لايف ستايل

اكتشاف يعد بعلاج دون عقاقير قاتلة للألم

خلايا عصبية رادعة للألم في النخاع الشوكي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تكهن الأطباء قبل 50 سنة بنظرية "بوابة التحكم"، أو خلايا "ردع الألم" في النظام العصبي، إلا أنهم عجزوا عن تحديدها. علماء سويسريون تمكنوا الآن من تصوير الخلايا الرادعة للألم في النخاع الشوكي، ما يفتح آفاقًا لمعالجة الآلام من دون عقاقير. &ماجد الخطيب:&ينتقل الإحساس بالألم من الجهاز العصبي المحيطي إلى الجهاز العصبي المركزي بواسطة الخلايا العصبية وعبر النخاع الشوكي، إلا أن هناك خلايا عصبية أخرى في النخاع الشوكي، مهمتها كبح ايعازات الألم كما كشف فريق من العلماء السويسريين من جامعة زيورخ التقنية ومن جامعة زيورخ العلمية. وهذا يفسر لماذا لا تصل بعض إيعازات الشعور بالألم عند بعض المرضى إلى أدمغتهم.&بوابة التحكمتعمل الخلايا العصبية كالحاجز الدماغي الذي يسمح بمرور بعض الأدوية إلى الدماغ، وتقرر بالتالي ما إذا كان الإنسان يشعر بهذا الألم أم لا. وهذا يعني أن تحفيز هذه الخلايا مستقبلًا، بالانزيمات الطبيعية وغيرها، يمكن أن يكفي الإنسان حاجة العقاقير القاتلة للألم، التي يختلف الأطباء حول مضارها الجانبية كما يختلف علماء البيئة حول ضررها على البيئة.قبل خمسة عقود، وضع عالم بيولوجيا الأعصاب باتريك وول والعالم النفساني رونالد ميلزاك نظرية "بوابة التحكم" العصبي، التي تصورت وجود خلايا رادعة للألم في النظام العصبي المحيطي، مهمتها ايقاف وصول ايعازات الألم إلى الدماغ. واحتاجت البشرية إلى 50 سنة كي تتمكن من تشخيص الخلايا المسؤولة عن هذه الآلية العصبية، وفي هذه الفترة تضاعفت آلام الناس 3 مرات رغم العقاقير الفعالة القاتلة للألم. ويعاني اليوم 20% من الأوروبيين من آلام مزمنة، مختلفة المنشأ، ويتعاطون الأدوية القاتلة للألم بسببها باستمرار.&عمق القرن الخلفيذكر العالم اولريش زايلهوفر، استاذ علم العقاقير في جامعة زيورخ، أنهم شخصوا الخلايا الرادعة للألم في عمق القرن الخلفي من النخاع الشوكي. أضاف: "هذه الخلايا تستخدم الحامض الأميني غلايسين في كبح ايعازات الألم الصادرة عن أطراف الجسم".استخدم زايلهوفر وفريق عمله فيروسات معدلة وراثيًا لإصابة هذه الخلايا بالضبط بالشلل في الحيوانات المختبرية. وظهر بعد ذلك أن كبح جماح هذه الخلايا، التي تفرز الغلايسين، أدى إلى مضاعفة آلام الحيوانات، وإلى إصابتها بنوبات ألم لا مصدر لها.عمل فريق العمل بعد ذلك على تطوير فيروسات أخرى معدلة وراثيًا تعمل على تنشيط هذه الخلايا الواقعة في عمق القرن الخلفي من النخاع الشوكي. وكانت النتائج هي أن صار الفئران من المجموعة الثانية يشعرون بألم أقل بكثير من الفئران في المجموعة الأولى، التي تم فيها كبت نشاط الخلايا الرادعة للألم.المهم أيضًا، وبعد تحفيز الخلايا الرادعة في الحيوانات المختبرية، هو أن الآلام المزمنة القوية تراجعت أيضًا. ووصف زايلهوفر "أقلمة" الخلايا الرادعة للألم بعملية تمريخ مواضع الألم في جسم الإنسان، لأن تمريخ هذه المواضع برفق يقلل الإحاس بالألم.&وضد الحكةالنتيجة المفاجئة في هذه التجارب، بحسب تصريح العالم السويسري، هي أن تنشيط الخلايا الرادعة للألم قلل أيضًا رغبة الإنسان بحك جلده. والأهم هو أن تفعيل عمل هذه الخلايا قلل كل مظاهر وأنواع الحكة وهرش الجلد الناجمة عن مختلف الأمراض.تقول نظرية "بوابة التحكم" القديمة إن الخلايا الرادعة للألم يمكن تحفيزها خارجيًا بالتمريخ. ويقول العلماء السويسريون إنه صار من الممكن تحفيز نشاط هذه الخلايا عن طريق تمسيد نهايات الأعصاب الجلدية الناقلة لايعازات الألم برفق. تأكيدًا لذلك، أدى تنشيط الخلايا العصبية العادية، على حافة النخاع الشوكي، وهي الخلايا الناقلة لايعازات الألم، بواسطة أنزيم غلايسين إلى تقليل الآلام أيضًا.ورغم هذا الانجاز، الذي أكد نظرية عمرها 50 سنة، بقي العلماء على أرض الواقع، وقال زايلهوفر إن ما ثبت عن طريق التجارب على الحيوانات المختبرية، سيحتاج إلى سنين طويلة كي يمكن تطبيقه على الإنسان. وأضاف أن هدف فريق العمل المقبل سيكون محاولة تحفيز الخلايا الرادعة للألم في الإنسان، باستخدام انزيمات طبيعية، والتخلي عن العقاقير القاتلة للألم.&متساوون في الألملم تظهر مؤشرات على وجود فرق في تفاعل الحيوانات المختبرية مع تحفيز الخلايا الرادعة للألم بين الجنسين، ورغم وجود أدلة على أن النساء أقل إحساسًا بالألم من الرجال. ويقول العلماء بوجود اختلاف ضئيل، لكن هام، يجعل الرجال أقل شعورًا بالألم من النساء، إلا أن هذا الفرق لا يعني أن الرجال "أقل إحساسًا" من النساء. وتعود هذه الحقيقة، بحسب تقدير الباحثين الاميركيين، إلى فرق قليل في طريقة تلقي وبث الخلايا العصبية لإيعازات الألم.وذكر فريق العمل الاميركي في مجلة "بروسيدنغز" المختصة أن بروتين GIRK2 يلعب دورًا أساسيًا عند الرجال في الإحساس بالألم وفي حساسيتهم للأدوية. إلا أن التجارب تثبت أن هذا البروتين لا يلعب أي دور بالعلاقة بالألم عند النساء. وهذا يعني أن إزالة هذا البروتين او كبح جماحه سيساوي بين الرجل والمرأة من ناحية الإحساس بالألم.هذا يعني أيضًا أن العلماء الاميركيين، اذا نجحوا في إزالة هذا البروتين، سينجحون في إزالة نقطة خلاف أخرى من أجندة الخلاف القديم حول الفوارق بين المرأة والرجل، ويأمل العلماء من هذا الاكتشاف بالتوصل إلى إنتاج عقار مضاد للألم خاص بالمرأة.
أدوية في مياه الشربتمتد المضاعفات الجانبية للأدوية القاتلة للألم بين تشمع الكبد والضعف الجنسي، لكن العلماء يحذرون أكثر من دورتها في دورة المياه الطبيعية بعد أن توصلوا إلى أنها ثاني المواد التي تلوث مياه الشرب بالعقاقير.وقدر خبراء البيئة الألمان تسلل نحو 4 آلاف طن من الأدوية والعقاقير ومركباتها سنويًا إلى دورة المياه العذبة في الطبيعة في ألمانيا فقط. ويكون تلوث مياه الشرب بليغًا في حالة احتساب تسلل الأسمدة الكيميائية والأصباغ والمواد الكيميائية وغيرها إلى التربة ومنها إلى المياه الجوفية.جاءت هذه التقديرات في ندوة خاصة عن الموضوع، أقامها معهد دايملر-بنز في العاصمة الألمانية برلين، وحضرها عشرات الباحثين في شؤون تلوث البيئة. وتحدثت الدراسات التي قدمت في الندوة عن تسلل 95% من الأدوية التي يتعاطاها الإنسان إلى مياه المراحيض، عبر الأدرار والغائط، وبلوغها بالتالي إلى دورة المياه في الطبيعة.نسب أخرى من هذه المواد تتسلل إلى دورات المياه بسبب التخلص من الأدوية الزائدة والمستهلكة في التواليتات أو في برميل القمامة. وسجلت دراسة أخرى، واصلت البحث عن آثار الأدوية والعقاقير في مياه الأنهر منذ السبعينات، احتواء الماء على أكثر من 100 مادة كيميائية تدخل في صناعة العقاقير المختلفة.
حبوب منع الحمل مسؤولةوجهت العالمة تامارا غرومت، المختصة بالمواد السامة من دائرة البيئة الاتحادية، اصبع الاتهام إلى العقاقير الهرمونية وحبوب منع الحمل التي ثبت تأثيرها على الأحياء المائية. وقالت إن الأبحاث لا تستبعد تأثير هذه الهرمونات على البشر من خلال تواجدها بكميات ضئيلة في مياه الشرب. وبالنظر إلى وجود نسبة واضحة من المضادات الحيوية في مياه الأنهر، فقد طالبت غرومت بفرض رقابة مشددة على مياه مجاري المستشفيات حيث تتركز إفرازات المرضى ومياه الغسيل ويكثر استخدام المضادات الحيوية.وعرضت وزارة البيئة في ولاية راينلاند بفالز 6 دراسات عن مياه نهري نيكر وكورش قرب شتوتغارت، تشي بوجود 28 مادة علاجية في المياه. وتبدو مواد تلوين الأشعة والأدوية القاتلة للألم والمضادات الحيوية وحبوب منع الحمل في مقدمة المواد المتواجدة في مياه النهرين. واستعرضت غرومت معطيات جديدة حول الموضوع تكشف تركز المواد المضادة للصرع وعقار دكلوفيناك، المستخدم بكثر في علاج الإصابات الرياضية وعلاج آلام المفاصل، في مياه النهرين المذكورين.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف