يتغير شكلها بحسب تضاريس العضو المكسور
جبيرة ذكية تتحلل ذاتيًا بعد ترميم الكسر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يضطر الجرّاح عادة إلى قص الجبيرة وإعادة تجبير الكسر في حالة حصول خطأ أو التهاب ما، لكنه قادر على تصحيح وضع الجبيرة الذكية الجديدة من دون الحاجة إلى قصها.
إيلاف من كولون: يقول العلماء الألمان من معهد فراونهوفر لأبحاث المواد الصناعية البوليمرية إن الجبيرة الذكية للكسور تضرب عصفورين بحجر. فهي تسهل وتسرع عمل جرّّاحي الكسور، وتقي المريض الكثير من الآلام، ثم إنها تقلل من نفايات الجبائر التقليدية المصنوعة من المواد الصناعية، والتي تحتاج التخلص منها كنفايات خاصة.
المهم أيضًا أن الجبيرة مصنوعة من بوليمرات عضوية، وتتحلل ذاتيًا بعد استخدامها إلى مواد أولية غير ضارة بالبيئة. جاء في تقرير لمعهد فراونهوفر في بوتسدام أن الجبيرة تم تطويرها بالتعاون مع علماء شركة "نوله" المتخصصة في المنتجات الطبية، وأن الجبيرة تغير شكلها مع تغير شكل العضو المكسور من دون أن تتأثر متانتها.
هذا يعني أن الجبيرة تتقلص مع العضو المكسور عندما ينخفض الورم في مكان الكسر، كما يمكن للطبيب تغيير شكلها بحسب تغير حالة الكسر. علمًا أن الطبيب يضطر في بعض الكسور إلى تغيير الجبيرة مرات عدة بسبب تغير حالة العضو المكسور أو بسبب عدم تناسق الجبيرة مع الكسر.
وسبق لمعهد فراونهوفر أن استعرض الجبيرة الذكية في المعرض الدولي للبوليمر العضوية في مدية هاله (شرق) في نهاية مايو الماضي، ونال الجائزة الثانية لأفضل ابتكار في مجال المواد الصناعية البوليمرية، وأعلن الآن دخولها مرحلة إنتاج السوق.
تتصلب وتتطوع بالحرارة
تم إنتاج الجبيرة الذكية من الأحماض الحليبية البوليمرية PLA، ويمكن تفصيلها بأشكال وأحجام مختلفة تتناسب مع مختلف الأجزاء المكسورة في جسم الإنسان، بحسب تقرير معهد فراونهفر.
الشريحة متصلبة بشكلها الاعتيادي، وتصبح مرنة عن طريق تسخينها بدرجة 55-60 مئوية. تستغرق عملية التسخين خمس دقائق فقط، تصبح الجبيرة بعدها جاهزة للف حول الجزء المذكور. وبمقدور الجرّاح أن يعيد تسخين الجبيرة خارجيًا كي يصحح وضعها أو يجعلها مناسبة تمامًا للجزء المكسور.
وذكر أنزلم غروننغ، مدير أعمال شركة نوله: "نريد أن نجعل تجبير العظام أكثر ما يكون يسيرًا ونظيفًا وسريعًا للطبيب والمريض في آن واحد". أضاف إن الجبيرة الذكية أقل وزنًا بكثير من الجبيرة التقليدية، وتتيح للمريض حركة أوسع في حياته اليومية.
من مزايا الجبيرة الجديدة، التي صارت تحمل اسم "ريكاست RECAST"، أنها لا تخلّف نفايات خاصة، كما تفعل الجبيرة التقليدية، وهذا مهم جدًا، بحسب تعبير غروننغ. ثم إن كلفة إنتاجها منخفضة، وتصبح متاحة للجميع، كما إنها غير ضارة وتحمي البيئة من المواد الصناعية المختلفة.
تقلل نفايات الجبائر بنسبة 80%
جرى العمل لسنوات عدة على تطوير الجبيرة الذكية ومنحها المزايا اللازمة، بحسب تصريح هيلمت ريمده من معهد فراونهوفر لأبحاث البوليمرات العضوية. إذ حرص العلماء على جعلها مرنة بالحرارة لفترة تمتد من 3-5 دقائق، تتيح للجرّاح تفصيلها بحسب تضاريس الكسر. كما صمّمت كي يتمكن الطبيب من تغيير شكلها مرات عدة من دون أن تتأثر، ثم تعود إلى حالتها الطبيعية الصلبة بتأثير درجة حرارة الجسم.
وقرر العلماء أنفسهم درجة تحوّل الجبيرة الذكية من الحالة الصلبة إلى المطاوعة بدرجة 58 مئوية. فهذا يجعلها صالحة للاستعمال في الصيف والشتاء، ويضمن ألّا تتحول إلى الحالة المرنة بعد التجبير، بتأثير الطقس، في البلدان الحارة كمثل.
إن إنتاج جبيرة "ريكاست" من أحماض الحليب البوليمرية يجعلها تتحلل بيولوجيًا وتلقائيًا بعد فترة من استخدامها، وهذا يقلل النفايات المتبقية من الجبائر التقليدية بنسبة 80%، بحسب الباحث أنزلم غروننغ. ثم إن قابلية ريكاست على التدوير تقلل نفايات الجبائر التقليدية بنسبة أخرى تبلغ 20%.
ومن طبيعي فإن تدوير ريكاست لن يكون سهلًا في المرحلة الحالية، لأن الجبيرة مخصصة للاستعمال في المستشفيات وعيادات الجرّاحين، ولا تتوافر تقنيات التدوير في هذه المجالات بعد. هذا يعني أن على هذه المستشفيات جمع الجبائر الذكية وإعادتها إلى شرطة نوله، كي يجري تدويرها إلى حين وصول تقنية التدوير إلى المستشفيات نفسها.
حمالة كسور بيولوجية أيضًا
بهدف جعل ريكاست أكثر ما تكون مناسبة ومريحة للمرضى، تعاقدت شركة نوله مع معهد أبحاث الأنسجة الصناعية في كيمنتس (شرق) على إنتاج حمالة للكسر (لليد مثلًا) تعلّق في الرقبة مصنوعة من أحماض حليبية بوليمرية قابلة للتحلل بيولوجيًا وتلقائيًا بعد استخدامها.
ليست هناك إحصائيات دقيقة في ألمانيا عن الكسور، لكن معهد فراونهفر يتحدث عن 1.5 مليون عملية تجبير في السنة، و2-5 أضعاف هذا العدد من قص الجبائر وإعادة التجبير لأسباب مختلفة تتعلق بعدم التناسب مع الجزء الكسور، أو بسبب التهاب، أو ضغط على العظم...إلخ.
تتسبب هذه الجبائر بتوليد 150 طنًا من المواد الصناعية التي استخدمت في صناعتها، وهي مخلفات يجري حرقها في أفران خاصة بالنفايات "الخاصة".
&