قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أكدت دراسة علمية قامت بها مجموعة من الباحثين أن اتباع حمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية هي علاج للنوع الثاني من داء السكري، ولقد أقيمت التجربة على 30 متطوعًا يعانون داء السكري من النوع الثاني، فاتبعوا حمية غذائية لمدة ثمانية أسابيع تتضمن حوالى 600 إلى 700 وحدة حرارية يوميًا، ويليها نظام أقل صرامة لمتابعة الوزن لمدة 6 أشهر، وكانت النتيجة أن مستوى السكر في الدم تحسن عند 12 منهم. واشنطن: ركزت الدراسة التي قام بإعدادها باحثون من جامعة نيوكاسل، جامعة غلاسكو، وجامعة لاغوس وبتمويل من المعهد الوطني للأبحاث الصحية ونوفو نورديسك الشركة المصنعة لأدوية السكري، على ثلاث وجبات من المشروبات المحضرة طبيعيا (منخفضة السعرات الحرارية) في اليوم، اضافة الى تناول الخضر غير النشوية. اما كمية الطاقة التي كانوا يأخذونها فهي ما بين 624 و700 وحدة حرارية، ثم تم تحويلهم تدريجيا الى نظام غذائي طبيعي، مع رقابة صارمة للتأكد من انهم يتناولون سعرات حرارية أكثر مما كانوا يستهلكون، وتم وضع بعض المعايير خلال فترة التجربة، وهي التركيز على معدل مستوى الجلوكوز في الدم من خلال اجراء تحليل السكر التراكمي HbA1c، قياس حساسية الانسولين لمعرفة مدى استجابة الجسم لتأثيرات الانسولين. ومن المتعارف عليه ان انخفاض حساسية الانسولين في الجسم يعود الى ضعف السيطرة على داء السكري، وانتاج الجلوكوز في الكبد، وذلك لأن الافراط في انتاج الجلوكوز في الكبد هو ايضا بسبب ضعف السيطرة على داء السكري، وقدرة خلايا البيتا في البنكرياس على إنتاج الأنسولين - حيث إن قلة إنتاج خلايا البيتا تعود أيضًا إلى ضعف السيطرة على داء السكري، اضافة الى قياس نسبة الدهون في الكبد، والبنكرياس، وفي كل الجسم.
انخفاض معدل الوزن بعد الحمية وقد تم قياس وزن الاشخاص في بداية التجربة، وفي النهاية تمت اعادة قياس الوزن لمعرفة ما هو السبب الحقيقي للحد من مستوى الانسولين وعودته الى الوضع الطبيعي، مع الاشارة الى ان 12 من اصل 30 كان لديهم متوسط الانسولين طبيعي (أدنى من 7 مليمول / لتر). وتبين أنه بعد اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لمدة ستة أشهر جميعهم ما زال لديهم مستوى انسولين طبيعي. في حين انه انخفض معدل الوزن للمجموعة الكاملة من 98 كيلوغراما الى 84.7 كيلوغراما في نهاية الأشهر الستة، وكانت خسارة الوزن مماثلة بين الذين عادوا الى الوضع الطبيعي وأولئك الذين لا يزالون يعانون داء السكري. أما الأشخاص الذين تمكنوا من العودة الى مستويات السكر العادية فهم اصغر سنًا (متوسط العمر 52 مقابل 60)، فضلا عن انهم يعانون داء السكري منذ فترة وجيزة (متوسط 3.8 سنوات مقارنة مع 9.8 سنوات).
مدخل لعلاج شامل وقال الباحثون إن الأشخاص الذين حصلوا على مستويات السكر في عودتهم إلى وضعها الطبيعي - كان مستوى الجلوكوز في بداية الدراسة منخفضًا عن الباقين، ولديهم المزيد من الأنسولين في مجرى الدم، ما يشير إلى أن قدرة خلايا البيتا على إنتاج الانسولين كانت أفضل. وخلصوا الى أن اتباع حمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية تؤدي الى ازالة الدهون من البنكرياس، وهذا يسمح لخلايا البيتا بالعودة الى إنتاج مستوى طبيعي من الانسولين استجابة الى الجلوكوز. وقالوا إن البيانات الحالية تؤكد انخفاض سكر البلازما في الدم مع اتباع حمية منخفضة السعرات الحرارية لمدة ستة اشهر، لكن السؤال المطروح هل هذه الطريقة اذا ما اتبعت على المدى الطويل من الممكن أن تعالج كل أنواع داء السكري؟. وأشاروا الى أن النوع الثاني من السكري من الممكن فهمه الآن على أنه نتيجة متلازمة الأيض، وهي مزيج من الاضطرابات الصحية تنتج بصفة رئيسة من زيادة الوزن والسمنة. وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بداء السكري.
شكوك حول الدراسة ونشرت صحيفة الدايلي ميل هذه الدراسة مشككة بنتائجها على اعتبار انها لم تقارن اتباع حمية منخفضة السعرات الحرارية مع العلاجات الاخرى، ووصفتها بالدراسة العشوائية وغير المنتظمة. ولفتت الى أن الأشخاص الذين تم انتقاؤهم لديهم دافع قوي لخسارة الوزن، ولا يمكن اعتبارهم مقياسا لنجاح هذا العلاج عند كل الذين يعانون داء السكري من النوع الثاني، وأشارت الصحيفة الى ان نجاح هذه الدراسة جاء على 12 شخصا من اصل ثلاثين أي اقل من النصف، وهذا يدل على عدم نجاحها بالشكل المطلوب. تجدر الإشارة الى أن داء السكري من النوع الثاني هو أحد أنواع مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، ويحدث هذا النوع نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم كفاية كمية الإنسولين المنتجة في البنكرياس، وذلك نتيجة عوامل عدة، أهمها زيادة الوزن وقلة النشاط البدني، ويطلق عليه أيضًا اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين. يختلف هذا النوع عن النوع الاول من السكري، والذي يتوقف فيه البنكرياس عن إنتاج الإنسولين، وذلك نتيجة لتدمير جهاز المناعة في الجسم خلايا بيتا المنتجة للهرمون في البنكرياس. إذ في النوع الثاني من السكري تكون خلايا بيتا تنتج الإنسولين بشكل طبيعي، كما إنها قد تنتج كمية أكبر، ولكنها لا تكون كافية لأيض الغلوكوز في الجسم.