تفضيل مذاق الأطعمة الغنية بالدهون "محفور في جيناتنا"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ميشيل روبرتس
محررة شؤون الصحة، بي بي سي
قال باحثون في بريطانيا إن عوامل وراثية هي السبب في تفضيل بعض الأشخاص مذاق الأطعمة الدهنية، وهو ما يزيد احتمالات إصابتهم بالبدانة.
وقدم فريق من جامعة كامبريدج لـ 54 متطوعا كمية غير محدودة من الدجاج، تليها نوع من الحلوى.
وكانت بعض الوجبات تحتوي على كميات عالية من الدهون، بينما كانت أخرى قليلة الدسم.
وكان أولئك الذين يحملون جينا يرتبط بالفعل بالبدانة أكثر تفضيلا للطعام عالي الدهون وتناولوا كمية أكبر منه.
جينات دهنيةويطلق على هذا الجين اسم "إم سي فور أر".
ويعتقد أن نحو شخص من بين كل ألف شخص يحمل نسخة معيبة من هذا الجين الذي يتحكم في الجوع والشهية، وكذلك مدى قدرتنا على حرق السعرات الحرارية.
وتعد الطفرات في جين "إم سي فور أر" هي السبب الوراثي الأكثر شيوعا للبدانة المفرطة في العائلات، بحسب الباحثين.
ويقول الخبراء إن البشر ربما طوروا جينات الجوع لمواجهة أوقات المجاعة.
وعندما يندر الغذاء فمن المنطقي أن يتناول الشخص الطعام ويخزن المزيد من الدهون لمواجهة المجاعة.
لكن وجود خلل في جين "إم سي فور أر" يعني أنه قد لا يمكن سد الجوع.
وأدرج العلماء في الدراسة، التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكشنز"، قائمة اختبار تختلف فقط في محتواها من الدهون أو السكريات.
وكانت لكل نسخة من النسخ الثلاث من الوجبة الرئيسية الشكل نفسه، والطعم نفسه - بقدر الإمكان. لكن النسخ تباينت من حيث مستوى الدهون بين منخفضة ومتوسطة وعالية. وقدم للمتطوعين عينة صغيرة من كل نسخة ثم تركوا ليأكلوا ما يشاؤون من أيّها.
وحدث الأمر نفسه بعد ذلك مع صنف من حلوى، لكن هذه المرة كان التفاوت في كمية السكر وليس الدهون.
وبالرغم من عدم وجود اختلاف كلي في كمية الطعام التي تناولها الأفراد، فإن الـ 14 شخصا الذين لديهم خلل في جين "إم سي فور أر" تناولوا بدون قصد كمية أكبر بكثير من وجبة الدجاج عالية الدهون، مقارنة بالـ 20 شخصا النحفاء والـ 20 شخصا الذين يعانون من البدانة المفرطة في الدراسة.
وفيما يتعلق بالحلوى، فإن حاملي جين "إم سي فور أر" هم فقط الذين لم يفضلوا تناول الأطباق عالية السكر.
وقالت صدف فاروقي، المعد الرئيسي للدراسة والتي تعمل بمعهد ويلكوم ترست للأبحاث الطبية وعلوم التمثيل الغذائي في جامعة كامبريدج، إن النتائج تشير إلى أن جزء من تفضيلنا لأنواع معينة من الغذاء يعود إلى علم الأحياء وليس إرادتنا الحرة.
وأضافت "حتى لو تحكمت بشكل كبير في شكل وطعم الغذاء، يمكن لأدمغتنا أن تتعرف على المحتوى الغذائي".
وأردفت "معظم الوقت نتناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات. ومن خلال اختبار هذه المواد الغذائية بعناية بشكل منفصل في هذه الدراسة، واختبار مجموعة نادرة نسبيا من الأشخاص الذين يحملون جين إم سي فور أر المعيب، يمكننا إظهار أن مسارات محددة في الدماغ يمكنها تغيير تفضيلنا للغذاء".