لايف ستايل

عقار لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة لكن ليس بمتناول الجميع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
Getty Images

وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على طرح أول علاج مخصص لاكتئاب ما بعد الولادة في الأسواق، الأمر الذي يعتبر نقلة كبيرة في مواجهة أحد أكثر الاضطرابات انتشارا بين الأمهات الجدد.

والعقار الجديد الذي يحمل اسم "زولريسو"، هو محلول يتم حقنه في الوريد على مدار 60 ساعة متواصلة (يومان ونصف). وأظهرت التجارب فعالية العقار خلال 24 ساعة من تناوله.

وقالت الهيئة في بيان صحفي نشرته يوم الثلاثاء إن العقار هو الأول من نوعه، إذ كانت المريضات يتناولن مضادات الاكتئاب التقليدية.

أمل مبتور

ويضع سعر العقار نهاية لآمال الملايين من النساء اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة. فتكلفة الجرعة وحدها تتراوح ما بين عشرين إلى 35 ألف دولار. هذا بخلاف تكلفة البقاء بالمستشفى أو المنشأة الطبية التي تتولى عملية الحقن والإجراءات المرتبطة بها.

وذكر بيان الهيئة أن الموافقة على العقار مشروطة بعدة إجراءات، من بينها التحاق المريضات ببرنامج توعوي عن الأعراض الجانبية للعقار قبل عملية الحقن، التي تتم تحت مراقبة طبية دقيقة.

وتشمل الأعراض الجانبية للعقار الشعور بالدوار، والنعاس، والتخدير، وربما الإغماء المفاجئ. كما يراقب الأطباء مستويات الأكسجين في الدم طوال فترة الحقن.

كذلك تخضع الأمهات لمراقبة طريقة تعاملهن مع أطفالهن طوال مدة الحقن.

وأثبتت الدراسات أن العقار لا يسبب أية أعراض بعيدة المدى. ويصيب اكتئاب ما بعد الولادة واحدة من بين كل تسع أمهات جدد، ويستمر لمدة حوالي ستة أشهر بين 25-50 في المئة من المريضات.

وفيما يلي أبرز ما نعرفه عن المرض: ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟

هو حالة من الاضطراب والاكتئاب التي تصيب الأمهات، ويستغرق احتمال الإصابة به مدة عام بعد الولادة. وقد تبدأ أعراضه في الظهور خلال الشهور الأخيرة من الحمل.

وهذا المرض هو المرحلة المتقدمة من "الاضطراب النفسي العابر"، وهو حالة من الإحباط والفتور والرغبة في البكاء التي تصيب الأم خلال أول أسبوعين بعد الولادة، ولا تستمر أكثر من عدة أيام.

وثمة حالة نفسية أخرى بعد الولادة تُعرف بـ "اضطراب النفاس"، ومن أعراضها التقلب المزاجي السريع، أو الهلوسة السمعية والبصرية، أو القيام بتصرفات غريبة ومفاجئة. وهي حالات أقل شيوعاً، إذ تصيب واحدة من بين خمسمائة امرأة، خاصة ممن لديهن تاريخ مرضي في العائلة من الإصابة باضطراب النفاس أو ثنائي القطب.

أبرز الأعراض

يسبب اكتئاب ما بعد الولادة شعوراً دائماً بالحزن والإحباط، وفقدان الاهتمام بالعالم الخارجي، والشعور الدائم بالإرهاق وعدم القدرة على إنجاز أي شيء. وكذلك الشعور بالخمول والنعاس أثناء النهار، والأرق أثناء الليل.

وتواجه الأم المصابة صعوبة في التعامل مع رضيعها، وقد تصل في بعض الحالات إلى إيذاء الأم لطفلها ولنفسها.

وتميل الأم إلى العزلة، وتجنب أي تعامل أو احتكاك بالآخرين.

وقد لا تلاحظ الأم إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة، كون الأعراض تتطور بشكل تدريجي.

ولا يقتصر المرض على النساء، إذ أثبتت الدراسات أن واحدا من بين كل عشرة آباء يصابون باكتئاب ما بعد الولادة. وأن مسببات المرض ليست بالضرورة تغير في هورمونات النساء كما يُشاع.

العلاجات المعروفة

ثمة ثلاث مراحل لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة. الأولى هي إدراك المصاب للمرض، والتواصل مع الأسرة والأصدقاء للمساعدة. والتركيز على الأنشطة التي من شأنها توفير المزيد من الراحة وكسر الروتين المرتبط بالولادة وتبعاتها، واتباع نظام غذائي صحي.

والثاني هو التواصل مع طبيب أو معالج نفسي لوضع خطة علاجية مفصلة ومتابعة تطور الحالة.

أما الثالث فهو تناول مضادات الاكتئاب. ويكون في حالة فشل البدائل الأخرى، واستمرار الاكتئاب لفترة طويلة. وتوصف هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف