبل الطاقة التي تخرج من الماء علي شكل ترددات وينقلها إلى" الأنتينا" التي تتحرك إما إلى أعلي أو اسفل ، تشير خبيرة المياه إلى منطقة أخرى بها علامتين إحداهما لتفريع الشحنات الزائدة في الجسم والأخري لشحن الجسم بالطاقة.. وتقول: إنها تختبر أرض البناء قبل تشييد المنازل في تلك المنطقة حتى تحدد لأصحاب المنزل أفضل الأماكن لغرف الأطفال أو غرف النوم كي يستطيع الفرد النوم بشكل هادئ وجيد وان يمتلك التركيز الكافي.
&&من أكثر القصص إثارة في تلك المنطقة هي قصة "ماريا فوتنر" التي ولدت في عام 1821 أي قبل قرنين من الزمان، فقد عاشت 52 عاما مكتفية فقط بشرب الماء، ولم يستطع العلم قديما ولا حديثا فك هذا اللغز، إذ انه من المستحيل أن يبقي الإنسان علي قيد الحياة دون طعام إلا لفترة عدة أيام معدودة . كانت قد أصيبت وهي طفلة بداء الجدري وبعد أن شفيت منه امتنعت تماما عن الأكل واكتفت بشرب الماء، وفي سنة 1843 م وصلت أخبارها إلى ملك بافاريا الذي أمر أطبائه استدعائها إلى ميونيخ العاصمة وبحث حالتها، وعندما وصلت ماريا إلى المستشفي أُخضعت لرقابة صارمة من أجل منع أي طعام عنها، وتم فقط إمدادها بالماء والعصائر، وظلت علي هذا الحال خمسة أسابيع غير أن تغيرات طفيفة طرأت عليها بالنظر إلى عدم شربها من نفس ماء العين التي كانت تشرب منها في قريتها .

نقاوة الماء والطبيعة
&لم يجد الأطباء بعد الخمسة أسابيع أي تفسير لتجربتهم معها، وكتبوا في التقرير الذي تم رفعه إلى الملك إنها حالة استثنائية لا يجدون لها أي تفسير علمي منطقي، وفي نفس الوقت دونوا أيضا أنه لم يثبت لديهم أي دلائل في أن المرأة تمارس أي نوعا من الدجل أو الخداع لأنها لا تحاول التربح ولا الكسب من هذه الظاهرة التي تنفرد بها. وظلت هكذا حتى توفيت في عام 1884م
في منطقة شلال" شوسرين" الذي ينساب الماء فيه من ارتفاع 90 متر: ووفق دورتا شتاين باخر فإن المناخ في منطقة الشلال هو أنقى وأنظف مناخ في العالم كله ، وتقول : يأتي إلى هنا بانتظام الأطفال الذين يعانون من أمراض التنفس، والنساء اللواتي ترغبن في الحمل .. وتصف الشلال في كتابها قائلة: إن البقاء فيه لمدة من الزمن كافي لإزالة التوتر ومنح الجسم الراحة الكافية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف