لايف ستايل

هوس الأطفال باليوتيوب سببه خورزميات ذكية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 

بلقيس دارغوث: يدرك الآباء والأمهات جيداً تعلق أطفالهم بتطبيق يوتيوب الأطفال أو Youtube kids. فهذه النسخة المعدة للمشاهدين الصغار لا تعمل فقط على حمايتهم من فيديوهات مخصصة للكبار، بل تتبع خورزميات ذكية تستطيع أن تستقطب انتباه الأطفال وتوجهها نحو مضامين دون أخرى بناء على سلوك الطفل.

الدراسات السابقة ركزت على سلوك الأطفال مع مشاهدة التلفاز، وشهدت البرامج التلفزيونية تطوراً من أفلام طويلة إلى حلقات مقسمة لمقاطع، كي تحافظ على استقطاب اهتمام وتركيز مشاهديها.

لكن عصر الإعلام الحديث غيّر سلوك المشاهدين كباراً وصغاراً، وباتت المشاهدة عند الطلب أوسع انتشارا من الاكتفاء بمشاهدة ما تقدمه المحطات التلفزيونية، رغم كثرتها.

ويدرك علماء النفس جيداً، وأهل الأطفال في عمر الثالثة، حبهم للسيطرة واتخاذ القرارات الصغيرة، بما فيها اختيار ما سيشاهدونه.

هنا يأتي دور يوتيوب الصغار، فبعد مراقبة أهواء الطفل واستنتاج عمره وجنسه، تقوم الخورازميات بعرض فيديوهات تحوز على نسب مشاهدة عالية، فيتوجه الطفل نحو المضمون الذي يقترحه التطبيق.

هذه الفيديوهات هي بمعظمها أغانٍ للأطفال بشخصيات كرتونية تبدو بسيطة وبدائية للأهل، وأخرى لأطفال يلعبون ويلهون عبر فتح بيض بلاستيكي يحتوي على مفاجآت وألعاب.

غالباً ما تكون ردة فعل الأهل أن هذه الفيديوهات غير ممتعة لأنها لا تحتوي على حبكة القصة والرواية التي اعتادت عليها الأجيال السابقة، لكنها بالنسبة للأطفال فهي في قمة المتعة لأنها تحتوي عنصر المفاجأة والإيقاع السريع بدلاً من مشاهدة فيلم طويل سيملون منه بعد قليل.

والدليل على نجاح هذه الفيديوهات هو عدد المشاهدة، فبعضها يتخطى الـ 2.5 مليار مشاهدة، لأن الأطفال ميالون لمشاهدة الفيديو الواحد أكثر من مرة وكلما أتيحت لهم فرصة المشاهدة.

ويتساءل خبراء تربويون عن طريقة تفاعل الجيل الحالي مع "رواية القصص"، لأن تجرتهم مع المضمون الإعلامي تأتي وفق الطلب وفق مقتطعات قصيرة، وبالطبع تؤثر على مخيلتهم وقدرتهم الإبداعية على المدى الطويل.

ومنذ نحو عام ونصف توجه اهتمام أخصائيي التربية في جامعات مثل هارفارد لدراسة الأمر بتمعن ومراقبة السلوك الاستهلاكي والمتلقي لجيل الألفية الثالثة، وفق ما أشارت مجلة "ذا اتلانتك" الأميركية، خصوصاً وان هذه الفيديوهات الشائعة غير تعليمية مقارنة بالإنتاجات الأخرى.

"إيلاف" أعدت المادة بتصرف نقلا عن الرابط التالي:
 
https://www.theatlantic.com/technology/archive/2017/07/what-youtube-reveals-about-the-toddler-mind/534765/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف