تسعون بالمئة من الجراحات يمكن تجنبها
بتر أطراف مرضى السكري لا لزوم طبيًا له
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خضع 55 الف ألماني في العام الماضي لعمليات بتر ساق أو قدم بسبب مضاعفات مرض سكري القدم، واعتبر اختصاصيون في معالجة السكري أن معظم حالات البتر كان ممكنًا تفاديها وإنقاذ مصير أصحابها لو اتبعت طرائق علاجية صحيحة.
إيلاف من برلين: نشرت شركة التأمين الصحية "أوك" في ألمانيا إحصائية مثيرة للقلق عن مضاعفات الدورة الدموية التي يتعرّض لها المعانون من داء السكري. وذكرت "أوك" في آخر إحصائية لها أن 55 ألف ألماني من مرضى السكري أخضعوا لعمليات قطع القدم أو الساق في العام الماضي. ووصف معظم المتخصصين في معالجة داء السكري هذه الأرقام بـ "اللا لزوم لها"، داعين زملاءهم الأطباء إلى التروي في المعالجة.
تشمل عمليات البتر المؤسفة في ألمانيا 3.1 من مرضى السكري في العيادات المختصة، و10- 20% منهم في العيادات والمستشفيات العامة. ولحسن الحظ فإن 80% من عمليات البتر أصابت القدم أو أجزاء منها (عمليات البتر الصغرى)، لأن عمليات البتر العظمى (تشمل القدم وجزءًا من الساق أو الساق بكاملها) تشكل 20% فقط، ولكن لا يعيش من هؤلاء لفترة تزيد على 5 سنوات، تلي البتر، غير نسبة الربع.
سوء معالجة
علق البروفيسور بيرنهارد أنغيكورت على الإحصائية، التي أشارت إلى بتر قدم أو ساق مصاب بالسكري كل 12 دقيقة في العالم، بالقول إن 90% من هذه العمليات لا لزوم لها. وأضاف أنغيكورت، المتخصص في أمراض الأوعية الدموية، إن معظم هذه الأعضاء المبتورة كان من الممكن إنقاذها لو تمت معالجة الحالات بشكل صحيح.
يتولى أنغيكورت يوميًا معالجة مرضى داء السكري، الذين يعانون مما يسمى بـ"متلازمة قدم السكري"، وخصوصًا عند المصابين بالقروح الناجمة من مضاعفات السكري في القدم.
تكشف إحصائية عيادة دورتموند للسكري (متخصصة) عن بتر 2% من الحالات فقط سنويًا، في حين ترتفع هذه النسبة في بعض العيادات الأخرى غير المتخصصة إلى 50%. وأشار البروفيسور، الذي يقود قسم الأوعية الدموية في عيادة السكري في دورتموند، إلى 5 ملايين معانٍ من السكري في ألمانيا، يضاف إليهم 350 ألف مريض جديد كل عام، مع وجود مؤشرات إلى ارتفاع مطرد في هذه الحالات.
جهل الأطباء والمرضى
وجّه أنغيكورت نقدًا حادًا إلى الأطباء والمرضى على حد سواء، مشيرًا بأسف، إلى تزايد نسبة "الجهل" بين الطرفين، مع ازدياد انتشار السكري وازدياد مضاعفاته. وتحدث البروفيسور عن "سرور الأطباء" بالبتر، معللًا هذا "السرور" بتخلصهم من احتمال تعرّض المريض إلى تسمم الدم ومضاعفات التقرح.
من ناحية المرضى، تظهر التجربة في دورتموند (غرب) أن المعانين من السكري لا يعرفون أنه يقع عليهم أن يخفضوا ضغط الدم أيضًا، وليس أن يخفضوا نسبة الغلوكوز في الدم فقط. وغالبًا ما يخطئ الطبيب، وكذلك المريض، في تشخيص الأعراض الأولية لمتلازمة "قدم السكري" بشكل مبكر، هذه الأعراض التي تتبدى بثقل السمع وعناء حركة الجسم.
ووجّه أنغيكورت عناية الأطباء إلى أن منظمة الصحة العالمية أوصت عام 1989 بضرورة خفض عمليات بتر أعضاء مرضى السكري إلى النصف. ويجري ذلك حاليًا بشكل جيد في بلدان أوروبا الشرقية، حيث يعالج المرضى في عيادات عالية التخصص، كما تتراجع عمليات البتر في إيطاليا وهولندا، في حين إنها ترتفع قليلًا في ألمانيا.
الساق الصناعية ليست أرحم
من ناحيته، أعلن فيرنر لانغ، رئيس قسم الأوعية الدموية في عيادة أيرلانغن (جنوب) ورئيس جمعية "قدم السكري" الألمانية، أنه لم تتم في عيادته أية عملية بتر ساق أو قدم في العام الماضي.
وذكر لانغ أن عيادته تنجح دائمًا في توسيع الشرايين من خلال العلاج بالأدوية والرياضة والحمية وعمليات القسطرة. وانتقد لانغ بقية الأطباء بالقول: تسود في أقسام معالجة الاضطرابات الدموية بسبب السكري قناعة مفادها أن القدم الصناعية أرحم من تقرح القدم بالنسبة إلى المريض.
وكشفت دراسة فنلندية أعلنت بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري (14 نوفمبر)، أن المعالجة البسيطة بالحمية والرياضة وتنظيم التغذية يمكن أن تخفض حالات الإصابة بالسكري لدى الأفراد المعرّضين وراثيًا للإصابة به. وأعلن الباحثون الفنلنديون هذه النتائج بعدما راقبوا أكثر من 500 رجل وامرأة من المعرّضين للسكري طوال سنوات عدة.
دور أكبر لهرمون "أديبونكتين"
في المؤتمر الأوروبي حول السكري في ميونخ، تحدث البروفيسور إيبرهارد شتاندل عن دور أخطر مما هو متوقع لهرمون "أديبونكتين". وأكد أن انخفاض مستوى هرمون "أديبونكتين" في الدم يحفز العوامل الوراثية ويزيد مخاطر الإصابة بالسكري-2، الذي يسمى أيضًا سكري السن المتقدمة.
ويعتقد شتاندل أن هذا الهرمون يعمل بمثابة عامل مساعد على إصابة البشر بالسكري-2. وقال شتاندل، نائب رئيس جمعية السكري الأوروبية، أمام 12 ألف طبيب متخصص حضروا المؤتمر، إن نقص أديبونكتين يضر بالأوعية الدموية قبل فترة طويلة من ظهور السكري بأعراضه الواضحة.
وحسب رأي الطبيب من عيادة "شفابنغ" البافارية فإن الكشف عن انخفاض مستويات أديبونكتين في الدم يمكن أن يعمل بمثابة جهاز إنذار مبكر يخبر عن إمكانية إصابة المريض بالسكري. كما يمكن من خلال رفع مستوياته في الدم تقليل احتمالات الإصابة بالسكري وكبح سرعة تقدم المرض. وهذا ليس كل شيء، لأن الباحث أجرى تجارب على الفئران المختبرية وتوصل من خلال حقنها باديبونكتين إلى تسريع حرق الخلايا الدهنية.
قلة الحركة
يتم فرز الهرمون من قبل خلايا الجسم الدهنية، وهذا يعني أن سرعة حرق الخلايا الدهنية ستؤدي إلى رفع مستواه في الدم. ويقل فرز أديبونكتين في الجسم حينما تكتنز الخلايا الدهنية بالشحم، ولهذا فإن فرط البدانة يعني كبح فرز هذا الهرمون.
وثبت من خلال الفحوصات أن مستوى أيدبونكتين في دماء البدناء منخفض تمامًا، وهذا يؤدي بدوره إلى كبح فرز هرمون الإنسولين، وبالتالي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم.
وانتقد شتاندل مظاهر الحياة المعاصرة، وقال إنها مسؤولة عن ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري على المستوى العالمي. ورغم أن الأطباء يطالبون البدناء بالحركة، فإن حركة معظم البشر اقتصرت اليوم على "الحركة داخل الإنترنت".