تتسم بسمّية شديدة وتوصف عندما يعجز العلاج المختص
أدوية "الأمل الأخير" تنعشها مقاومة المضادات الحيوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أظهرت إحصاءات حديثة أن ارتفاع مستويات مقاومة المضادات الحيوية أدى إلى حدوث زيادة نسبتها 40 % في استخدام الأدوية التي يستعان بها فقط باعتبارها الأمل الأخير.
إيلاف: لفتت تلك الإحصاءات، الصادرة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، إلى حدوث تزايد في معدلات استخدام تلك الأدوية، التي تتسم بسمّيتها الشديدة، والتي لا تستخدم إلا عندما تفشل المضادات الحيوية الأساسية في تقديم يد العون إلى المرضى.
حظر صيني
نقلت في هذا الخصوص صحيفة "التلغراف" البريطانية عن خبراء متخصصين قولهم إن تلك الكشوفات تبيّن أن هناك أزمة "مرعبة"، وهو ما يعني أن المرضى سيعانون في المستقبل من عواقب مميتة نتيجة الإجراءات الروتينية التي يتم إتباعها.
وتبيّن، وفق ما أظهرته تلك الإحصاءات الرقمية التي كشفها مكتب الصحافة الاستقصائية، أنه في خلال عام واحد فقط، ارتفع عدد الروشيتات الخاصة بعقار كوليستين من 346 ألف إلى 485 ألف جرعة يومية. ومن المعروف أن ذلك العقار يتم استخدامه عندما لا يستجيب المرضى للمضادات الحيوية الأساسية مثل مضاد بنسلين.
وتابعت التلغراف بقولها إن الصين حظرت ذلك العقار، باعتباره علفًا للحيوانات. أما المفوضية الأوروبية فأوصت بضرورة تقليص استخدامه في مجال الزراعة بمقدار الثلثين.
مقاومة تتلاشى
غير أن التحقيق الاستقصائي الذي أجري عن هذا الموضوع كشف عن أن مديرية الأدوية البيطرية في المملكة المتحدة قامت خلال العام الماضي بترخيص ثلاثة منتجات جديدة تحتوي على عقار كوليستين، بغرض استخدامه في المزارع البريطانية.
وهو ما علّق عليه علماء، أمس، بقولهم إن هذا القرار "جنون مطلق"، وإن ذلك الأمر يعني أن أدوية "الأمل الأخير" قد تصبح بلا جدوى لدى البشر في خلال 10 أعوام.
ونقلت "التلغراف" عن دكتور مايكل وينبيرن، استشاري الأمراض المعدية والوقاية من العدوى ومكافحتها في مستشفى رويال تشيسترفيلد في المملكة المتحدة، قوله: "الشيء الوحيد الأكيد هو أن الكائنات الحية ستصبح لديها القدرة على المقاومة. فالأمر متعلق بنظرية داروين".
أضاف "يمكنني القول إن مقاومة عقار كوليستين ستصبح أكثر شيوعًاً خلال الفترة المقبلة. وما يجب أن نقلق بشأنه هو تقيّدنا بفئة واحدة من المضادات الحيوية، فهذا الأمر يجب أن يفزعنا ويحركنا، لكي نفعل ثمة شيء من أجله".
إرهاب ثان!
بدورها اعتبرت سالي ديفيز، التي تشغل منصب كبيرة المسؤولين الطبيين في بريطانيا، أن التهديد الذي تُشَكِّلُه المضادات الحيوية يُصَنَّف جنبًا إلى جنب مع التهديد الذي يُشَكِّلُه "الإرهاب"، كما إنه قد يعني أن التعرّض لإصابة أو لجرح بسيط قد يصير أمرًا قاتلًا.
وقال البروفيسور بيتر ويلسون، وهو استشاري علم الأحياء الدقيقة في مستشفى كلية لندن الجامعية، "بات الأطباء يلجأون إلى وصف عقار كوليستين على نحو متزايد نظرًا إلى ارتفاع مستويات مقاومة المضادات الحيوية الأساسية".
هنا عاود دكتور وينبيرن ليقول: "بعدما فقدت كل المضادات الحيوية الجديدة فعاليتها، بدأ استخدام عقار كوليستين يعود من جديد. نتيجة لذلك، باتت الآن أعداد متزايدة من المرضى تعاني من مشاكل خطيرة في الكلى. وبات المقصود من كلمة (مقاومة) أننا أصبحنا مجبرين على استخدام عقاقير ذات آثار جانبية ووخيمة، وهو ما ينذر بخطر أكبر".
أعدت &"إيلاف&" هذا التقرير بتصرف نقلًا عن &"تلغراف&".