لايف ستايل

وضع البرازيل أمام استحقاق صعب

"زيكا"... فيروس يقتحم الأجنة ويشل نمو الدماغ

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تكن بداية العام 2016 إيجابية لناحية الطالع الصحي، حيث استشرى&فيروس "زيكا" طارقا أوسع أبوابه في الأميركيتين وبعض الدول الأفريقية ليثير القلق والتأهب.

فيروس "زيكا" الذي يهدد حياة الأجنة وهم في أرحام أمهاتهم ، أحدث قلقا في واسعا لنحو 20 دولة في منطقة أميركا اللاتينية. خاصة بعد تسجيل وفيات عدة في صفوف الأطفال حديثي الولادة. والفيروس هذا يصيب الجهاز العصبي للأطفال المولودين حديثا لأمهات مصابات بالفيروس مما يحدث خلللا في النمو الدماغي للأجنة.& وتعد البرازيل من أكثر الدول المهددة بانتشار الفيروس مما استدعى رفع حالة الطوارئ في بلد يتحضر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2016 .

وبدأ تاريخ المرض عند ظهوره في أوغندة الأفريقية في العام 1947 ، إلا انه لم يكن يعد من الأمراض الخطيرة رغم تسجيل أول إصابة في في نيجيريا عام 1954. إلا ان سرعة تفشيه العام الماضي في البرازيل استدعى رفع حالة التأهب ودق ناقوس الخطر. ومن المعروف أن الفيروس يسري في كل من أفريقيا والأميركتين وآسيا والمحيط الهادئ.

الوقاية بأبسط الطرق

وينتقل الفيروس من شخص الى آخر بشكل أساسي عبر البعوض من نوع "الزاعجة"، والى اليوم لا يوجد لقاح فعال يقي من الاصابة بالمرض. لذا لا بد من التعرف على أهمية سبل الوقاية الشخصية لتفادي انتشار الفيروس من فرد لآخر. وبما ان مكافحة المرض علاجيا هو شبه مستحيل الى اليوم، يوصي الخبراء بضرورة اتباع خطة دفاعية ضد التعرض للسعة البعوض سواء خارج أو داخل المنزل . لذا لا بد من تغطية كافة أجزاء الجسد باللباس المناسب إضافة الى استعمال المبيدات المناسبة لطرد الحشرات من المنازل وكذلك حجرات النوم. ناهيك عن ضرورة التخلص من القمامة من المنزل باستمرار خلال النهار وتفادي الاحتفاظ بالمياه الراكدة التي تعد مركز استقطاب للبعوض والبرغش.

هو في تلك البلدان
إضافة الى انتشاره الواسع في البرازيل إلا انه سجل بعض الاصابات في كل دول أميركا اللاتينية التالية: باربيدوس وبوليفيا وكولومبيا وجمهورية الدومنيكان وإكوادور والسلفادور وغيانا الفرنسية وغواتيمالا وغوادلوب وغيانا وهاييتي وهندوراس ومارتينيك والمكسيك وبنما وباراغواي وبورتو ريكو وسانت مارتن وسورينام وفنزويلا.

الخطر على الأجنة فقط
وإذا أردنا طمأنة القراء، فان الفيروس لا يؤذي الكبار عند الاصابة به ويتم التعاطي معه كأي فيروس آخر يتطلب الراحة والاكثار من السوائل إثر التعرض للحمى. لكن الخطر الأكبر يكمن في انتقاله من الأم المصابة الى الجينن مما يحدث خللا في نمو الدماغ وبالتالي يولد الجنين برأس صغير مقارنة مع جحم الجسد. ويتوقف الدماغ عن النمو بشكله الطبيعي، وفي حال نجاة المولود من الموت فيعيش بإعاقة ذهنية تمنع استجابة الجسد للأوامر الدماغية.
&

البرازيل أمام استحقاق مصيري
وتقف البرازيل التي تتحضر عاصمتها ريو ديجينيرو& لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2016 أمام استحقاق صعب لاختبار قدرتها على احتواء المرض وهي تسعى لتعقيم الأجواء العامة والقضاء على البعوض لتفادي إصابة السائحين واللاعبين من لسعات البعوض الخطرة.
من جهتها حثت رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، أميركا اللاتينية على التوحد من أجل مواجهة الفيروس. وقالت في مؤتمر قمة بالإكوادور إن تبادل المعلومات حول هذا المرض هو السبيل الوحيد للقضاء على الفيروس.

علامات المرض
يتم تحديد الاصابة بالمرض عبر فحص متخصص للدم وليس عبر الاختبار المصلي نظراً لأن الفيروس قد يتفاعل تفاعلاً مشتركاً مع الفيروسات المصفرة الأخرى مثل فيروسات حمى الضنك وغرب النيل والحمى الصفراء. ويتطلب ظهور علامات المرض نحو. وتشبه أعراضه أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى مثل الحمى والطفح الجلدي وآلام العضل والمفاصل والتوعك والصداع. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين و7 أيام.

الصحة العامة&تتأهب

من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اجتماع عاجل للجنة الطوارىء في الاول من شباط(فبراير) بعد تسجيل انتشار سريع في القارة الاميركية لفيروس زيكا . وقالت مديرة المنظمة مارغريت تشان خلال اجتماع للدول الاعضاء في المنطقة في جنيف ان زيكا الذي رصد العام الماضي في الاميركيتين "ينتشر الان بسرعة كبيرة جدا" وأضافت ان هناك خوفا من "امكان انتشاره على المستوى العالمي".

وقالت انه تم اليوم "الابلاغ عن حالات في 23 بلدا ومنطقة في الاميركيتين. مستوى التأهب مرتفع للغاية".

وقالت منظمة الصحة في بيان انه أمام خطورة الوضع، قررت تشان دعوة لجنة الطوارىء للاجتماع لاتخاذ قرار بشان الحاجة الى اعتبار الوباء "حالة صحية عامة طارئة على المستوى العالمي".

وتخشى المنظمة من "تضافر محتمل للمرض الفيروسي مع تشوهات خلقية وأعراض عصبية" وكذلك من "نقص المناعة لدى السكان في المناطق التي ظهر فيها الفيروس حديثا وعدم توفر لقاحات او ادوية وعلاجات محددة وفحوصات للكشف السريع عن الاصابة". وتوقعت تشان من جهة ثانية تكاثر البعوض الناقل للمرض بسبب الأعاصير.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف