ردم الفجوة بين متوسط عمر المرأة والرجل

تبين دراسة جديدة أجراها العلماء أن احتمالات إصابة الرجل بمرض الزهايمر تزداد مئات المرات إذا فقد الكروموسوم الجنسي من نوع Y. وكانت دراسات سابقة أظهرت أن التدخين يزيد بدرجة هائلة خطر فقدان الكروموسوم Y، مشيرة إلى أن فقدان هذه المادة الوراثية يرتبط بالسرطان أيضًا. 
 
مراقبة المعرّضين
ويقول العلماء إن الكروموسوم Y يقوم بدور بالغ الأهمية لعمل جهاز المناعة بصورة طبيعية، ومن دونه يواجه الجسم صعوبة في مكافحة الخلايا السرطانية وتراكم صفائح الأميولويد في الدماغ، مؤدية إلى الإصابة بمرض الزهايمر. وبذلك يكون الكروموسوم المفقود مسؤولًا عن جملة أمراض تجعل متوسط عمر الرجل أقل من متوسط عمر المرأة.  

واكتشف الآن علماء في جامعة أوبسالا السويدية أنه بالإمكان إجراء اختبار يبين فقدان هذا الكروموسوم، في اختراق يمكن أن يؤدي إلى فحص عام يشخّص الرجال المعرّضين لخطر المرض، بحيث يمكن التدخل طبيًا لمواجهته. 

وقال رئيس فريق الباحثين، الذين أجروا الدراسة البروفيسور لارس فورسبيرغ من جامعة أوبسالا، إن "إضافة الاختبار لإجرائه على السكان عمومًا يمكن أن يتيح للأطباء إمكانية استخدام استراتيجيات وقائية مع الرجال المهددين بالمرض. على سبيل المثال فإنه في حالة السرطان لا تكون الأورام الأولية قاتلة عادة، بل إن عملية انتشارها هي المسؤولة عادة عن الوفاة".  

تقليص الفارق
أضاف البروفيسور فورسبيرغ إن إمكانية تشخيص الرجال المعرّضين للمرض، بسبب فقدانهم الكروموسوم Y، تتيح وضعهم تحت المراقبة واستخدام العلاجات الوقائية المناسبة أيضًا.  

وقال فورسبيرغ إن استخدام هذا الفحص على نطاق واسع "يمكن أن يخفض بصورة جذرية معدلات الوفاة بين الرجال، بل قد ينهي الفارق في متوسط العمر بين الجنسين". 

يحمل الرجال الكروموسوم الجنسي من النوع X والنوع Y، في حين أن المرأة تحمل كرموسومين من النوع X ، الأمر الذي يساعدها على تعميرها سنوات أطول من الرجل. وتحوي كل خلية بشرية 23 زوجًا من الكروموسومات، 22 زوجًا منها تسمى أوتوسومات، والتي تكون فيها الجينات الوراثية والزوج الثالث والعشرون هو الكروموسومات الجنسية. 

يتلاشى مع العمر
يرى علماء أن المرأة تعمّر سنوات أطول، لأنها لا تحمل الكروموسوم Y، الذي يتسبب فقدانه بازدياد خطر المرض والوفاة. ودرس فريق العلماء أكثر من 3200 رجل، متوسط أعمارهم 73 سنة، فوجدوا أن 17 في المئة منهم فقدوا الكروموسوم Y في خلايا الدم، وأن فقدانه يتزايد مع تقدم العمر.

تكون درجة فقدان هذا الكروموسوم أعلى لدى من يُشخّص فيهم مرض الزهايمر. كما إن فقدانه مؤشر إلى احتمال الإصابة بالمرض لاحقًا. ورغم عدم وجود علاج لمرض الزهايمر حاليًا، فالمعروف أن نمط الحياة، مثل النظام الغذائي الصحي والتمارين البدنية والرياضة الذهنية، يمكن أن تدرأ ظهور الأعراض الأولى للمرض. 

أعدت "إيلاف" المادة عن صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية على الرابط أدناه:
http://www.telegraph.co.uk/science/2016/05/23/blood-test-could-finally-see-men-live-as-long-as-women/