لايف ستايل

الأمراض النفسية تتفاقم في العالم العربي وسط العنف والاضطرابات

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة استحداث "وزارة للسعادة"، وهو ما يُعد مؤشرا على ارتفاع نسبة الأمراض النفسية في المنطقة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الدول العربية تتصدر العالم في نسبة الاكتئاب، مع تفاقم العنف وغياب الاستقرار فيها والزيادة السريعة للطابع الحضري للحياة.

إلا أن مفهوم "الصحة النفسية" يساء فهمه في العالم العربي وكثيرا ما يجري تجاهله، مما يشجع على اللجوء إلى المخدرات.

وزارة السعادة

وزيرة السعادة في الإمارات العربية المتحدة تدعى عهود الرومي، وهي في الثانية والثلاثين، وواحدة من 8 نساء في الحكومة. وقال رئيس الوزراء، محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن الوزارة استحدثت بهدف توجيه سياسة الحكومة نحو مصلحة الشعب وإحساسه بالرضى.

وأضاف أن المشروع سوف يعالج بهيكلية مدروسة "فالسعادة ليست أمنية، بل ستكون هناك خطط وبرامج ومشاريع لتوجيه عمل الوزارات نحو تحقيق السعادة للمواطن". وجاء الإجراء استجابة لإحصائيات تشير إلى أن الأمراض النفسية في زيادة على امتداد العالم العربي.

وأعلنت سلطة الصحة في دبي العام الماضي أن الاكتئاب أصبح المشكلة الصحية الأوسع انتشارا في الإمارات، وأنه تفوق على أمراض القلب التي كانت أكثر انتشارا.

غياب الثقة

ومن العوامل التي تفاقم انتشار الأمراض النفسية الأوضاع المالية المتردية والبطالة والعنف وعدم الاستقرار. ويتضح من الإحصائيات الصحية للبنك الدولي أن 7 بلدان من عشرة تتصدر العالم في ظاهرة الاكتئاب لدى النساء هي بلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقالت سارة، وهي مريضة من العراق، إنها بدأت تعاني من أعراض "القلق" و"الهوس السلوكي" بعد أن قتل شقيقها وابن شقيقها أمامها. وقالت لصحيفة "العربي الجديد" إن هناك سوء فهم للأمراض النفسية في العالم العربي، وإنها تخشى الإفصاح عن مرضها من خلال البحث عن علاج له.

وقالت امرأة أخرى لصحيفة "أخبار العرب" السعودية إن الأمراض النفسية منتشرة بين أبناء الجيل الجديد بشكل خاص، لأنهم يصابون باليأس بسرعة ولا يستطيعون التعامل مع الأوضاع الطارئة.

ويعتقد آخرون أن الاكتئاب راجع لانعدام الثقة أو "للذاتية المفرطة" لكن للأطباء رأيا آخر. وورد في دراسة للطبيب النفسي المصري أحمد عكاشة نشرت عام 2012 أن "المرضى النفسيين كثيرا ما ينخرطون في نقاشات ذات طابع ديني، وذلك بسبب الطبيعة المتدينة للمجتمع المصري".

وتشير الدراسة إلى وجود نسبة عالية من "التعلق المفرط بالدين"، مما يشير إلى أن "انعدام الثقة" لا يمكن أن يكون سببا.

الهروب من الواقع

ويتفق معظم الأطباء النفسيين والمنظمات غير الحكومية على أن الارتفاع الحاد في الاكتئاب على امتداد المنطقة منذ اندلاع "ثورات الربيع العربي" هو نتيجة لتردي الأحوال الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة الاتجاه نحو استخدام المخدرات.

وكشف تقرير صادر عن المجلس الوطني لمكافحة الإدمان في مصر أن مستوى الإدمان هناك تجاوز المعدل العالمي، حيث ارتفع من 6.4 في المئة عام 2011 إلى 30 في المئة في الوقت الحاضر.

ويقول محمد عادل الحديدي الأستاذ بجامعة المنصورة إن مشاهد العنف والدماء في وسائل الإعلام وفي الشوارع بالإضافة إلى تدني الدخول وارتفاع الأسعار وغياب الاستقرار السياسي، كلها تساهم في الشعور بالإحباط والعجز.

وأضاف أن كل هذا دفع الكثيرين للاتجاه للمخدرات من أجل الهروب من الواقع وحالة العجز في التعامل معه. وتحدث صحفي سوري يُدعى أيمن الشامي عن زيادة الإقبال على تدخين الحشيش في جامعة دمشق، ونسب إلى أحد الطلاب قوله "الجميع يدخنون. كيف يمكن مقاومة كل هذا الألم في حياتنا؟".

وأفاد تقرير لرابطة علم النفس الأمريكية بأن 60 في المئة من اللاجئين السوريين يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة"، وأن النسبة مرشحة للارتفاع مع استمرار القتال. لكن في البلدان الأكثر استقرارا كالإمارات، يشير كثيرون إلى المعدل السريع في انتشار نمط الحياة الحضري وقلة النوم كأسباب رئيسة للاكتئاب.

هل "وزارة السعادة" هي الحل؟

الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب تندروا على فكرة "وزارة السعادة" ، وقالوا ساخرين إن "الماريجوانا ستكون فعالة أكثر". أما البعض فاكتفى بمطالب أكثر محدودية، مثل "اختصار السنة الدراسية" وفوز نادي الزمالك بمباراة، بينما قال البعض إن "تعدد الزوجات هو الطريق إلى السعادة" واقترحوا أن تساهم وزارة السعادة في دفع المهور.

ووجه البعض انتقادات إلى خطوة الإمارات ووصفوها "بالنفاق". وقال معلق الشؤون الخليجية أحمد العلي "لن تكون هناك سعادة طالما كان هناك حكام مستبدون". وقال أحد المستخدمين "كل ما نريده هو الأمن والاستقرار في العالم العربي. حين تحققون لنا هذا سنكون سعداء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف