أوروبا تدعم مهمة فضائية روسية للحفر على القمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جوناثان آموس
مراسل الشؤون العلمية
وقعت وكالة الفضاء الأوروبية عقدا لبناء نموذج لحفار ومعمل كيمياء، ينطلقان على متن مهمة فضائية روسية إلى القمر في عام 2021.
ويحمل الحفار اسم "بروسبكت"، وسيكون إضافة هامة للمشروع الروسي الذي يحمل اسم "لونا ريسورس".
ويستخرج الحفار المواد الموجودة تحت السطح ويحللها بحثا عن الماء وغيره من المواد.
وتبلغ قيمة الاتفاق ثمانية ملايين يورو، ووقعته شركة "فارنبورو آير شو" مع شركة "ليوناردو فينميكانيكا" الإيطالية، إحدى أكبر شركات الطيران الفضائي.
ويحتاج إتمام المشروع "بروسبكت" إلى اعتماد الوزراء الأوروبيين لمبلغ 65 مليون يورو في اجتماعهم في مدينة لوزان السويسرية بنهاية العام.
كما يستخدم التمويل لتطوير نظام الملاحة "بايلوت"، المستخدم في هبوط الحفار والمعمل.
وقال ديفيد باركر، رئيس الرحلات الفضائية البشرية والاستكشاف الآلي في وكالة الفضاء الأوروبية، إن "البرنامج الفضائي الروسي تولى التخطيط لمشروع لونا ريسورس، وهم يدفعون نحو إنهاء كل الاتفاقيات والمضي قدما في المشروع. لدينا المال اللازم لبدء العمل، لكن سنحتاج الموافقة على المزيد من الدعم في الاجتماع الوزاري القادم. نحن في منتصف الطريق، والموافقة التي نسعى إليها في نهاية العام ستمكننا من إنهاء المشروع".
ولم يُتفق حتى الآن على موقع هبوط المهمة، لكن الكثير من العلماء يريدون أن تكون في "حوض أيتكين"، وهو فوهة صدمية في أقصى القطب الجنوبي للقمر.
والمهمة الأساسية للرحلة هو استكشاف وجود موارد لدعم الرحلات الاستكشافية البشرية المستقبلية. ومن أهم الموارد التي يجري البحث عنها هي المياه. لكن كبير مهندسي المشروع في وكالة الفضاء الأوروبية، ريتشارد فيساكرلي، يرجح وجود معادن وأبخرة أخرى يمكن استكشاف وجودها.
وتابع: "أقطاب القمر قد تكون واحة لرحلتنا الاستكشافية. والمهمات المدارية الأخيرة كشفت لنا احتمال وجود مياه وغيرها من الأبخرة في المناطق القطبية، والتي يمكن استخدامها مستقبلا لإمداد المستكشفين بالماء والأكسجين. ونحتاج الآن إلى الهبوط على السطح بأجهزة المهمة "بروسبكت" ومحاولة فهم طبيعة وتوزيع هذه الأبخرة".
ويستكمل بروسبكت عمل المهام السابقة التي أرسلتها وكالة الفضاء الأوروبية. والحفار المزودة به المهمة يشبه الأدوات المستخدمة في تطوير الإنسان الآلي فيلة، الذي استُخدم للحفر في أحد المذنبات، وكذلك في المركبة إكسو مارس 2020، التي تعمل على حفر سطح كوكب المريخ.
ويقول نورمان بون، من شركة "ليوناردو فينميكانيكا" الإيطالية، إن "التكنولوجيا المستخدمة في الحفار بروسبكت عالية المستوى. وسيعمل الحفار على عمق أكثر من متر، وفي ظروف صعبة عند درجة حرارة 170 درجة مئوية تحت الصفر".
ومعمل الكيمياء الملحق بالمهمة يشبه مطياف الكتلة البطلمي الذي كان على متن المهمة فيلة. وكان المطياف من انتاج الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة، والتي ستطور صندوق تحليلي يقوم بنفس المهمة على نمط أصغر.
وقال سيميون باربر، من الجامعة المفتوحة، لـ بي بي سي: "نتوقع احتمال العثور على بعض المياه أو الثلج. لكن ثمة آليات تشير إلى تركيز المياه على أعماق أكبر. ولكننا لسنا واثقين من هذه المعلومات، وهذه هي الصعوبة في تصميم هذه المهمة".
وتابع: "نريد معرفة كمية المياه الموجودة، وتوزيعها على الأعماق، وما إذا كان هذا الأمر يتغير مع الوقت. قد يكون للأمر علاقة بدورة الليل والنهار، بحيث يصبح السطح أدفأ تدريجيا مع سطوع الشمس، فتهرب المياه إلى البقعة الأبرد".
وكانت وكالة الفضاء الأوروبية قد خططت من قبل لإرسال مهمتها الخاصة إلى القمر بحلول عام 2018، لكن الوزراء في أحد اجتماعاتهم السابقة رفضوا الموافقة على التكلفة التي تبلغ 500 مليون يورو.
وأعيد تطوير جزء من التكنولوجيا المستخدمة في "بروسبكت" و"بايلوت" لتتناسب مع المهمة "لونا ريسورس".